عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Nov-2020

خبر سارّ ولكن!*د. أحمد يعقوب المجدوبة

 الراي

فاز جو بايدن، وخسر دونالد ترمب.
 
من جانب، الخبر سارّ للعالم ولنا.
 
بالنسبة للعالم، من المتوقع أن يلعب بايدن، بناءً على ما نعرف عنه وعلى خبرته في إدارة باراك أوباما والتي شغل فيها منصب نائب الرئيس، دوراً نشطاً في دعم السلمي العالمي عن طريق تفكيك التوترات، وفي الدفع باتجاه احترام حقوق الإنسان وحماية أرواح البشر، وفي الوقوف ضد التمييز الإثني والعنصري، وفي دعم جهود مكافحة الاحتباس الحراري، وفي قضايا أخرى كثيرة.
 
والعالم بحاجة إلى زعيم أميركي يتحلى باحترام ثقافات العالم وأديانه وأجناسه وأعراقه، وإلى زعيم يرى في التنوع والاختلاف والتعددية ظواهر صحية، لا ذرائع تُستغل لإثارة التوترات والفتن والأزمات. وإلى زعيم يؤمن بالعمل الدبلوماسي المحترف، لا بالقوة والعنف.
 
أما بخصوص منطقتنا، فمن المتوقع أن يلعب بايدن دوراً بناءً كذلك، وبالذات فيما يخص القضية الفلسطينية والتي سبّب لها الكثير من الأذى قاطن البيت الأبيض الحالي بسبب انحياز إدارته التام لإسرائيل واتخاذ العديد من القرارت التي تستهدف تصفية القضية.
 
نعي بالطبع أن بايدن، مثله مثل معظم رؤساء أميركا بمن فيهم باراك أوباما، يميل صوب إسرائيل ميلاً واضحاً، مع أنه يجب أن يقف على مسافة واحد من الجميع؛ وهذه سياسة أميركية راسخة.
 
ومع ذلك، وبناءً على فهمنا لموقف إدارة إوباما من القضية الفلسطينية الذي أعلنته بصراحة في أواخر أيامها والتي كان بايدن جزءاً منها، فمن المفترض أن يكون بايدن أكثر تفهماً للحقوق الفلسطينية وأكثر تعاطفاً مع حاجة الشعب الفلسطيني إلى دولة مستقلة.
 
فإذا ما بنى بايدن سياسته على الخطاب الذي ألقاه وزير خارجية إدارة أوباما جون كري باسمها في 28 كانون الأول 2016، أو على صيغة معدّلة قليلاً منه، فمن الواضح أن موقفه سيكون أقرب بكثير إلى الوسط وإلى العدالة من موقف إدارة ترمب المنحازة لطرف ضد آخر.
 
فلقد سلط كري في ذلك الخطاب، بعد أن أكد على دعم أميركا لإسرائيل، الضوء على معاناة الفلسطينيين وعلى رفض الاستيطان وعلى رفض المساس بالقدس وعلى حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. وهو يرى، ناطقاً باسم إدارة أوباما، أن الحلّ الأنسب والأصح هو حل الدولتين.
 
إذاً، من جانب، يستطيع الواحد القول أن موقف بايدن من القضية الفلسطينية ومن قضايا المنطقة عموماً سيكون أكثر مسؤولية ومهنية وإنسانية من موقف منافسه الذي خسر والذي أحدث أذىً وضرراً كبيرين للقضية الفلسطينية.
 
لكن، ومن جانب آخر، فإنّ من الخطأ الظن أن إدارة بايدن القادمة ستقوم من تلقاء نفسها بتقديم السلام لنا وإعطائنا حقوقناً على طبق من فضة.
 
لا بد لنا من حراك نشط واشتباكٍ إيجابي مع إدارة بايدن بهدف تشجيعها وتحفيزها على فعل ما هو أخلاقي وعادل، ولا بد لنا من خطة أو مقترح يُبنى التحرك عليهما.
 
وهنا بيت القصيد؛ فلا أحد يسمع من ساكت، ولا أحد يُنصف الخامل المتواكل.
 
فوز بايدين خبر سعيد، لكن مطلوب منّا فعل الكثير ليكون لنا ما نريد.