عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Apr-2019

"لیست البوكر".. تسریبات وانتقادات على خلفیة نتائج جائزة الروایة العربیة

 

عمان – الغد – ”كنت رفضت ترشیح: برید اللیل، للجائزة العالمیة للروایة العربیة لأني كنت عاتبة
علیھم، وكنت أرى الجائزة غیر جیدة“؛ ھذا ما قالتھ ھدى بركات الفائزة بالجائزة في حفل تكریمھا
بعد فوز روایتھا ذات الـ128 صفحة بالجائزة، في دورتھا الثانیة عشرة خلال حفل أقیم مساء
الثلاثاء الماضي.
وتمثلت المفارقة الكبرى في إعلان فوزھا بعد أن رفضت الترشح للجائزة سابقا، إلا أن لجنة التحكیم أصرت على ترشیحھا عبر طلب ”دار الآداب“ التي بذلت مساعي لإقناعھا بضرورة الترشح.
لكن ھذه المفارقة لم تكن الوحیدة، بحسب (الجزیرة نت)، فحفل توزیع الجائزة الأخیر في أبو ظبي
لم یكن بتلك الصورة المعھودة، إذ أضفى تسریب النتائج قبل إعلانھا بظلالھ السلبیة على البرنامج،
وأزعج بعض الأدباء المرشحین للجائزة حتى قررت إحداھن الانسحاب، وكتبت الروائیة العراقیة
إنعام كجھ جي تدوینة غاضبة في صفحتھا على فیسبوك أعلنت فیھا مقاطعتھا للحفل.
وكان الصحفي والكاتب اللبناني عبده وازن قد كتب في ”إندبندنت عربیة“ عن فوز ”برید اللیل“ لھدى بركات في تمام الساعة الواحدة من ظھر الثلاثاء، أي قبل أكثر من ست ساعات من إعلان النتائج في الحفل، وأضاف أن الخبر بلغ ”إندبندنت عربیة“ قبل ساعات، عبر ”تسریبة“ سریة قد تكون وراءھا دار نشر عربیة استبعدت الروایة التي رشحتھا.
وأشار وازن إلى أن مصدر تسریب دار النشر یعود لعضو في لجنة التحكیم ھو (أو ھي) على
صداقة بالاسم المرشح الذي وصل إلى القائمة القصیرة، مؤكدا أن الصحیفة السعودیة علمت أن
الاجتماع الأخیر للجنة التحكیم كان عاصفا وشھد سجالا امتد ساعات وانتھى إلى التصویت.
وإلى جانب روایة ”برید اللیل“، وصلت الروایات التالیة إلى القائمة النھائیة للجائزة: ”شمس بیضاء
باردة“ لكفى الزعبي، و“صیف مع العدو“ لشھلا العجیلي، و“النبیذة“ لإنعام كجھ جي، و“الوصایا“
لعادل عصمت، و“بأي ذنب رحلت“ لمحمد المعزوز.
وجدیر بالذكر أن الجائزة العربیة التي تقدمھا دائرة الثقافة والسیاحة في أبو ظبي لا تتمتع بتأیید أو
دعم مؤسسة جائزة البوكر البریطانیة، وتقول الجائزة العربیة عبر موقعھا الرسمي إن ”الجائزة العالمیة للروایة العربیة لیست لھا أي علاقة بجائزة مان بوكر“.
وتباینت ردود الفعل على إعلان نتائج الجائزة، وقال المغرد السعودي محمد العباس إن تسریب
النتائج قبل إعلان النتیجة لم یكن مجرد سبق صحفي ”بل محاولة صریحة لتثبیت النتیجة“.
ووصف في تدوینتھ على موقع فیسبوك طلب لجنة الجائزة من الكاتبة الترشح ”بالأداء المسرحي
غیر المتقن“، وأضاف أنھ یعبر عن كذبة المسابقة والمنافسة.
وأشار إلى أسماه ”مافیا دور النشر التي تتحكم في حیثیات الجائزة بعد دورتھا الأولى، ومافیا لجان
التحكیم التي أودت بسمعة الجائزة“.
وبالنسبة لمضمون الروایة، انتقد الكثیر من القراء فكرة وأسلوب الروایة، واعتبرت الروائیة اللبنانیة عضوة اتحاد الكتاب اللبنانیین رانیا محیو الخلیلي، أن الروایة امتلأت بالمضمون ذاتھ الذي یشمل الانحراف الجنسي والبغاء والشذوذ، ویصور انحدار الشرق العربي وتخلفھ ومساوئھ، وحصلت دور النشر المعتادة نفسھا على الجائزة.
وانتقد الكاتب السوري معبد الحسون لغة الروایة قائلا إنھا ”بلا صوت ولا صورة ولا شكل ولا
مضمون ولا لغة سردیة ممیزة ولا جمالیات أدب“.
وقال الحسون إن انطباعھ الأول عن الروایة الفائزة أنھا خارج العالمیة بالمعنى الإنساني وخارج الخصوصیة البیئیة.
َّ وأضاف الحسون أن الأدب الرفیع الراقي یقدم للإنسان دون البیئة مثل دیستوفیسكي، أو أنھ أدب
بیئي یحكي عن مساحة جغرافیة معینة مثل ماركیز أو مثلما حكى یوسف إدریس عن القریة المصریة أو نجیب محفوظ عن الحارة وھكذا، ”لكن روایة برید اللیل لا یظھر فیھا أي من ذلك، وكأنھا لكاتب یاباني أو من أمیركا اللاتینیة“.
وینفي الحسون وجود شخصیات أو فكرة حقیقیة في الروایة، غیر اللغة السردیة الثریة ذات التقنیة
الممیزة التي لا ترتقي بھا لتكون روایة حقیقیة بل مسودة أو مشروع روایة أو ”ھیكلا عظمیا بلا
لحم“.
وختم الحسون رأیھ معتبرا أن الخبرة الفنیة لا تكفي، بل یجب أن تشعر الروایة قارئھا بالسعادة
وتملأ الروح.