استدامة العطاء الشبابي يكمن في تنميته وتمكينه - د. عبد الله ماجد جبارة
الدستور- إن انتشار الفكر التنموي وأسس ومفاهيم التنمية بجميع أشكالها سواء كانت مستدامة ام لا بين أواسط الشباب تأتي كحاجة ملحة في ظل التطورات التي يعيشها مجتمعنا العربي على المستويات الاقتصادية، السياسية، الاجتماعية فتأتي أهمية دور هذه الشريحة في قدرتها على التغيير البنّاء والعمل نحو تحقيق الأهداف الإنمائية للمجتمع، والتي لا تتحقق إلا عبر المشاركة الفعالة والانخراط في العمل المؤسسي ولا يكتمل انخراط الشباب في بناء الأسس التنموية الصحيحة إلا من خلال توافر شبكات الدعم المادي والمعنوي وآليات التمكين بالإضافة إلى البيئة المنظمة والمؤطرة لتعزيز هذه المشاركة والتي من شأنها المساهمة في بناء قدرات الشباب للقيام بدورهم الريادي في بناء بلد مؤسسات.
وفي ظل الأوضاع السائدة والاوضاع الراهنة، والتحديات الاقتصادية والسياسية و الأمنية والاجتماعية أيضاً و التي أهلكت و أضعفت مجتمعاتنا، قد لا يولي البعض أهمية كبرى لسياسات تمكين الشباب في ظل غياب الرؤية المستقبلية في بناء السياسات العامة للدولة، وتحقيق هذه الأهداف ليس بالمهمة السهلة، ولكنها تمثل فرصة تاريخية للمنطقة على رغم التحديات التي تواجهها.
ومن أجل السير نحو تحقيق هذه الأهداف في العالم العربي و تعزيز مفهوم الاستدامة قبل التنمية، لا خيار للدول وشعوب المنطقة سوى أن يعملوا على خرط و تطبيق الإشراك الحقيقي والفعّال للشباب.
ومن الطبيعي أن الفئة التي يقع على عاتقها عبء ترسيخ وتجذير مفهوم التنشئة التنموية الاجتماعية والتنشئة السياسية في مجتمعاتها هي فئة الشباب الذين يكونوا هم همزة الوصل بين ما سوف يتحقق في حاضر الأيام وما سوف تجنيه قوادمها دون المساس بحاجات المستقبل والاجيال القادمة.
فالشباب هم عامود البناء للدول كافة فلدينا شريحة واسعة من هذه الفئة تعي جميع متطلبات الحاضر والمستقبل، قادرون على بلورة الأفكار المكنونة داخل عقولهم إلى برامج حقيقية على أرض الواقع.