عمان-الدستور - حسام عطية - من اجل تبلور أبرز محاور المؤتمر الوطني «فتبينوا»، تم عقد اجتماع جمع جامعة الشرق الأوسط ومديرية الأمن العام بندوة حوارية تمهيدا لاطلاق المبادرة والتي أطلقتها مديرية الأمن العام ترجمة لتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني في مقاله « منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي».
ويـأتي تنظيم هذه الندوة الحوارية التي حضرها مساعد مدير الأمن العام للأمن الجنائي العميد الركن محمد الملاحيم، ورئيس مجلس أمناء جامعة الشرق الأوسط الدكتور يعقوب ناصر الدين، ورئيس جامعة الشرق الأوسط الأستاذ الدكتور محمد الحيلة، وعدد من الأكاديميين والاعلاميين والتربويين، وممثلي عن مؤسسات المجتمع المدني،للخروج بأفكار ومحاور تمهيدا لعقد مؤتمر وطني» علمي محكم» هدفه الاوحد التوعية المجتمعية لتداول المعلومات والتحقق منها في سبيل التصدي للإشاعة.
ونوه العميد الركن الملاحيم أن مديرية الأمن العام توجت رؤى جلالة الملك عبداالله الثاني في مقاله « منصات التواصل أم التناحر الاجتماعي» باطلاقها مبادرة «فتبينوا» التي تستهدف توعية كافة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي والتصدي للاخبار المفبركة والشائعات واغتيال الشخصية بما يحفظ أمن واستقرار الوطن في ظل الأوضاع والأزمات التي يعايشها.
وأشار الملاحيم أن عقد هذه الندوة الحوارية في مؤسسة أكاديمية وطنية وهي جامعة الشرق الأوسط يأتي لتعزيز الشراكة مع كافة القطاعات الرسمية والأهلية بما يخدم الوطن وابناءه، من خلال ترجمة أهداف وجوانب هذه المبادرة في مؤتمر علمي يناقش اوراقا علمية لوضع اسس للتوعية المجتمعية والوصول الى المواطن.
بدوره أكد الدكتور ناصرالدين أن جامعة الشرق الأوسط انطلاقا من كونها مؤسسة وطنية أكاديمية تربوية ارتأت أن عليها دورا محوريا بما تنتهجه من فلسفة فكرية بحثية أن تساهم في إيجاد سبل كفيلة لنشر هذه الثقافة بين جميع افراد المجتمع، خاصة فئة الشباب، سيما أن الوطن يشهد محاولات للإساءة وزعزعة أمنه واستقراره من خلال الاشاعات والمعلومات المغلوطة، وأن واجبنا الوطني يملي علينا قدرا من المسؤولية في التعامل مع الأحداث التي يشهدها الوطن والوقوف صفًا واحد بيد قائد المسيرة الملك عبدالله، وأن هذه الندوة جاءت لتكون نواة لعقد مؤتمر وطني يناقش من خلال اوراق بحثية وعلمية لخبراء ومتخصصين في أبعاد هذه المبادرة وجوانبها الاعلامية والقانونية والتربوية، للخروج بتوصيات تكون بداية الطريق في وضع استراتيجية عملية لنشر هذه الثقافة وتمكينها في المجتمع لمحاربة المعلومات المغلوطة والشائعة، مشددا على ضرورة التصدي للإشاعات والأخبار المزيفة، والمشاهد الملفقة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، التي أضحت في مكامنها توظف في السنوات الأخيرة لتدمير دول وشعوب بأكملها.
وتناول المجتمعون في حوار ونقاش هادف الشائعة ومخاطرها وسبل محاربتها والتصدي لها من خلال محاور وقائية وقانونية وعلاجية.
نص المبادرة
وكان مدير الأمن العام اللواء فاضل الحمود اطلق وعبر أثير إذاعة الأمن العام أمن اف ام مبادرة مديرية الأمن العام المتعلقة باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي بعنوان (فَتَبَيَّنُوا)، وتأتي هذه المبادرة تطبيقاً لقوله تعالى :{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}، وترجمةً لتوجيهات جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني التي جاءت في مقاله الاخير بعنوان (منصات التواصل ام التناحر الاجتماعي)، حيث إن جلالة الملك أكد في مقاله على ضرورة تعزيز القيم الايجابية وحماية المجتمع من شرور الإشاعات واغتيال الشخصية، وضرورة تحكيم المنطق والعقل في تقييم الأخبار والمعلومات، ووضع الحقائق والمعلومات في متناول المواطنين.
وسعيا لتعزيز شعور المواطنين بالثقة والشفافية، وحرصاً على حصوله على المعلومة الصحيحة والدقيقة من مصادرها، ومنع آثار نشر أخبار غير موثوقة او مشوهة أو مبالغ فيها من مصادر بديلة، والتي من شأنها نشر الإشاعات والاساءة للوطن، فإن مديرية الأمن العام ومن خلال مبادرة(فَتَبَيَّنُوا) ستعمل على التصدي لتأثير الاستخدامات السيئة لمواقع التواصل الاجتماعي ومكافحتها، مشيراً إلى أن وحدة الجرائم الالكترونية في إدارة البحث الجنائي معنية بهذا الجانب، ومن صلب عملها متابعة مثل هذه الأخبار واتخاذ الإجراءات القانونية بحق ناشريها، فيما تستهدف هذه المبادرة إلى توعية كافة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي إلى أن يكون استخدامها بما يمليه عليهم ضميرهم تجاه الوطن، وعلى قدر من المسؤولية في التعامل مع الأحداث التي يشهدها الوطن، مذكراً أن الوطن يشهد محاولات للإساءة وزعزعة أمنه واستقراره من خلال الإشاعات والأخبار المضللة وغير الصحيحة.
كما وان مديرية الامن العام تسعى على الدوام لتعزيز شراكته مع كافة القطاعات الرسمية والأهلية، والمواطنين عموماً ومستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي خصوصاً، لإيجاد بيئة إلكترونية آمنة يتم فيها تداول المعلومات الصحيحة والدقيقة مع الحرص على استخدام مبدأ الشفافية لكسب ثقة المواطن، تهدف هذه المبادة لدعوة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الى التحقق من مصدر المعلومة قبل تداولها وتوعيتهم بمخاطر تداول المعلومات والاخبار غير الموثوقة، مشيراً الى احترام حرية الجميع في التعبير عن الرأي كما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني ما دامت حريتهم موضوعية ومنطقية وفي إطار القانون.
بالإضافة إلى أن الغاية الأساسية من المبادرة هي منع انتشار الإشاعات، وخلق جيل واعٍ من مستخدمي مواقع التواصل؛ قادر على تمييز الغث من السمين ومدرك لخطورة استخدام وتداول المعلومات من غير مصادرها الرسمية، وقادر على التصدي لمن يحاولون استغلال هذه المواقع في الإساءة للآخرين او اغتيال الشخصيات او تصفية الحسابات او تضليل الرأي العام، بالإضافه إلى انه لن يكون هناك أي تهاون في التعامل مع من يقدم على نشر الأخبار المضللة والإشاعات، حيث إن جهاز الأمن العام مكلف بمتابعة نشر مثل هذه الأخبار وان من يقوم بنشرها سيعرض نفسه للمسائلة القانونية، داعياً كافة مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي للتعاون في التصدي لهذه الظاهرة.