عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    08-Mar-2025

"رمضان بلا سكر".. قرار صحي لخسارة الوزن واستعادة النشاط

 الغد-ديمة محبوبة

 الوصول إلى وزن صحي ومتناسق  هدف يسعى إليه الكثيرون، ما يجعل فقدان الوزن وتناول الطعام الصحي موضوعا يتردد في مختلف المناسبات. وفي شهر رمضان المبارك، يزداد البحث عن طرق صحية للاستفادة من الصيام في تحسين العادات الغذائية وخسارة الوزن.
 
 
إحدى الأفكار التي تكتسب رواجا متزايدا هي “رمضان بلا سكر”، حيث يلتزم الصائم بالامتناع عن السكر المضاف طوال الشهر، مكتفيا بالمصادر الطبيعية مثل الفواكه والتمر، بالإضافة إلى الأطعمة التي تتحول إلى سكريات بشكل طبيعي أثناء الهضم.
 
تؤكد عيناء القاسم أن شهر رمضان هذا العام سيكون “بلا سكر” لها ولزوجها، إذ تطمح إلى استقبال فصل الصيف بصحة جيدة وجسم متناسق، معتبرة أن رمضان سيكون فرصة مثالية لتحقيق هذا الهدف.
وتوضح أن التحدي ليس سهلا، خاصة مع العزائم الرمضانية وتوفر أشهى أطباق الحلويات، إلى جانب الطقس البارد الذي يزيد من الرغبة في تناول السكريات مقارنة بأيام الصيف. ومع ذلك، تؤكد أنها ستبذل جهدها لتحقيق ما تسعى إليه.
أما سعيد، الذي يتبع أيضا فكرة “رمضان بلا سكر”، فيقول: "أنا شخص أهتم بصحتي وأحرص على الحفاظ على وزني، لكن لدي هوس بالحلويات. لذلك، أمارس تمارين شاقة ولساعات طويلة لأتمكن من حرق المزيد من السعرات الحرارية".
يضيف سعيد أنه قبل يوم من بدء شهر رمضان، قرر التوقف عن تناول الحلويات طوال الشهر، معتبرا ذلك تحديا كبيرا، خاصة مع تنوع أطباق الحلويات في هذا الشهر الكريم. وإذا تناول الحلويات في البداية، سرعان ما يعاني من التعب الشديد ولوم الذات، فيقرر التوقف عنها.
ويؤكد أن قراره جاء أيضا بعد إدراكه أضرار السكر المضاف، كونه أحد الأسباب الرئيسة لزيادة الوزن، والعامل الأساسي في رفع مستويات الأنسولين في الدم، مما يعزز تخزين الدهون، خاصة في منطقة البطن.
ومن واقع تجربته الشخصية، فإن تناول الحلويات والمشروبات السكرية بعد الإفطار يؤدي إلى تقلبات حادة في مستويات السكر في الدم، ما يجعله يشعر بالخمول والجوع بسرعة، رغم تناوله كميات كبيرة من الطعام.
 تغيرات إيجابية يلمسها الصائم
توضح اختصاصية التغذية ربى العباسي أن السكر، رغم مذاقه الحلو، يحمل آثارا مرة على الجسم. وتقول "السكر لا يسبب فقط زيادة الوزن، بل يرتبط أيضا بمشاكل صحية مثل السكري، أمراض القلب، واضطرابات الجهاز الهضمي".
وترى أن من يقرر خوض تجربة "رمضان بلا سكر" أمامه فرصة مثالية لاعتماد نظام غذائي خال من السكر، حيث يمكن للجسم أن يتأقلم تدريجيا مع نمط حياة أكثر صحة.
وتؤكد العباسي أن من يلتزم بهذا التحدي قد يلاحظ تغييرات إيجابية عديدة، مثل استقرار مستويات الطاقة، مما يساعد في تجنب تقلبات السكر في الدم ويمنحه شعورا بالنشاط طوال اليوم.
ووفق العباسي، فإن الامتناع عن السكر يمنح شعورا بالشبع لفترة أطول، حيث إن الأطعمة الغنية بالبروتين والدهون الصحية تبقي الفرد ممتلئا لفترة أطول مقارنة بالأطعمة السكرية أو الحلويات التي تؤدي إلى الشعور بالجوع بسرعة. كما أن تجنب السكر يساهم في تحسين صحة الجهاز الهضمي، إذ يساعد في تقليل الانتفاخ والاضطرابات الهضمية التي يعاني منها الكثيرون بعد الإفطار.
 خسارة الوزن وتحسين جودة الحياة 
وتشير إلى أن خسارة الوزن تصبح أسهل، حيث إن تقليل السعرات الحرارية الفارغة الموجودة في الحلويات والمشروبات السكرية يساهم في فقدان الوزن دون الحاجة إلى مجهود إضافي. وتضيف أن حتى جودة النوم تتحسن، إذ إن السكر يمكن أن يسبب اضطرابات في النوم، وبالتالي فإن تقليله يساعد على النوم بعمق أكبر.
الامتناع عن تناول السكر لا يؤثر فقط على الوزن، بل يمتد ليشمل الصحة العامة كما يقول اختصاصي الطب العام، الدكتور مخلص مزاهرة، فتقليل السكر أو التوقف عن تناوله يقلل من خطر الإصابة بمقاومة الأنسولين، وهي المسبب الرئيس لمرض السكري من النوع الثاني، كما يساهم في تحسين صحة القلب من خلال خفض مستويات الدهون الثلاثية في الدم.
ويلفت إلى أن شهر رمضان المبارك يمثل فرصة مثالية لتعديل العادات الغذائية، ويعد الامتناع عن السكر أحد أفضل القرارات الصحية التي يمكن لأي شخص اتخاذها.
اتخاذ هذا القرار قد يكون تحديا، خاصة مع العادات الغذائية الرمضانية التي تتضمن استهلاك كميات كبيرة من الحلويات والمشروبات السكرية.
 ومع ذلك، يمكن تسهيل الأمر عبر خطوات بسيطة، مثل استبدال الحلويات التقليدية بالفواكه الطازجة أو التمر، والاعتماد على شرب الماء بدلا من العصائر والمشروبات الغازية، واختيار الأطعمة التي تحتوي على كربوهيدرات معقدة مثل الشوفان والأرز البني بدلا من الحلويات. كما يمكن إعداد الحلويات الصحية باستخدام العسل أو دبس التمر بكميات معتدلة بدلا من السكر الأبيض.
وينوه مزاهرة أن البداية قد تكون في رمضان، لكن مع رؤية النتائج الإيجابية، يمكن أن يتحول الأمر من مجرد تجربة لخسارة الوزن إلى أسلوب حياة صحي. فمن خلال تقليل السكر، يشعر الفرد بتحسن عام في صحته، ويمتلك طاقة أكبر، ويلاحظ نضارة بشرته، إلى جانب فقدان الوزن بطريقة طبيعية ومستدامة.