عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-Jan-2020

الرحيل وإلا.. - محمد سلامة

 

الدستور- ردت ايران على مقتل الجنرال قاسم سليماني قبل دفنه بمسقط رأسه في كرمان،  بقصف عدة قواعد امريكية في العراق،وما بعد لن يكون أمامها (اي القوات ألامريكية) سوى الرحيل وإلا فإن الهجمات من الحشد الشعبي وغيره سوف تستمر وانها باتت رهينة بقواعدها لعمليات انتقامية مماثلة.
الرحيل للقوات ألامريكية بات مسألة وقت ليس أكثر، فالبرلمان نزع الشرعية عنها والحكومة صادقت ، وبات وجودها وفق الاتفاقات الموقعة غير قانوني، ولهذا سمعنا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقول: إن لديه رغبة بسحب قواته من العراق لكن ليس في هذا التوقيت، كونه الأسوأ ويعطي اشارة الى إجراءات يجب على الحكومة العراقية استكمالها.
المشهد العراقي بعد الضربات الصاروخية الإيرانية، وبغض النظر عن عدد الضحايا والخسائر المادية فإنها تعني صفعة قوية لأمريكا وان هيبة قواتها باتت من الماضي، وربما يفتح الطريق أمام النظام السوري وحلفائه للتعامل مع القوات الأمريكية في مناطق شرق الفرات بنفس الاسلوب، وبعبارة أخرى فان قتل سليماني كان ثمنه رحيل القوات الأمريكية من العراق ولاحقا من سورية.
واشنطن ادركت ان خطوط اللعب في الشرق الأوسط ليس حكرا عليها ولا تستطيع بمفردها أن تهيمن على عواصم مهمة وبين قوى إقليمية كايران وتركيا ومن خلفهما روسيا التي تنتظر اللحظة المناسبة لتعبئة الفراغ السياسي والامني.
صفع واشنطن بهذا الاسلوب المناسب لعملية قتل سليماني، قد لا تمتد إلى دول أخرى، إلا إذا ردت واشنطن بعملية واسعة، ووقف المغامرات بين الطرفين(  أمريكا وإيران)،مرهون بمدى الوساطات النافذة والتي قد تفضي إلى نهاية اللعبة، والعودة بالمناوشات السابقة إلى ما كانت عليه، لكن الصورة الأكثر استخداما في عواصم مهمة أن الهجمات على القوات ألامريكية سوف تزداد ،فهذه بروفة ترضي الطرفين وتشفي غليل الشارع الايراني وبنفس الوقت لا تضير قيادة واشنطن التي نفت حدوث خسائر بشرية، وهذا أمر مهم لها أمام العالم.
الرحيل للقوات الامريكية هو الحل الأكثر قبولا لإنهاء الأزمة القائمة للأطراف كلها، فالعراق يخرج من دائرة الحرج وبالتالي من دائرة الاستهداف، وإيران ليست حمقاء لتضرب قواعد امريكية في أي مكان آخر، وأمريكا تخرج وتنتهي الأزمة، وما بعد سيعاد ترتيب اوراق الملفات من خلال ادوات ولاعبين جدد.
الرحيل للقوات الامريكية وإلا استمرار المواجهات وربما اندلاع حرب إقليمية قد تجر العالم لحرب عالمية ثالثة، فقصف أكبر قاعدة امريكية في عين الاسد واربيل  الكردية يؤشر على أن الانسحاب يجب ان يكون شاملا ،وهذه  فحوى الصفعة الايرانية لأمريكا.