عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2022

الكاتب قاسم النواصرة يخط “جرش في العهد الهاشمي1921 – 2021”

 الغد-عزيزة علي

ضمن إصدارات مئوية الدولة الأردنية، صدر عن وزارة الثقافة كتاب بعنوان “جرش في العهد الهاشمي 1921-2021″، للدكتور قاسم محمد النواصرة، ويشتمل الكتاب على العديد من الصور الأثرية التي تحتضنها مدينة الأعمدة في جرش.
يقول المؤلف، في مقدمته للكتاب، إن جرش حظيت عبر العصور التاريخية بمكانة متميزة، وبقيت تعد مركزا إداريا، سواء في العصور الكلاسيكية، أو الإسلامية، أو الحديثة، والمعاصرة، ويبدو أن لموقعها الجغرافي، وطبيعة مناخها الدور الأكبر في تعاقب دورها الإداري، وكما تشير المكتشفات الأثرية فإن جرش قد سكنها الإنسان منذ العصور القديمة، ولكنها ازدهرت في العصرين اليوناني والروماني، وانضمت لاتحاد المدن العشر “الديكابولس”، وأصبحت ترتبط بعلاقات اقتصادية، وتجارية، وسياسية مع بقية دول الحلف كمدينة إربد “أرابيلا”، وطبقة فحل، وأم قيس “جدارا”، وغيرها.
ويوضح النواصرة أن جرش فُتحت على يد الصحابي القائد شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه “ت23هـ/644م”، وكانت تتبع إداريا لجند الأردن الذي كان مركزه “طبريا”، وأطلق على جرش اسم “كورة جرش”، ونظرا لأهمية المدينة، فقد ذكرت في كتب البلدانيات، ومن أشهرها “معجم البلدان” لمؤلفه ياقوت الحموي، “ت626هـ/1229م”، و”أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم” للمقدسي “ت381هـ/991م”، و”المسالك والممالك” لابن خرداذية “ت280هـ/891م”، وزار المدينة من الرحالة الكثير، ومن أشهرهم الألماني سيتزن، والسويسري بيركهارت، والإنجليزي كوندر، وغيرهما، وزارها أيضا كثير من العلماء والباحثين.
ويقول المؤلف “شهدت جرش في العهد الهاشمي تطورا كبيرا في جميع نواحي الحياة، من إدارية واقتصادية واجتماعية، مما كان له الأثر الإيجابي على سكان المدينة، والتجمعات السكانية المجاورة”، مبينا أنه في عهد الملك عبدالله الثاني تم تطوير المدينة الثقافية الأردنية العام 2015، وأصبحت إحدى محافظات الأردن الجميلة، بفنها المعماري، ونظافتها، وطرقها الواسعة، وحدائقها المنتشرة، فجرش اليوم مزدهرة تحت الحكم الهاشمي، حيث تعود إلى مكانة مرموقة استحقتها على مدى العصور.
ويبين النواصرة أن هذه الدراسة جاءت من أجل إلقاء الضوء على “جرش في العهد الهاشمي”، وتشتمل على أربعة فصول إلى جانب ملحق بتراجم لوزراء وأعيان ونواب جرشيين؛ حيث يتحدث الفصل الأول عن “جغرافية جرش”، متضمنا مبحثين، الأول يتحدث عن الموقع والحدود والسطح والمناخ، وفي المبحث الثاني مصادر المياه “العيون والينابيع”، والغابات، والسياحة، والقرى.
بينما يتحدث الفصل الثاني عن “الناحية الإدارية”، ويشتمل على مبحثين؛ الأول يتحدث عن الإدارة في جرش في عهد الإمارة الأردنية، والمبحث الثاني عن الإدارة في جرش في العهد الملكي 1947-2021، والدوائر الحكومية خلال تلك الفترة والمؤسسات الاقتصادية.
أما الفصل الثالث فيتحدث عن الناحية الاقتصادية، وجاء على ثلاثة مباحث؛ الأول يتحدث عن “الزراعة في جرش”، يتضمن الأراضي، والزراعة، وأدواتها، وموعد الحصاد، ومشكلات الزراعة، فيما يتحدث المبحث الثاني عن الصناعة والتجارة، والمبحث الثالث يتحدث عن العملة والأوزان والمقاييس، فيما حمل الفصل الرابع عنوان “الحياة الاجتماعية”، ويتضمن ثلاثة مباحث؛ الأول يتناول السكان والتعليم والصحة، فيما يتحدث المبحث الثاني عن العمارة والبيوت والمساجد، بينما يتحدث المبحث الثالث عن العادات الاجتماعية.
وفي خاتمة الكتاب، يوضح المؤلف أن جرش كانت مركزا إداريا في العصور الكلاسيكية الإسلامية، وذلك لموقعها الاستراتيجي والجغرافي المتميز، وتطورت إداريا منذ عهد إمارة شرقي الأردن وكانت مركز قضاء جرش خلال عهد الإمارة “1921-1946″، ثم تحولت إلى مركز لواء جرش، ثم قصبة محافظة جرش.
وفي عهد الإمارة، أطلق عليها اسم “مقاطعة جرش”، وقضاء جرش، ثم لواء جرش، ومن ثم محافظة جرش، كما اهتمت الدولة بالتعليم بشكل واضح ومؤثر، وقد أقيمت الكثير من المدارس الحكومية من ابتدائية وإعدادية وثانوية بهدف رفع المستوى التعليمي لأبناء المنطقة، اهتمت الدولة بالثقافة، وقدمت دعما ماليا ومعنويا، كما اهتمت بالصحة منذ تأسيس الإمارة، فأنشأت العديد من المستشفيات والمراكز الصحية، بهدف تقديم الرعاية الصحية لأبنائها.
ويوجد في جرش، بحسب النواصرة، العديد من المؤسسات الحكومية العاملة في المحافظة التي تقوم بتقديم خدماتها لأبناء المحافظة، وشهدت الزراعة والصناعة تطورا في العهد الهاشمي، ويعود ذلك إلى الاهتمام الحكومي، والرغبة في زيادة التنمية الاقتصادية التي شهدتها البلاد بعد الاستقلال، وجرش تطورات معماريا، بعد أن كانت البيوت بسيطة وذات نظام عادي؛ حيث اتسعت الحركة العمرانية في السنوات الخمسين الماضية، وأصبح هناك الآلاف من البيوت الحديثة، والفلل، وشمل التطور بلدات المحافظة، وتم بناء الكثير من المساجد، وفق نمط معماري جديد.
وكان سكان جرش يستخدمون في الماضي أوزانا، ومكاييل، ومقاييس مختلفة خلال فترة عهد الإمارة، ثم استخدم الميزان الإلكتروني الحديث في عمليات البيع والشراء، وفتح الكثير من الطرق الرئيسية في المحافظة والطرق الزراعية التي تخدم الحركة الزراعية في المنطقة، ورغم عدم تغير العادات الاجتماعية في منطقة الدراسة، فقد شهد المجتمع تغيرات اجتماعية لم تكن موجودة من قبل كعمل المرأة واللباس والعلاقات الاجتماعية بين أبناء المجتمع وغيرها.
ويشير النواصرة إلى أنه في ظلال المئوية للدولة الأردنية التي بناها الهاشميون، نستذكر الدور التاريخي الذي قام به أبناء الأردن، ومنهم الجرشيون الذين كانت لهم مواقف مشرفة، فعندما وصل الملك المؤسس إلى معان في تشرين الثاني (نوفمبر) 1920، استقبله عدد كبير من أبناء شرق الأردن، ومن بينهم شخصيات من جرش وعجلون، وظل الجرشيون يقفون إلى جانب دولتهم في أيام الشدة والرخاء، وشاركوا وما يزالون في القضايا المصيرية الوطنية والقومية، وظهرت منهم شخصيات وطنية أسهمت في الأنشطة المجتمعية والعمل العام.