عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2019

یمین منقسم - أفرایم غانور
معاریف
 
إن السؤال الذي یشغل بال كل اسرائیلي قلق ھذه الایام ھو: ما الذي سیتغیر ھنا بعد الانتخابات التي ستجري في 17 ایلول؟ إذ واضح اننا لن نرى ھنا معجزات وروائع: مرة اخرى لیبرمان سیكون لسان المیزان الذي سیقرر مصیر تشكیل الحكومة القادمة، ومرة اخرى سنرى الیمین الاسرائیلي، رغم ما لھ من أغلبیة – منقسما، یتصارع في ما بینھ وبین نفسھ، یطلق النار داخل المجنزرة، یجد صعوبة في تشكیل حكومة ویثبت ان ھناك ما یمكن تعلمھ من التاریخ؛ منھ تمكنا من أن نعرف بأن الصراعات الداخلیة ستكون دوما حجر عثرة الیمین وجزءا لا یتجزأ من جیناتھ. فالمیل في الیمین للانقسام ولد في 1923 ،عندما اقام زئیف جابوتنسكي الحركة الاصلاحیة، بعد أن لم تأخذ الھستدروت الصھیونیة رأیھ في كل ما یتعلق باتخاذ خطوات أكثر عنفا ضد الانتداب البریطاني في بلاد اسرائیل. ومن داخل ھذه الحركة ولد في حینھ تنظیم الایتسل (الارغون).
في 1939 قررت قیادة الایتسل وقف النشاط ضد الحكم البریطاني في اعقاب الكفاح المشترك
للحاضرة الیھودیة مع الانتداب البریطاني ضد الطاغیة النازي. وادت ھذه الخطوة الى انشقاق في الایتسل مع نشر وثیقة ”أسس الانبعاث“ التي كتبھا ابراھام (”یئیر“) شتیرن، الذي ترأس جماعة الایتسل التي عارضت سیاسة رفاقھم، فانسحبوا من الایتسل واقاموا ”لیحي“. فقد اعتقدوا ان الانتداب البریطاني ھو احتلال اجنبي یجب القتال ضده حتى الابادة وطرده من الوطن الیھودي. ھذا
الانشقاق في الیمین بقي حتى اقامة الدولة عندما اصبحت كل التنظیمات السریة جزءا لا یتجزأ من
الجیش الاسرائیلي.
مع السنین بدأت الصھیونیة الدینیة، التي لم تقم كحركة یمینیة، من الاقتراب من مواقف الیمین –
الظاھرة التي لاقت زخما اكبر في اعقاب حرب الایام الستة، تحریر القدس والعودة الى مقاطعات البلاد التاریخیة مثل یھودا، السامرة وغوش عصیون. في اعقاب ذلك، ولدت غوش ایمونیم ورؤیا بلاد اسرائیل الكاملة، واقیمت المستوطنات في یھودا، السامرة، قطاع غزة، سیناء والجولان. والى
جانب كل ھذه، نشأت قیادة دینیة قومیة عملت بتزمت قومي متطرف على اسكان الیھود في كل
المناطق التي تحررت في حرب الایام الستة، عارضت الفاعلیة القضائیة وایدت نزعة المحافظة القضائیة، مع انتقاد علني للمحكمة العلیا. وھكذا اصبحت القیادة الدینیة الیمینیة رمز الیمین المتطرف للیمین الاسرائیلي وأثارت غیر مرة جدالات وأجنحة وانشقاقات. ان الرغبة في الاثبات من ھو صھیوني أكثر، مخلص ومسیحاني اكثر، خلقت سلسلة طویلة من الكتل التي تفككت واتحدت، قامت وسقطت. یكفي النظر الى قائمة احزاب الیمین التي قامت واختفت على مدى 71 سنة من وجود الدولة كي نفھم كم ھو الیمین في اسرائیل بعید عن ان یكون كتلة منسجمة یمكنھا أن تدیر حكما بلا أزمات. ھذه القائمة تتشكل ضمن امور اخرى من حركة حیروت، الصھاینة العمومیین، الحزب اللیبرالي، المركز الحر، الحركة من أجل بلاد اسرائیل الكاملة، ھتحیا، شلومسیون، كاخ، تسومت، حزب أحي، تكوما، قوة لاسرائیل، مولیدت، الاتحاد الوطني، ھتكفا، بلاد اسرائیلنا، یمین اسرائیل، زعامة یھودیة، یاحد، اسرائیل بیتنا، قوة یھودیة، البیت الیھودي، زیھوت، الیمین الجدید وكلنا.
في كل الحالات التي سقطت فیھا حكومات الیمین أو لم تقم، كان ھذا بسبب الانشقاقات التي تمیز
بھا الیمین واعادت شعب اسرائیل الى الفترة التي كان یتشكل فیھا من قبائل. وعلیھ، حتى لو اقام
اللیكود بعد الانتخابات الحكومة التالیة، فإن مدى عمرھا وقدرتھا على اداء مھامھا ستكون موضع
شك كبیر.