الراي - أشار التقرير العالمي لرصد التعليم للجميع والذي أصدرته منظمة اليونسكو، الى أن حوالي 40 %من سكان العالم لا يتلقون التعليم بلغة الفهم أو النطق مما يؤثر سلباً على تعلم الأطفال خاصة أولئك الذين يعيشون في حالات فقر، ولهذا يجب أن يحصل الأطفال ذكوراً وإنائاً على التعليم باللغة التي يفهمونها.
وتضيف جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" بأن إحتفال العالم باليوم الدولي للغة الأم لعام 2019 جاء تحت شعار "لغات السكان الأصليين مهمة في التنمية وبناء السلام والمصالحة"، ، وقالت المديرة العامة لليونسكو السيدة أودري أزولاي في رسالتها بهذه المناسبة :"ترى اليونسكو أن كل لغة أم تستحق أن تعرف وأن يعترف بها وأن تحظى بقيمة أكبر في جميع مجالات الحياة العامة. ولكن ليست الأمور على هذا الحال دائماً، إذ ى تعد اللغة الأم لغة وطنية أو رسمية أو لغة تعليم بالضرورة، مما قد يسهم في التقليل من قيمتها وفي إختفائها على المدى الطويل."
وأشارت اليونسكو بأن الشعوب الأصلية تمثل 370 مليون نسمة ينطقون بأغلب اللغات الحية التي يقارب عددها 7000 لغة، ولكن ما زال العديد منهم يعاني التهميش الاجتماعي والتمييز والفقر المقع وإنتهاكات حقوق الإنسان. وحيث أن هدف التنمية المستدامة متمثلاً في "عدم ترك أي أحد خلف الركب"، فلا بد من أن تنتفع الشعوب الأصلية بالتعلم بلغاتها الأم.
وتشير "تضامن" الى أن الأمم المتحدة عملت على تشجيع الشعوب للمحافظة على اللغة الأم حيث أشارت في قرارها رقم (266/61/RES/A (والصادر في (16 (آيار من عام (2007 (الى أن تعدد اللغات الحقيقي يعزز الوحدة في إطار التنوع كما يعزز التفاهم الدولي، وتقر بأهمية القدرة على التواصل مع شعوب العالم بلغاتها ، بما في ذلك التواصل بأشكال متيسرة للأشخاص ذوي الإعاقة". وأعلنت الجمعية العامة في نفس القرار ، سنة (2008 (بإعتبارها "سنة دولية للغات" لتعزيز الوحدة في إطار التنوع ولتعزيز التفاهم الدولي من تعدد اللغات والتعدد الثقافي.
وفي الوقت الذي تسعى فيه شعوب ودول العالم للمحافظة على اللغة الأم مع وجود لغات عديدة حول العالم لا يتحدث بها أكثر من بضع مئات من الأشخاص ، نجد لغات أخرى يتجاوز عدد المتحدثين بها أكثر من (100 (مليون كلغة أم ، فحسب إحصائيات تقديرية تحتل اللغة الصينية المرتبة الأولى حيث يتحدث بها (873 (مليون كلغة أم و (178 (مليون كلغة ثانية ، وتأتي اللغة الإسبانية بالمرتبة الثانية حيث يتحدث بها (380( مليون كلغة أم و (100 (مليون كلغة ثانية ، واللغة الإنجليزية بالمرتبة الثالثة فيتحدث بها (380 (مليون كلغة أم و (600 (مليون كلغة ثانية ، ولم تميز التقديرات ما بين اللغة الأم واللغة الثانية بالنسبة للغة الهندية التي يتحدث بها ما بين (500 (مليون ومليار شخص وإحتلت المركز الرابع ، فيما جاءت اللغة العربية بالمركز الخامس ويتحدث بها (206 (مليون كلغة أم و (40 (مليون كلغة ثانية ، ووفق إنكارتا لعام (2006 (وهي موسوعة إلكترونية تطبعها وتحدثها دورياً شركة مايكروسوفت ، فإن العدد الإجمالي للمتحدثين باللغة العربية يصل الى (422 (مليون. وجاءت بعد اللغة العربية كل من البنغالية والبرتغالية والروسية واليابانية على التوالي. علماً بأن هنالك حوالي (7000( لغة ولهجة حول العالم وفقاً لإحصائيات منظمة الأمم المتحدة.
من جهة ثانية تشير "تضامن" الى أن عدد السكان الأردنيين والذين أعمارهم 13 عاماً فأكثر 3635813 شخصاً منهم 1793859 امرأة وبنسبة 3.49 ،%فيما بلغ عدد الأميين 309359 شخصاً منهم 202557 امرأة أمية وبنسبة 4.65 %من مجموع الأميين وفقاً للتعداد العام للسكان والمساكن 2015.
إن توزيع الأردنيات حسب المستوى التعليمي من غير المنتظمات بمؤسسات تعليمية، يبين بأن 202557 إمرأة أمية وبنسبة 3.11 ،%و 136931 امرأة ملمة (تقرأ وتكتب) وبنسبة 6.7 ،%و 466370 امرأة ما بين الإبتدائي والإعدادي والأساسي والتلمذه المهنية وبنسبة 26 ،%و 427117 امرأة تحمل شهادة الثانوية وبنسبة 8.23 ،%و 200611 امرأة تحمل شهادة الدبلوم المتوسط وبنسبة 1.11 ،%و 327788 امرأة تحمل شهادة البكالوريس وبنسبة 2.18 ،%و 10796 امرأة تحمل شهادة الدبلوم العالي، و 18303 نساء يحملن شهادة الماجستير، وأخيراً 3986 امرأة تحمل شهادة الدكتوراة.
هذا ويحتفل العالم في الحادي والعشرين من شباط من كل عام باليوم الدولي للغة الأم بموجب مشروع القرار رقم (30 35.DR/C (والصادر عن المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في شهر تشرين الثاني / نوفمبر من عام (1999 ، (كما إعتمد المجلس التنفيذي لليونسكو في دورته رقم (199 (التي عقدت في شهر تشرين أول من عام (2012 (يوم (18 (كانون أول يوماً عالمياً للغة العربية ، في حين تحتفل الأمم المتحدة بيوم اللغة العربية بنفس التاريخ وهو تاريخ صدور القرار رقم (3190 د-28 (من الجمعية العامة للأمم المتحدة والقاضي بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة ولجانها الرئيسية.
وتضيف "تضامن" أن الإحتفال بهذا اليوم بدأ من شهر شباط/فبراير 2000 لتعزيز التعدد اللغوي والثقافي. ويعود سبب إختيار هذا التاريخ بالتحديد الى الحادثة الشهيرة التي فتحت فيها الشرطة النار في مدينة دكا، عاصمة بنغلاديش حالياً، على طلاب خرجوا متظاهرين للمطالبة بالإعتراف بلغتهم الأم، البنغالية، كواحدة من لغتي البلاد الرسمية لما كان يعرف وقتها بباكستان.