حسان: حريصون على مواصلة التعاون الوثيق مع مجلس النواب
الغد-جهاد المنسي
الأولوية للعمل لتحقيق أهداف وطنية سطرها خطاب العرش
ترسيخ العمل الجماعي وتجويد التشريع والرقابة
الهاشميون كانوا دوما صناع مجد ورسل سلام بسبيل الحرية
متابعة منظومة التحديث السياسي والاقتصادي والإداري
في أجواء نيابية اتسمت بالتوافق وروح المسؤولية، فاز النائب مازن القاضي برئاسة مجلس النواب بالتزكية، خلال الجلسة الأولى من الدورة العادية الثانية لمجلس الأمة الـ20، التي عقدت أمس برئاسة النائب مجحم الصقور بحكم أقدمية الدورات، وبحضور رئيس الوزراء د.جعفر حسان وهيئة الحكومة.
وأعلن الصقور، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية، فوز القاضي برئاسة المجلس بالتزكية كونه المرشح الوحيد للمنصب، وبعد اعلان فوزه، ترأس القاضي أعمال جلسة مجلس النواب، حيث فاز النائب د.خميس عطية بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب بعد حصوله على 67 صوتا، مقابل 55 صوتاً لمنافسه النائب آية الله فريحات، في حين بلغ عدد الأوراق الملغاة 14 ورقة، وفاز النائب إبراهيم الصرايرة بموقع النائب الثاني بالتزكية.
الجراح والقوابعة مساعدان للرئيس
كما فاز بموقع المساعدين بالانتخاب النواب هالة الجراح وحصلت على 85 صوتا وميسون القوابعة وحصلت على 73 صوتا فيما حصل منافسهما النائب مالك الطهراوي على 56 صوتا وتم إلغاء 10 أوراق.
وبعد اعلان فوز القاضي، هنأ رئيس الوزراء د. جعفر حسان، رئيس مجلس النواب مازن القاضي بثقة زملائه وزميلاته اعضاء مجلس النواب، متمنياً لهم التوفيق بأعمال الدورة الجديدة، مؤكداً حرص الحكومة على مواصلة التعاون الوثيق مع مجلس النواب في إطار الدستور لترجمة مضامين خطاب العرش السامي.
وقال حسان في مداخلته خلال الجلسة “أنتهز الفرصة مع بداية الدورة البرلمانية الجديدة لأعبّر عن حرص الحكومة على مواصلة التعاون الوثيق مع مجلس النواب الموقّر، في إطار الدستور؛ لترجمة مضامين خطاب العرش السامي الذي تشرفنا بالاستماع إليه، وما حمله من توجيهات لجلالة الملك عبدالله الثاني، ونلتزم بتنفيذها ونعمل من أجلها خدمة لوطننا العزيز”.
وأكد حسان التزام الحكومة بخطاب الثقة الذي ألقاه من على منبر المجلس قبل أقل من عام، متعهداً بتنفيذ ما ورد فيه، ومقدماً الشكر للنائب أحمد الصفدي على جهوده خلال رئاسته السابقة للمجلس.
القاضي: المجلس منبر للحق
وفي أول كلمة له بعد فوزه برئاسة المجلس، قال القاضي، إن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، خاض معارك سياسية ودبلوماسية صعبة وطويلة لتفكيك الرواية الإسرائيلية ومواجهة الداعمين للحرب والمؤازرين لإسرائيل، مشيدا بمواقف جلالته الثابتة دفاعا عن فلسطين ورفضاً للتهجير.
وتابع، “لقد كان جلالته حاضراً وبقوة في المشهد، وقاد جهدا عربيا ودوليا لوضع حد للحرب، وكان الزعيم العربي الوحيد الذي قابل الرئيس الأميركي دونالد ترامب وحسم أمامه موضوع التهجير، وأيقظ ضمائر الشعوب، عبر لقاءاته المتعددة على المستويات كافة وعبر المنابر الأممية والبرلمانية الدولية”.
وأضاف أن جلالة الملك، وبحكمته وحجته القوية، اوجع إسرائيل في حرب غزة الأخيرة، وجعل الأردن المتحدث الفعلي باسم العرب والمسلمين في المحافل الدولية، مؤكداً أن المنطقة لن تنعم بالأمن والسلام دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن “الأولوية هي العمل لتحقيق الأهداف الوطنية التي سطرها خطاب العرش السامي، وأن يكون المجلس منبراً للحق والعمل الجاد وصوتاً للمواطن وصداه، يلامس همومه ومشكلاته ويقدم حلولاً واقعية لها”.
وأشار إلى أن المجلس أمام استحقاقات وتحولات تاريخية صعبة تتطلب تقوية دوره الرقابي والتشريعي وتعزيز حضوره السياسي، وبما يحقق المصلحة العليا للدولة الأردنية.
وأكد أن العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية يجب أن تكون “علاقة تكافؤ وتشاركية وشفافية قولاً وفعلاً”، تقوم على التعاون البنّاء والتنسيق المستمر لخدمة الوطن والمواطن، وأن المجلس سيعمل على ترسيخ العمل الجماعي وتجويد التشريع والرقابة والمحافظة على هيبة المجلس وتعزيز ثقة الأردنيين به، واعداً بأن يكون على مسافة واحدة من جميع النواب دون تمييز أو محاباة.
وتوقف القاضي مطولا عند دور جلالة الملك في الدفاع عن القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن الهاشميين كانوا دوماً صناع مجد ورسل سلام وأصحاب رسالة خالدة في سبيل الحرية والحياة الفضلى”، مؤكداً أن الأردن سيبقى بقيادته الهاشمية قلب الأمة النابض وصوتها الثابت في الدفاع عن فلسطين.
وتناول القاضي ملفات داخلية عدة، أبرزها إعادة العمل بخدمة العلم باعتبارها ضرورة وطنية لإعداد جيل من القيادات الشبابية المؤهلة والمدرب، داعيا لبناء استراتيجية وطنية في المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية لتعزيز الهوية الوطنية والانتماء.
وشدد على أهمية التعددية الحزبية والتنافس البرامجي، مؤكداً أن اللجان النيابية هي العمود الفقري للمجلس وتمثل واجهته الحقيقية في الرقابة والتشريع، وأن المجلس سيحرص على متابعة منظومة التحديث السياسي والاقتصادي والإداري لضمان انعكاسها إيجاباً على حياة المواطنين.
وختم القاضي كلمته بالتأكيد على أن خدمة الوطن شرف لا يدركه إلا من خدم بقلب نقي ونية خالصة، داعياً إلى وحدة الموقف الوطني والالتفاف حول القيادة الهاشمية لمواصلة مسيرة البناء والإنجاز.
ثقة أعتز بها
وفي كلمة بعد فوزه بمنصب النائب الأول لرئيس مجلس النواب، عبّر النائب د.خميس عطية، عن اعتزازه بالثقة التي منحها له زملاؤه النواب، قائلاً إنها أمانة بالقلب والعقل سأعمل على أن تكون في موضعها الصحيح في خدمة الوطن والعرش والشعب.
وتابع، إن مجلس النواب بيت الشعب ومرآة هموم الأردنيين في كل محافظة ومدينة وقرية ومخيم، ومن واجبنا أن نعيد الاعتبار لدوره، وأن نمارس رقابة وتشريعاً يصبان في مصلحة الدولة والمواطن، وأن نحمل هموم الناس ونكون جسر تواصل بين المواطنين والحكومة.
وأكد أن المرحلة الحالية تتطلب تكاتفاً وتعاوناً حقيقيين لمواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، مشيراً لضرورة التوازن بين متطلبات الدولة واحتياجات المواطنين، وتعزيز الثقة بين مؤسسات الدولة وشعبها، وأن الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو ولي عهده الأمير الحسين، ثبت صامداً في وجه التحديات، محافظاً على ثوابته الوطنية والقومية، ومتمسكاً برسالته في حماية الوطن واستقراره، مؤكدا التفاف الأردنيين حول القيادة الهاشمية هو الضمانة الأولى لوحدة الوطن واستقراره والحارس الأمين لهويته وكرامة شعبه.
وشدد عطية على أن القدس قضية وجود ووجدان وتاريخ، وأن الأردن بقيادته الهاشمية هو المدافع الأول عن مقدساتها وصاحب الوصاية الشرعية عليها.
وأكد على أنه سيعمل بروح الفريق الواحد مع رئاسة المجلس والنواب كافة من أجل مجلس قوي وفاعل يمارس دوره الدستوري بكفاءة، مثمناً التوافق النيابي الذي تحقق في الانتخابات الداخلية، ومؤكداً أنه سيبقى صوتاً لكل نائب دون استثناء.
العمل وفق التوجيهات الملكية
أما النائب مجحم الصقور، الذي ترأس الجلسة الافتتاحية بحكم الأقدمية، فعبر عن فخره بترؤس الجلسة، قائلاً يشرفني أن أترأس هذه الجلسة الأولى والمباركة لمجلسنا الكريم بحكم الأقدمية النيابية، وهذا شرف لي، إذ كرمتني دائرتي بانتخابي منذ عام 1997 حتى اليوم.
وأكد، إن خطاب العرش السامي الذي افتتح به جلالة الملك الدورة العادية الثانية يشكل خريطة طريق للدولة ومؤسساتها، معلناً التزام المجلس بالتوجيهات الملكية السامية بأن يكون التعاون بين مجلس النواب والحكومة أساس العمل المشترك ضمن الإطار الدستوري.
وشدد على أن المجلس أمام مسؤولية كبيرة في عامه الثاني” لتبني قضايا المواطنين والسعي لإيجاد حلول واقعية لمشكلتي الفقر والبطالة”، داعيا لتبني فكرة المشاريع الصغيرة ودعمها عبر توفير قروض بلا فوائد للشباب في المحافظات”.
وأضاف أن إعادة ثقة المواطنين بالمجلس “تكون عبر أداء مؤسسي جاد يتبنى هموم الناس ويشارك في صياغة الحلول الوطنية”.
وأكد أن الدفاع عن فلسطين هو مسيرة هاشمية ممتدة يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بكل اقتدار”، مشيرا إلى أن جلالته «وقف بحزم ضد العدوان الصهيوني على غزة، وجاب العالم لوقف الإبادة الجماعية ومنع التهجير، وكان له الدور الرئيسي في إفشال مخططات اليمين الإسرائيلي المتطرف”.