عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Jul-2020

ترامباشوف.. - محمد سلامة

 

الدستور- الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يماثل بأفكاره وتصريحاته وممارساته ميخائيل غورباتشوف آخر رؤوساء الاتحاد السوفياتي،وصاحب نظرية («البرويستوريكا «أي إعادة البناء)، واللحظة الراهنة في واشنطن يمكن إسقاطها على إدارة الرئيس ترامباشوف الذي اجج نزاعا شعبويا واوجد استقطابا، بين اليمين المحافظ واليسار الليبرالي، وما بينهما وحولهما الأقليات القومية والعرقية وفي مقدمتها السود، وهذا ما ينذر بحرب أهلية ثانية.
لأول مرة في تاريخ الولايات تشهد تحضيرات وتحشيدات وتصريحات عنصرية قبيل الإنتخابات المقررة في نوفمبر القادم ما بين الساسة الكبار، وما يمكن تفسيره أن الرئيس ترامباشوف قد يزور الإنتخابات وقد فشل وحزبه في جعل واشنطن ولاية ضمن الولايات الخمسين، فيما صوت الديمقراطيون على اعتبارها ولاية مستقلة وقد نجحوا في ذلك وباتت واشنطن الولاية الواحد والخمسين، وفي الإنتخابات القادمة وسيكون لمندوبيها عدد من الأصوات، في مجمع الإنتخابات أسوة بالولايات الأخرى وهذه الولاية غالبية سكانها من السود ولا يصوتون لترامباشوف، وبكل الأحوال فإن الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه، لم يحسم اسم مرشحه لمنافسة مرشح الحزب الديمقراطي جو بايدن، وهناك أصوات داخل حزبه تنادي بضرورة تسمية مرشح بديلا لترامباشوف، والنقطة الأكثر أهمية تكمن في الانقسام العمودي والافقي في شريحة واسعة داخل مجتمعات الولايات ذاتها، كما أن هناك أصواتا تنادي بالانفصال وهذا المشهد بكل تفاصيله ينذر بكارثة قد تنفحر في عهد الرئيس ترامباشوف.
الصحافة الأمريكية تتناول حدة الاستقطابات الداخلية وتؤشر أن سياسات الرئيس ترامباشوف الداخلية وقصة جورج فلويد الأسود وما أعقبها من مواجهات امتدت لأكثر من أربعين ولاية كانت ظاهرة غير مسبوقة في تاريخ الولايات، وحالة الإتحاد اليوم ليست مبشرة بصفاء شعبوي قدر ما هي منذرة بحرب أهلية ثانية، قد لا تتوقف إلا بنهاية الاتحاد بين الولايات، وما يعنيه ذلك من وجود حكام للولايات ينادون بالانفصال،وقد يكون الرئيس ترمباشوف هو آخر رؤوساء إتحاد الولايات كما كان غورباتشوف قبله آخر رؤوساء الاتحاد السوفياتي.
الرئيس ترامباشوف فكك بنية المجتمع الأمريكي، واجج فتنة بين الأقليات والأخطر أن هناك مئات المليشيات المسلحة في الولايات المتحدة كما أن شراء الأسلحة بمختلف أنواعها مسموح به،ولدى الجيل الشاب في غالبية الولايات الشمالية الغنية رغبة بالانفصال فيما الولايات الجنوبية الفقيرة باستثناء كاليفونيا تنادي بوجود اتحادات جديدة بينهما، وبكل الأحوال فإن قيادات بارزة في الحزب الجمهوري تحذر من سياسات الرئيس ترامباشوف الداخلية والخارجية وتطالب بابعاده عن المشهد السياسي وترشيح شخصية بديلة عنه في نوفمبر القادم.