عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Jan-2019

أسرِع.. فالموت أسرَع!* صلاح الساير
الأنباء -
منذ نعومة أظفارنا والأهل يحفزوننا على التمهل وينصحوننا بعدم الاستعجال ويكررون علينا الأمثلة الشعبية والعبارات والأقوال المأثورة حول مزايا التأني وفضيلة التريث.
 
وكثيرا ما كان والدك يردد على مسامعك (على النابل أن يتأنى فالسهم إذا انطلق لا يعود) وأثناء رحلتك في الحياة تفوتك العديد من الفرص لخشيتك من الاستعجال بإطلاق السهم! أما والدتك فتلح عليك بالانتظار والتمهل بحجة أن (مكة لم تبن في يوم واحد) وبمرور الوقت ينحسر في أرواحنا الإقدام، ونقع أسرى الإحجام والتردد، ويزمن فينا التثاؤب والكسل.
 
***
 
على مقاعد الدرس تعلمنا قصة سخيفة وخيالية ولا تحدث في الواقع المعيش عن السلحفاة التي سبقت الأرنب السريع (!) فكبرنا ومثلنا الأعلى في الحياة ذلك (الزحلف) البطيء الذي حرمته الطبيعة من موهبة السرعة التي نملكها. فعشنا بين عالمين متناقضين.
 
نجرجر خطونا بتثاقل ونحن نسمع عن (القطار السريع، البريد السريع، سرعة الصوت، الطريق السريع، القراءة السريعة) ونقرأ في المجلات المصورة عن البطل الخارق «رجل البرق» ونتابع في الرسوم المتحركة مغامرات طائر «الجواب» Road Runner وسرعته التي تنقذه من مكائد الذئب.
 
***
 
(في التأني السلامة وفي العجلة الندامة) ليس قولا صحيحا على الدوام، ذلك ان تمهل سائق سيارة الإسعاف وعدم استعجاله يهدد حياة المريض.
 
وأخلص إلى أننا نعيش في زمن السرعة لذلك ينبغي استنهاض غريزة السرعة والبحث عن مكامنها فينا وتعويد الناشئة على الأداء السريع. والاعتذار العلني للسيد «ارنوب» عن حكاية السباق.
 
كما ينبغي التأكيد على أن مقولة (البقاء للأقوى) تعني البقاء للأسرع.
 
وأختم بالقول ان السرعة المقصودة في هذه العجالة لا تعني التهور أو الطيش. فالقصد السرعة المعمرة لا المدمرة.