عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Oct-2020

فزع في واشنطن بعد إصابة ترامب وزوجته بفيروس كورونا

 القدس العربي-رائد صالحة

 أثارت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بفيروس كورونا أسلئة فورية حول مدى انتشار المرض في واشنطن والمجتمع السياسي الأمريكي بسبب جدول الأعمال المزدحم لترامب، في الأيام القليلة الماضية، خاصة مع التحركات بشأن ترشيح قاضية المحكمة العليا.
 
عوارض طفيفة
 
وقال رئيس هيئة موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، للصحافيين خارج البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن الرئيس ظهرت عليه «أعراض طفيفة» وأنه يخضع للمتابعة من جانب طاقم طبى. وقال ميدوز إن ترامب «في روح معنوية جيدة» مشيراً إلى أن الرئيس نشط، والبيت الأبيض مستمر في عمله. وتابع: «لدينا رئيس لا يؤدي دوره فقط، بل سيظل يؤديه. وأنا متفائل أنه سيتماثل للشفاء بسرعة جداً». ورفض ميدوز التطرق إلى العلاج، كما تجنب سؤالاً عن هوب هيكس، وهي معاونة لترامب جاءت نتيجة اختبارها إيجابية بالفيروس قبل الرئيس.
وأشارت منصات إعلامية أمريكية إلى أن ترامب حضر المناظرة الرئاسية الأولى، وعقد اجتماعات مع كبار مساعديه، وتحدث في تجمع انتخابي، وسافر إلى حملة لجمع التبرعات.
 
مخاوف من إصابة المئات من مسؤولي الإدارة الأمريكية وصناع السياسة
 
وأكد المراقبون أن عشرات الأشخاص قد تعرضوا للخطر، اعتماداً على توقيت الكشف عن إصابة ترامب، وسط محاولات سابقة من ترامب للتقليل من مخاطر الفيروس، إذ غالباً ما لا يرتدى ترامب الكمامات.
وقال البيت الأبيض إن ترامب والمقربين منه يخضعون بانتظام لاختبارات، وعندما اندلعت الأخبار بأن مساعدته هوب هيكس ثبتت إصابتها بالفيروس، كشف ترامب أنه وزوجته ثبتت إصابتهما بكوفيد- 19.
ونشر العديد من خبراء الصحة تعليقات على «تويتر» تطالب باختبار كل شخص بالقرب من ترامب، وقال أشيشي جها، عميد كلية الصحة بجامعة بروان، إن ترامب يمكن أن يكون معدياً في ذلك الوقت. ووفقاً للتسلسل الزمني لأحداث ترامب في الأسبوع الماضي، فقد ألقى الرئيس الأمريكي خطاباً عن الرعاية الصحية في منطقة شارلوت في ولاية نورث كارولاينا، أمام أكثر من مائة ضيف، ارتدى بعضهم كمامات، وسافر لاحقاً إلى مدينة جاكونفيل في ولاية فلوريدا لعقد تجمع انتخابي، ومكث ترامب ليلة في منتجعه في منطقة دورال قرب ميامي في ولاية فلوريدا.
وشارك ترامب في مائدة مستديرة بعنوان «لاتينيون من أجل ترامب» في دورال، وحضر الحدث 150 شخصاً، والعديد منهم لم يرتد كمامات، وفي وقت لاحق ألقى ترامب ملاحظات حول خطته للتمكين الاقتصادي للسود في أتلانتا في ولاية جورجيا، لجمهور من حوالي 200 شخص، ولم يكن مع الضيوف يرتدون كمامات ولم يكن هناك أي التزام بقواعد التباعد الاجتماعي.
وفي وقت لاحق من ذلك المساء، شارك ترامب في حفل لجمع التبرعات في واشنطن العاصمة، وعقد مسيرة في نيوبورت في ولاية فرجينيا، وكانت مساعدته هيكس من بين الذين سافروا معه على متن الطائرة الرئاسية إلى فرجينيا.
والحدث الأبرز، كان عندما أعلن ترامب في مؤتمر مزدحم في حديقة الورود في البيت الأبيض عن تعيين القاضية إيمي باريت رسمياً بصفتها قاضية للمحكمة العليا، حيث اجتمع الضيوف دون التزام بقواعد التباعد الاجتماعي، ووقف ترامب جنباً إلى جنب باريت وعائلتها، بما في ذلك أطفالها السبعة، وكان من بين الحشد نائب الرئيس مايك بنس، والمدعى العام بيل بار، وكبير موظفي البيت الأبيض مارك ميدوز، وأليسا فرح مديرة الاتصالات في البيت الأبيض وكيلي لوفر. وفي وقت لاحق، سافر ترامب إلى تجمع حاشد في ميدلتاون في ولاية بنسلفانيا، حيث ألقى خطاباً لما يزيد عن ألفين من أنصاره في المطار، كما ذهب ليلعب الغولف في فرجينيا، ولكن البيت الأبيض لم يكشف عن هوية اللاعبين. وفي النهاية، انضم إلى ترامب محاميه عمدة نيويورك السابق رودي جولياني، وحاكم ولاية نيوجرسي السابق كريس كريستي.
وانضم إلى ترامب على متن الطائرة الرئاسية مستشاره وصهره جاريد كوشنر وإيفانكا ترامب وابنته الثانية تيفاني ودونالد ترامب الابن وشقيقه اريك ترامب، وغالبية قادة الحملة الانتخابية. وشارك ترامب في تجمع انتخابي في ولاية مينيسوتا كان مخصصاً للهجوم على البرلمانية إلهان عمر والمرشح الديمقراطي جو بايدن، وبالطبع، شارك ترامب في المناظرة الرئاسية مع بايدن لما يقارب من ساعتين.
إلى ذلك، انتقدت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي، السلوك العام لترامب بشأن فيروس كورونا، بينما عبرت عن أملها في اتخاذ «نهج متعقل» تجاه الجائحة. وقالت بيلوسي، الشخصية الديمقراطية البارزة في الكونغرس، لشبكة «إم إس إن بي سي» الأمريكية، إن «الانخراط بين الحشود دون ارتداء كمامة وبقية الأمور الأخرى هي شكل من أشكال الدعوات الوقحة التى تؤدى لحدوث شيء مثل هذا». وقالت إن النتيجة كانت «حزينة». كما قالت إن وضع الرئيس يمكن أن يكون «تجربة» يتعلم منها العامة. أما المرشح الديمقراطي جو بايدن، فتمنى أمس الجمعة، الشفاء العاجل للرئيس الأمريكي وزوجته ميلانيا. وقال بايدن: «نتمنى أنا وجيل (زوجته) الشفاء العاجل للرئيس ترامب والسيدة الأولى ميلانيا ترامب. سنواصل الصلاة من أجل صحة وسلامة الرئيس وعائلته».
أما كامالا هاريس، التي اختارها بايدن نائبة له، فبعد نشرها تغريدة قائلة إنها وزوجها دوغ «متضامنان مع عائلة ترامب بأكملها» أعلنت أنها مصابة بفيروس كورونا. كما أعلن بايدن أنّه أجرى فحص كانت نتيجته سلبية، وذلك بعد ثلاثة أيام من المناظرة التي جمعته إلى الرئيس دونالد ترامب الذي تبيّنت إصابته. وقال: «سعيد في الإبلاغ أنّ نتيجة فحصينا جيل (زوجته) وأنا جاءت سلبية». وأضاف «أتمنى أن يفيدنا هذا كتذكير: وضع كمامة، الحفاظ على التباعد الاجتماعي، غسل اليدين».
 
معرض للتدهور
 
قال خبراء في مجال الصحة، أمس الجمعة، إن جنس ترامب وعمره ووزنه كلها عوامل تجعله أكثر عرضة للإصابة بأعراض حادة، كما تجعل احتمال وفاته بسبب المرض حوالي 4 ٪. لكن من الصعب تقييم الاحتمالات بدقة، نظراً لأن عوامل مثل مستويات اللياقة البدنية والنشاط بشكل عام والحالة الصحية قبل الإصابة والأبحاث الطبية الحديثة يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً.
وأشارت ورقة عمل صادرة عن المكتب الوطني الأمريكي للأبحاث الاقتصادية نُشرت في يوليو/ تموز إلى أن احتمال وفاة شخص مصاب بفيروس كوفيد-19 يتراوح عمره بين 70 و79 عاماً، لكنه يتمتع بصحة جيدة يبلغ 4.6 ٪ بغض النظر عن جنسه. واستشهد ديفيد شبيجلالتر، أستاذ المخاطر وخبير الإحصاء في جامعة كامبريدج البريطانية، بجهاز يحسب فرص النجاة من مرض كوفيد-19 والذي وضع احتمالات الوفاة لرجل أبيض يتمتع بصحة جيدة ويبلغ من العمر 74 عاماً ومصاب بكوفيد-19 خلال ذروة الوباء في بريطانيا في وقت سابق من هذا العام عند ما بين 3٪ و4 ٪.
وقال إن هذا الخطر الآن «يفترض أن يكون أقل إلى حد ما» حيث اكتسب الأطباء في جميع أنحاء العالم خبرة في علاج المرض. وقال مايكل هيد، أستاذ الصحة العالمية في جامعة ساوثهامتون البريطانية، إن «وضع الرئيس يدرجه في التصنيف على أنه في خطر. فهو يبلغ من العمر 74 عاماً ويقال إنه يعاني من زيادة الوزن». وتضع معلومات قدمها طبيب من البيت الأبيض في يونيو/ حزيران الرئيس في فئة البدناء، والتي تضاعف ثلاث مرات خطر حاجته إلى العلاج في المستشفى، وفقاً لبيانات من المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها الصادرة في أغسطس/ آب.
وقال جوليان تانج، الخبير في علوم الجهاز التنفسي بجامعة ليستر، إنه بصرف النظر عن العمر والسمنة «يمكن أن تؤدي مشاكل طبية حالية أخرى مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والرئة المزمنة الأخرى إلى اشتداد أعراض مرض كوفيد-19». لكن نافيد ستار، أستاذ الطب الأيضي (طب التمثيل الغذائي) في جامعة غلاسكو، أشار إلى أن ترامب ليس معروفاً عنه أنه مصاب بأمراض مزمنة كما أنه نشط بشكل معقول، فهو يلعب الغولف بشكل متكرر ويبدو أنه يمشي بخفة، الأمر الذي قد يساعد في درء بعض المخاطر.