عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Feb-2020

مهرجان الخبيزة.. ملاذ العائلات الباحثة عن الدفء والتسوق في الأغوار

 

تغريد السعايدة
 
عمان-الغد-  بحثاً عن مواسم خير وتزاحم للأقدام، جاء الشاب محمد النظامي من جرش إلى منطقة الشونة الجنوبية حاملاً ما جادت به الأرض من منتجات زيت الزيتون والتمور لأحد زملائه، ليعرضها للزوار الذين جاؤوا إلى “مهرجان الخبيزة” الذي ضم مجموعة كبيرة من الفعاليات التسويقية والزراعية بتنظيم من مدير المهرجان ورئيس جمعية أبناء الوادي محمد عطية.
وللعام الخامس على التوالي، ينطلق مهرجان الخبيزة بفعالياته المختلفة والمتجددة في كل عام، والتي يحرص عطية، المنظم للمهرجان، على خلق العديد من التحديثات التي تجذب المواطنين لموقع المهرجان بالقرب من جسر الملك الحسين، في منطقة الأغوار الوسطى، التي تتمتع بأجواء مناخية مميزة ودافئة وجاذبة للزوار.
والنظامي هو من ضمن مجموعة من الأفراد والجمعيات التي تسعى إلى تعزيز وجودها الإنتاجي والتسويقي من خلال الفرص المتواضعة المتاحة لهم لعرض المنتج، كما في مهرجان الخبيزة، الذي يأتي كمناسبة تفاعلية تمتد حتى الحادي والعشرين من الشهر المقبل.
ويتضمن المهرجان العديد من الفعاليات التسويقية والإنتاجية والحرفية للجمعيات الخيرية في المملكة، عدا عن بعض الفعاليات الفنية التي تضفي على الموقع بهجة مختلفة تستقطب الزوار القادمين بحثاً عن الدفء والترفيه في مناطق الأغوار.
عطية اختار اسم “الخبيزة” للمهرجان المُنبثق عن جمعية أبناء الوادي، كونه مؤمنا بأهمية الطبيعة التي يحيا بها الإنسان، وتهبه الكثير من الأغذية الصحية التي يمكن أن يستفيد منها في حياته، وهي من ضمن الكثير من خيرات الأرض، إلا أنه اختار الخبيزة تحديداً، كونها من أكثر الأعشاب الصالحة للأكل، وتنمو خلال نهاية فصل الشتاء، وتستمر في النمو حتى نهايات الربيع، ويُقبل عليها الكثير من الناس، ليرى أنها تُمثل نبته شعبية تستحق أن يكون اسمها متصدراً في قائمة الورقيات التي تشتهر بها مناطق الأغوار خلال هذه الفترة، عدا عن أن الاسم يمثل الواقع الزراعي للمنطقة.
كما أن نبتة الخبيزة، تعد مصدر رزق للمئات من العائلات والسيدات المُنتجات، اللواتي يعمدن إلى قطفها وتنقيبها وبيعها في الأسواق، لتتحول لمصدر دخل، فكان من الأهمية بمكان أن تكون نبتة يُحتفى بها، ليكون هذا المهرجان انطلاقة للعديد من العائلات التي أصبحت تنتظره سنوياً، سواء لحجز مكان لها لتسويق المنتجات، أو لعائلات تبحث عن مكان للتنزه بأجواء مناسبة للتواجد لساعات.
وتميز المهرجان لهذا العام بمشاركة أوسع للجمعيات الخيرية في مناطق الأغوار ومحافظات المملكة، عدا عن مشاركة مميزة من مجموعة من السيدات من مدينة أريحا في فلسطين، المجاورة للشونة الجنوبية من الجانب الغربي لنهر الأردن، لتكون هناك توأمة بينهما، وفرصة للالتقاء وتبادل عرض المنتجات المختلفة والمتشابهة في أكثرها.
سماح موسى، جاءت برفقة عائلتها من عمان، للاستمتاع بأجواء الأغوار، تعمدت أن تزور مهرجان الخبيزة في حفل الافتتاح لما يتضمن من فقرات فنية وأجواء مبهجة للأطفال؛ حيث استمتعت بوجود تنوع في المعروضات والأطعمة التي تقدمها السيدات، كما شكرت القائمين على المهرجان الذين يوفرون لزوار المنطقة خلال فترة الربيع أماكن مميزة تحيط بها الخضرة ومزارع واسعة تمتلئ بـ”الخبيزة”، وهي تحرص على “التقاطها” خلال تواجدها هناك.
وتقول سماح إنها تشجع جميع الناس الذين يأتون لزيارة الأغوار خلال فترة الربيع بزيارة موقع المهرجان الذي يتميز بأجواء “رائعة ودافئة”، بحيث يكون هناك منفعة متبادلة ما بين الزوار والسيدات والجمعيات التي تقدم منتجات طبيعية وأطعمة مصنوعة بإتقان من سيدات اعتدن على تقديم الأفضل دائماً، وتقول “خلال الأيام المقبلة سأزور الموقع مرة أخرى وأحضر معي صديقاتي للتمتع بأجواء الأغوار المشمسة والدافئة”.
سحر أبو قاسم، استغلت إطلاق المهرجان لتكون إحدى المشاركات في عرض منتجاتها من مواد التجميل والصابون الطبيعي، التي تقوم بتحضيرها من مواد طبيعية خالصة، ومن زيت الزيتون تحديداً؛ حيث تعد هذه المشاركة الأولى لها في المهرجان، وتتمنى أن تجد منتجاتها إقبالاً من الزوار.
وتأمل أبو قاسم بأن تكون هذه فرصة للتعرف على منتجات أخرى وتبادل خبرات، عدا عن رغبتها بالاستمتاع كذلك بأجواء المهرجان المميزة التي بدت ممتعة وعائلية منذ انطلاقه في أول يوم، وتدعو الجميع إلى زيارة الموقع، ليكون المهرجان قد حقق مبتغاه في المتعة والفائدة.
ويقول عطية عن “مهرجان الخبيزة”، إن التنوع في الفعاليات وتسليط الضوء على منتجات الغور الطبيعية و”البعلية”، من شأنهما أن يزيدا من الوعي العام بأهمية استغلال تلك المنتجات، والتي شبهها بـ”كنوز الأغوار الزراعية”.
ويعتقد عطية أن ازدياد أعداد الزوار الواضح منذ إطلاق المهرجان قبل خمسة أعوام وحتى اليوم يعد دليلاً على النجاح في لفت نظر المجتمع إلى أهمية استغلال تلك المنتجات، وفرصة لخلق حالة سياحية في المنطقة تنطلق منذ احتفال العالم بيوم الحب والعطاء في الحب على اختلاف أشكاله، ويستمر لغاية يوم الأم والكرامة، والإيذان ببدء الربيع، في الحادي والعشرين من آذار (مارس).
وأوضح عطية أن يومي الجمعة والسبت من أيام المهرجان، يتم تخصيصهما لتنظيم البازار، لعرض منتجات المنطقة من منتجات نباتية وحيوانية، كما سيكون هناك ورشة فنية لطلبة مدارس المنطقة والمدارس المحيطة بها، كل ثلاثاء، بمشاركة المتحف المتنقل التابع للجمعية الملكية للفنون الجميلة، بينما تخصص الأيام الأخرى لفعاليات ثقافية وفنية متنوعة.
ومن أهداف المهرجان الأساسية، كما وصفها عطية، تقريب المسافة واختصارها بين المنتج والمستهلك، ليصبح الوصول للسلعة مباشرة من دون وسطاء، إضافة إلى خلق حالة من التفاعل والتشارك بفعاليات المهرجان بين أبناء المنطقة والزوار من مناطق المملكة المختلفة، ما يسهم بتنشيط السياحة الداخلية والوافدة التي يعمل المهرجان على تشجيعها وتوسيع رقعتها بدورته الحالية بمشاركة مبادرة “يلا معنا.. أردننا جنة”.
وتُعد مؤسسة “أبناء الوادي” إحدى المؤسسات الأهلية الرائدة في تدريب شباب وفتيات الأغوار على مهن زراعية وتسويقية جديدة، تضمن لهم توفير فرص عمل إنتاجية، كون الأغوار زاخرة بفرص العمل في القطاع الزراعي تحديداً، فهي “سلة الغذاء والطبيعة في الأردن”.