عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Mar-2025

التحولات المعرفية تفرض تطوير نظام تقييم الطلبة

 الدستور-كتبت: دينا سليمان 

 
بات الارتقاء بجودة التعليم وتعزيز جاهزية الطلبة والشباب لمتطلبات المستقبل، يتطلب نظام تقييم للطلبة يتجدد بين الحين والآخر لكافة المراحل الدراسية، لغايات مواكبة متطلبات التعليم في الوقت الراهن، التي تختلف عما كانت عليه سابقاً، وعلى نحو يفضي إلى تحسين مخرجات العملية التعليمية لمختلف الصفوف.
 
وفي ظل الانفتاح والمعلومة المتاحة بين المجتمعات فإن تقييم الطلبة الذي أصبح من أولويات المرحلة يحتاج منظورا مختلفا عن الماضي الذي اختلفت فيه أدوات العلم والتعلم بين الطالب والمعلم، لذا لا بد من وضع إطار تقييمي حديث لطلبة المدارس، من شأنه أن يسهم في إنتاج الطالب المؤهل لمجتمع المعرفة والإنترنت.
 
وزارة التربية والتعليم بدورها، أعلنت عن إعداد إطار وطني شامل لتقييم الطلبة في جميع المراحل الدراسية، بهدف تطوير منظومة التقييم التعليمي في المملكة، بما يتماشى مع الرؤى الملكية والتطورات العالمية، لذا شكّلت فريقًا من الخبراء لدراسة الوضع الحالي للتقييمات، وإجراء تحليل مفصّل لها، ووضع خريطة طريق للتحسين.
 
في هذا الإطار قال وزير التربية والتعليم الأسبق الدكتور إبراهيم بدران لـ «الدستور» إن المبرر من إعداد نظام التقييم الشامل للطلبة هو أن النظام التعليمي الحالي له متطلبات مختلفة عن الماضي الذي كان يعتمد بالدرجة الأولى على المعلومات التي يدرسها الطالب ويستوعبها، أما اليوم فهو مُطالب بأشياء أخرى كمهارات معينة والتفاعل مع المادة العلمية بعيداً عن الحفظ وتجميع المعلومات.
 
وبحسب بدران، فإن نظام التقييم بحاجة لإعادة نظر للتعرف على اتجاهات الطالب ونقاط القوة والضعف لديه في جميع المراحل المختلفة، وكذلك لأخذ جميع المستجدات بعين الاعتبار، إذ كان الطالب محصوراً في السابق بين المعلم والكتاب، أما اليوم فهناك منصات التعليم والإنترنت والمصادر الإلكترونية والتفاعلات التي يجب أن يتعامل معها الطلبة.
 
وأشار وزير التربية والتعليم الأسبق إلى أن نظام التقييم بحاجة إلى التطوير والتجديد والشمولية، بحيث لا يقتصر على مرحلة الثانوية العامة وإنما يجب أن يشمل الصفوف الأولى خلال السنوات الدراسية الثلاث ومن ثم الست والتسع، وبالتالي يكون هناك فرصة للمدرسة لمتابعة التقييمات والتعرف على المطلوب من إضافات وتحسينات، بالتزامن مع استيعاب المدرسة للمهارات الجديدة، إلى جانب فتح المجال أمام الطلبة لتحسين أدائهم من المراحل الأساسية وليس في مرحلة الثانوية العامة فقط.
 
وأشار بدران إلى أن الطلبة يعيشون في زمن مجتمعات المعرفة ومجتمعات الذكاء الاصطناعي والمعلومة المتاحة في كل مكان وزمان، ولذلك فإن تقييم الطالب يحتاج منظورا جديدا من شأنه أن يخدم مسألة قبوله في الجامعات والمدارس التقنية والاستعداد لسوق العمل.