عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    12-Jan-2020

في إيران.. الارتباك بموضوع الطائرة الأوكرانية أفسد ما كسبته طهران بمقتل سليماني
 
الجزيرة نت - خاص -  تجمع المئات من طلبة وخريجي جامعتي "شريف" و"أمير كبير" وسط العاصمة طهران، للمطالبة باستقالة المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية ومحاسبتهم، في حين طالبت أوساط برلمانية بتشكيل لجنة تقصي حقائق في الحادث.
وعبر المتظاهرون عن استيائهم لإخفاء الحقيقة من جانب الدولة ورددوا شعارات ضد بعض مسؤولي الجمهورية الإسلامية، في حين قامت مجموعة من المحتجين بتمزيق صورة اللواء سليماني الذي قضى بضربة أميركية في بغداد فجر الثالث من الشهر الجاري.
 
وطالب المحتجون بمحاسبة جميع المسؤولين عن إسقاط الطائرة، قبل أن تغلق قوات مكافحة الشغب الطرقات المؤدية إلى مكان المظاهرة وتمنع المواطنين من الالتحاق بها، عقب إطلاق مجموعة من المتظاهرين هتافات مناهضة للنظام. في حين توالت اعتذارات المسؤولين الإيرانيين عن الحادثة التي أسفرت عن مصرع 176 شخصا.
 
تنديد بالارتباك
وانتقد عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام أحمد توكلي السلطات الرسمية الإيرانية بسبب إخفائها السبب الحقيقي لتحطم الطائرة الأوكرانية، موضحا أن الشعب الإيراني أمسى يشكك بصدقية المسؤولين في بلاده.
 
ووصف إخفاء نبأ عظيم مثل هذا بأنه خطأ أكبر من الخطأ البشري الذي تسبب به ضابط الدفاعات الجوية الإيرانية، "مما أدى بالشعب إلی أن يعتبر مسؤولي بلاده كاذبين"، على حد تعبيره.
 
وطالب بمحاسبة جميع المتسببين في إسقاط الطائرة وإخفاء السبب الحقيقي للحادث، الذي قال إنه "أفسد حلاوة التضامن الشعبي والوحدة التي سادت في المجتمع عقب اغتيال سليماني".
 
تداعيات سلبية
وفي السياق، انتقد عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، ما سماه التعامل الرسمي السلبي مع الحادث، موضحا أن المسؤولين "أضروا بسمعة الدولة والشعب والحكومة جراء سياسة التعتيم والتكتم التي أضرت بدورها بالمصالح الوطنية وثقة الشعب".
 
وتساءل عن سبب عدم إلغاء الرحلات المدنية في الظروف الحربية التي كانت تعيشها البلاد تلك الليلة، وعبر عن أسفه العميق لمقتل عدد كبير من الركاب الإيرانيين ومواطني عدد من الدول الأخرى في عملية عسكرية، مؤكدا أن تعاطي الفنيين والسلطات المعنية ومسؤولي البلاد بشأن الحادث يبعث على الأسف.
 
وشدد على أن إخفاء السبب الحقيقي لإسقاط الطائرة سمح لدولة مثل أميركا التي اعتبرها السبب الرئيس لكل المآسي، أن تظهر بمظهر المحب للبشرية وأن تطالب بالمشاركة في التحقيق بإسقاط الطائرة، وأضاف "لو كانت إيران قد أعلنت حقيقة الحادث منذ البداية، لقللت من تداعياته السلبية".
 
تقصي الحقائق
من ناحيته، طالب النائب في البرلمان الإيراني إلياس حضرتي، باستقالة جميع المسؤولين عن إسقاط الطائرة الأوكرانية وتشكيل لجنة لتقصي حقائق في الحادث، وشدد على أن الارتباك الرسمي شوّه سمعة البلاد وقضى على جميع الأجواء الإيجابية التي تحققت بعيد اغتيال قاسم سليماني.
 
وأشار إلى أن البلاد تعاني من سوء الإدارة في الإعلام وعدم التعاطي الإيجابي مع الرأي العام، موضحا أن ما حدث بشأن الطائرة الأوكرانية وجّه صفعة كبيرة لثقة الرأي العام بالمصادر الداخلية، لا سيما أن المصادر الأجنبية قد أخذت بزمام الأمور في تغطية الحادث في سبيل تهميش القصف الصاروخي الإيراني لقاعدة عين الأسد.
 
وتمنى لو كان بيان هيئة الأركان الإيرانية الذي اعترف بإسقاط الطائرة بسبب خطأ بشري قد أعلن بعيد ساعات من وقوع الحادث، مطالبا بمحاسبة المتورطين في إسقاط الطائرة والمتسببين في التلاعب بمشاعر الرأي العام.
 
وأشار إلى وفاة العشرات في جنازة اللواء سليماني قبل نحو عشرة أيام، موضحا أن الحوادث في إيران تخلف عددا أكبر من الضحايا مقارنة مع الدول الأخرى، وشدد على ضرورة تشكيل لجان من الخبراء والمختصين للوقوف أمام الأسباب بغية منع تكرار حوادث مشابهة.
 
غضب شعبي
وتحولت منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحة للتعبير عن الغضب الشعبي من التعاطي الإيراني الرسمي في ما يخص إسقاط الطائرة الأوكرانية، بين من أشاد بشجاعة قائد القوات الجوية بالحرس الثوري العميد أمير على حاجي زاده لتبنيه مسؤولية الخطأ، وبين من انتقد الفوضى وحالة عدم التنسيق بين السلطات الإيرانية العليا.
 
وقارن الناشط السياسي أستاذ العلوم السياسية بجامعة طهران صادق زيبا كلام، بين إسقاط الحرس الثوري الطائرة الأوكرانية وإسقاط القوات الأميركية طائرة الركاب الإيرانية فوق المياه الخليجية عام 1988، موضحا أن الفرق بين الحادثين هو أن أميركا اعترفت فورا بالخطأ المؤسف "بينما كذبنا نحن-الإيرانيين- على العالم طيلة ثلاثة أيام".
 
أما الباحث السياسي سياوش فلاح بور، فاعتبر "إيران الخاسر الأكبر في لعبة إسقاط الطائرة"، وأضاف في تغريدته على تويتر "إذا كان الضابط مستقلا لدرجة لا يرغب معها بإخبار مسؤوله الأعلی عما جرى للطائرة، فهذه كارثة، لكن إذا كان التأخير في الإعلان عن الخبر ناجما عن الكذب وإخفاء الحقائق لدى السلطات العليا فالكارثة أعظم".
 
وتحدث بعض الإيرانيين عن بلوغ حالة عدم التنسيق في إيران مستويات كبيرة. وجاء في تغريدة مساعد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر محمد صالح مفتاح "لقد أخفوا حادث الدفاعات الجوية وإسقاط الطائرة الأوكرانية حتى عصر الجمعة عن المرشد الأعلى.. لماذا؟ ألا يستحق من أخفى الخبر الإقالة والمحاسبة؟".
 
المصدر : الجزيرة