تعليق الدراسة حتى اشعار اخر .. ثمة مؤشرات؟
الراي- سرى الضمور
قادت عبارة "حتى اشعار اخر" عند تعليق الدراسة الى قلق وتوتر الكثير من المراقبين والاهالي، معتبرين ان هذه الخطوة بداية الدخول الى النفق المظلم في ظل الظرف الاستثنائي التي يتطلب وضع المواطن بصورة الاحداث اولا باول لتجنب المخاسر الاقتصادية والاكاديمية مستقبلا.
وقال تربويون ان القرارات الحكومية المتخذة عقب قرار التعليق بانها لم تكن واضحة المعالم واقصت المواطن منها والتي تتطلب المزيد من الشفافية، معتبرين ان تعليق الدراسة الى اشعار اخر مؤشر على عدم إمكانية العودة إلى المدارس هذا العام.
اولياء امور طلبة انقسموا من بين مؤيد ومعارض حيال القرارات الحكومية اذ اعتبرها البعض تخبطا صريحا وكبد الاسر خسائر مادية سواء اكانوا ضمن اطار الدراسة في القطاع الحكومي او الخاص، اذ ينجم عن ذلك مطالب اضافية منها توفير متطلبات الدراسة عن بعد من خدمات تقنية وفنية او الرقابة على متابعة الدراسة في ظل اهمال الكثير من الطلبة لفروضهم وفق نظام التعلم عن بعد.
في حين عبر اهالي عن رضاهم حيال هذه الخطوة التي من شأنها ان تحافظ على سلامة الطلبة في ظل تزايد الاصابات المحلية اليومية، والتي يجب ان تغلب الصحة على التعليم، حتى وان تكبد الاهالي مبالغ اضافية جراء الازمة الاستثنائية.
استاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي قال ان انقسام الشارع المحلي حيال قرار تعيلق الدوام المدرسي لجميع الصفوف يؤكد انعدام الرؤية الشمولية عند اتخاذ القرارات خاصة فيما يتعلق بقطاع التعليم التي يستدعي عمل استراتيجيات وادبيات علمية عند اتخاذ القرارات المصيرية لما لها من اثار مستقبلية تقع على عاتق الوزارة.
واضاف الخزاعي ان تصريحات المسؤولين غير واضحة وضعت الناس امام قلق وتوتر نظرا لضبابية مستقبل ابنائهم وسط اجراءات حكومية متغيرة شكلا ومضمونا وذلك عند الاعلان عن العودة الى التعليم الوجاهي في بداية العام و عند اتخاذ قرار التعليم عن بعد مؤخرا الذي يفرض تبعات اقتصادية وتربوية على كاهل الاسر.
واشار الخزاعي ان هنالك ما يقارب 14% من الاسر يعلهن النساء الامر الذي يحملهن مسؤوليات جسام وابرزها الجانب الاقتصادي اذ ان الابقاء على نظام التعليم عن بعد يسهم بعرقلة عجلة النمو وادارة عجلة الحياة.
وطالب الخزاعي بان تكون النظرة حيال قضايا التعليم اكثر شفافية ودقة للخروج من النفق المظلم الذي ادخلت فيه غالبية الاسر الاردنية نتيجة عدم وضعهم بصورة الاحداث المستقبلية والتي تتطلب مصداقية وجدية عند التعامل معها في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد.
ورأى الخزاعي ان الخوف على مستقبل الجيل الذي سينشأ على نظام حياتي بعيد عن النظام والروتين الصحي السليم الذي سيكسبهم ايضا ثقافة الكسل والخمول وانعدام الاهتمام بالنظافة الشخصية وغيرها من الاسس التي تقوم المدرسة على اكسابها للطفل بشكل عفوي.
من جانبها قالت المستشارة التربوية الدكتورة بشرى عربيات ان عبارة” حتى إشعارٍ آخر”، لا يتم استخدامها إلا في حالة وجود عقوبات معينة حين يتم إصدار قراراتٍ معينة، لتتبعها هذه العبارة، ولكنها عبارة غير تربوية، ولها أثر سلبي كبير على الأطفال واليافعين.
واضافت عربيات ان ما يعزز ذلك بان الوزارة لم تعمل على ايجاد خطة جاذبة لعودة الطلبة إلى المدارس، وتجاهلت الوزارة أن التعليم ليس لمرحلة معينة، و إن من حق جميع الطلبة تلقّي خدمة التعليم داخل الحرم المدرسي.
واعتبرت عربيات ان تعليق الدراسة الى اشعار اخر مؤشر على عدم إمكانية العودة إلى المدارس هذا العام، وبحسب عربيات فان التعلُّم والتعليم عن بعد اثبت فشله وانعكس سلباً على الطلبة والمعلمين وعلى المدارس الحكومية والخاصة.
وفضلت عربيات بالعدول عن هذا القرار واعادة الطلبة إلى المدارس قريبا مع اتخاذ كافة تدابير السلامة العامة