عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Aug-2019

المراهقون... ودور الأهل والمدرسة

 

 
 الدستور -المحامية منال شحادة - من أصعب المراحل العمرية للإنسان سن المراهقة؛ لأنها مرحلة صعبة ومتقلبة، والمراهقة في اللغة العربية من كلمة راهق وتعني الاقتراب من شيء، أما في علم النفس فهي تشير إلى اقتراب الفرد من النضوج الجسماني والعقلي والاجتماعي والنفسي. 
وتمتد فترة المراهقة من سن 15 ولغاية 25 سنة ومن هنا تبدأ مرحلة النمو والتغير الجسمي للذكور والإناث، حيث يشعر الذكور بأنهم أكثر نضجا، وتبدأ مرحلة إثبات الذات بمواقف كثيرة مثل العصبية، حيث تبدأ الفتاة المراهقة تشعر بحالات التغير عندها وعليها، فتبدأ علامات الخجل والانطواء وتتغير اهتماماتها سواء بنفسها وبالأشياء الأخرى من حولها. 
ومن المتغيرات الأخرى للمراهقين التغيرات النفسية أيضا حيث يصبح المراهق عاطفيا وحساسا لدرجة كبيرة وكذلك سرعة التأثر والتقلب في المزاج والرغبة في تحدي الأهل و المعلمين و التمرد عليهم، من هنا قد يقدم المراهق على سلوكيات خاطئة أو غير صحية وصحيحة بالوقت نفسه، وقد يميل إلى التقليد الأعمى مرورا أيضا بتقلبات فكرية وذهنية، كل ذلك قد يوقعه في العديد من المشاكل التي لا يسلم من عقباها، من هنا يبدأ دور الوالدين بالمراقبة والإرشاد والتوجيه، لذلك على الأهل مراقبة المراهق جيدا وبأسلوب حاضري ومقنع ، ولا مانع من مصاحبته ومجاراته واستيعابه ومعرفة ماذا يريد وما هي رؤاه وفتح المجال للنقاش معه وإشراكه بالحوار البناء ليتولد عنده إحساس بأهميته وبالمسؤولية وإشعاره بالاهتمام.
وتجدر الإشارة هنا، أنه يقع على عاتق الأهل ضرورة الانتباه إلى تغذية المراهق بصورة صحية والتركيز على الفيتامينات والبروتينات؛ لأنه يمر بمرحله تغيير جسماني، حيث ينمو جسمه بطريقة ملحوظة و غالبا ما يميل المراهقون إلى الوجبات السريعة غير المفيدة، لذا لابد من توجيههم إلى تناول الأطعمة الصحية لتجنب مشاكل صحية مستقبلا، ولا يتوقف الأمر على توجيه المراهق وإرشاده ونصحه على الأهل فقط، بل هنا يبدأ دور المدرسة، فلا بد من تكاتف الأهل والمدرسة في هذا التوجيه وتعريف المراهقين بما سيمرون به من تقلبات نفسية وجسدية وهرمونية. 
في الماضي أكثر ما كان يقلق الأهالي تجاه المراهق هو مصاحبته لرفقاء السوء وتناول السجائر على أبعد تقدير، أما الآن ومع ظهور الشبكة العنكبوتية والتي تمثل خطرا حقيقيا على المراهقين والكبار أيضا، فإذا ترك لهم المجال لاستخدامها بدون روابط أو حدود قد يؤدي بهم إلى الإدمان على الأجهزة الالكترونية بشكل مفرط، وهذا يؤثر سلبا فيما بعد على قدراتهم في التواصل الاجتماعي، فلابد من توعيتهم من مخاطر الانترنت ووضع أسس ومعايير لكيفية استخدام الانترنت بطريقة سليمة وبأوقات محددة و منظمة، ولابد للأهل استيعاب المراهق ورعايته وإعطائه الثقة بنفسه والسماح له بإبداء الرأي والمناقشة وتنمية أفكاره وهوايته وتوجيه اهتمام المراهق بالمجالات التي يحبها كالرياضة والموسيقى والفن والرسم ودمجه بالأنشطة الثقافية والاجتماعية وتعزيز ثقته بنفسه.. أبناؤنا مسؤوليتنا لابد لنا من توجيههم ورعايتهم ووضعهم على الطريق السليم؛ فهم صناع المستقبل المشرق وهم بناة الأمل والحياة والأمة.