عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Oct-2019

قف للمعلم ... قف للوطن - خالد محمود خالد

 

الدستور - صدحت أجراس المدارس وعبقت الأزقة والطرقات بصيحات الطلاب وأصواتهم يتراكضون ويمرحون في طريقهم إلى المدارس التي غابوا عنها شهرا كاملا هو عمر الإضراب الأطول في تاريخ المملكة.
مطلب العودة إلى الغرف الصفية اجمع عليه الأردنيون قيادة وحكومة وشعبا، وكان العائق أمام تحقيقه في الأسابيع الماضية العراقيل الاقتصادية والمالية التي حالت دون  تحقيق مطالب المعلمين قبل أن تتوفر العزيمة والإرادة أخيرا لتذويب تلك العراقيل والمضي قدما.
أزمة اجتازها الوطن بكل ثقة واقتدار، تضمنت العديد من الدروس والعبر التي يتوجب أن نستثمرها للتأسيس لمرحلة جديدة تتجذر فيها قيم الحرية والديمقراطية ضمن ثوابت الوطن والحفاظ على مقدراته وانجازاته.
عاش الوطن خلال الفترة الماضية تجربة فريدة أثبتت أن الأردن قادر وعصي على جميع المؤامرات بفضل حنكة قيادته وتمسك شعبه بثوابته الوطنية، وهو ما أفشل كل المحاولات المشبوهة لاستغلال الأزمة ومحاولة تفجير الشارع.
ونسجت نقابة المعلمين في الأيام الماضية خيوطا من الوئام والانسجام بين أطياف الشعب بمختلف مواقعهم، لشعور الجميع أن المعلم أساس البنيان وانه صاحب الفضل في تقدم البلد وصناعة الأجيال، فكان لا بد من إنصافه ضمن الإمكانيات المتاحة والسعي دوما لتوفير البيئة المناسبة له حتى يتمكن من بذل أقصى طاقاته في تعليم أبنائنا وتزويدهم بالمعرفة والعلوم.
اليوم وبعد انتظام الصفوف وقرع الأجراس في مدارسنا وعودة فلذات الأكباد إلى مقاعدهم الدراسية محاطين بالحب والمودة من معلميهم ومعلماتهم لصبرهم على فترة الغياب والتعطل ، نطمئن لإجراءات وزارة التربية ونقابة المعلمين لتعويضهم عما فاتهم وللحاق بالركب، ويحدونا الأمل بأن الوطن اجتاز محنته وبقي عصيا منيعا على الفتن والقلاقل.
اليوم نسجل شكرا وعرفانا إلى جميع الأطراف التي ساهمت برأب الصدع والاحتكام للغة العقل والمنطق من مؤسسات رسمية وأهلية، وأجهزةٍ أمنية تحمل منتسبوها العناء لضمان أن ينعم الجميع بالأمن والأمان، والشكر الموصول للحكومة ونقابة المعلمين وجميع الداعمين والمؤازرين الذين حكموا صوت الحكمة والعقل لإنهاء الإضراب وعودة الحياة التعليمية إلى طبيعتها.