عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Jul-2025

مستوطنون يقيمون "بؤرة" ويطردون مئات السكان

  الغد

هآرتس
بقلم: هاجر شيزاف
6/7/2025
 
 
مئات سكان القرية البدوية المعرجات في منطقة أريحا تم طردهم يوم الجمعة الماضي، من بيوتهم في إحدى عمليات الطرد الكبرى في الضفة الغربية منذ بداية الحرب. في أعقاب إقامة بؤرة استيطانية داخل القرية يوم الأربعاء الماضي. سكان القرية الذين يعانون من المضايقات والعنف والسرقة من قبل المستوطنين منذ بضع سنوات، قرروا أمس المغادرة، بعد أن أقام المستوطنون البؤرة ودمروا بيت إحدى العائلات وسرقوا حوالي 60 رأسا من الأغنام.
 
 
حسب أقوال السكان، فإنه كان يعيش في القرية في السابق تقريبا خمسين عائلة، لكن في السنتين الأخيرتين، كلما ازدادت مضايقة وعنف المستوطنين، بدأت العائلات بالمغادرة. في الجيش الإسرائيلي قالوا إنهم أخلوا من المكان المستوطنين الذين أقاموا البؤرة في الأسبوع الحالي. مع ذلك، المستوطنون نقلوا مركز البؤرة، الذي يشمل مكان جلوس، الأغنام، ليكون قريبا جدا من مدرسة القرية، هذا بعد أن نجح المستوطنون في طرد العائلة التي كانت في البيت القريب من مكان البؤرة الاستيطانية.
حسب أقوال السكان الفلسطينيين وصل أمس، عدد من المستوطنين وقالوا لهم إنه يجب عليهم إخلاء المكان خلال 48 ساعة. صباح أمس، في الوقت الذي قام فيه السكان بإخلاء أغراضهم وصل جنود في سيارة عسكرية إلى المكان وتحدثوا مع المستوطنين، ولم يفعلوا أي شيء في الوقت الذي كان فيه المستوطنون يزعجون الفلسطينيين أثناء إخلاء ممتلكاتهم.
"حياتنا هنا انتهت. المستوطنون وصلوا إلى بيتنا وهددونا"، قال يوسف مليحات (35 سنة)، وهو أب لولدين. "من المؤلم جدا لنا الخروج من هذه المنطقة، نحن ولدنا هنا. اليوم لا يوجد قانون في إسرائيل، ولذلك فإنهم يرسلون إلى هنا هؤلاء الأشخاص المجرمون. هذا يحدث بشكل متعمد. خلال حياتي لم أشاهد مثل هذا الشيء". وحسب أقواله، فإنه قبل بضعة أشهر قام ببيع قطيع أغنامه خشية سرقته من قبل المستوطنين. "من الخطير إبقاء ولدي هنا. لقد أضروا بمصدر رزقنا. وعندما قمنا باستدعاء الشرطة هي لم تفعل أي شيء"، قال. "ليست لي أي حقوق. من توجد لديه بطاقة هوية زرقاء له حق. وأنا الذي لديه بطاقة هوية خضراء لا يوجد لي حق".
سليمان واوطان مليحات، والدين لثمانية أولاد، وقد هربا من بيتهما أول من أمس في الليل. هما يعيشان في البيت الأكثر قربا من مكان إقامة البؤرة الاستيطانية في البداية. "لقد وصل 20 مستوطنا وقاموا بتخويف الأولاد. كانوا في حالة ثمل. هم لم يكونوا قاصرين بل بالغين"، قالت اوطان. وهي تتذكر كيف أخذت أولادها وهربت إلى بيت الجيران وقضت الليل هناك من دون أن تتمكن من العودة إلى بيتها. نشطاء من "ننظر للاحتلال في عينيه"، التي كانت في تلك الليلة في القرية لمساعدة السكان، قالوا إنهم عندما حاولوا الاقتراب من البيت، المستوطنون رشقوهم بالحجارة.
في الصباح، عادت العائلة إلى بيتها واكتشفت أن أغراضها سرقت. البيت كان مقلوبا. فقد نثروا الأغراض وأخذوا الفرشات والمخدات و200 دينار، ومحفظة كان فيها 4 آلاف شيكل وبطاقات الهوية ووثائق مهمة للأولاد، قالت اوطان. جزء من الأموال التي سرقت حسب قولها، حصلت عليها في الفترة الأخيرة بعد بيع مجوهراتها مدفوعة بشعور بأنهم ربما سيضطرون إلى مغادرة القرية، هذا بعد ازدادت هجمات المستوطنين التي شملت رشق الحجارة على نوافذ البيت. "يوجد لي صديق أعطاني غرفة كي نستطيع العيش فيها مؤقتا"، قال سليمان الذي فقد قدمه قبل خمس سنوات بسبب إطلاق النار عليه من قبل مستوطنين، في الوقت الذي كان يرعى فيه أغنامه. "الأولاد وأنا خائبو الأمل، هم متعبون"، قالت اوطان.
هذا التجمع، مثل تجمعات أخرى تم طردها، تفكك، وسكانه انتشروا في مناطق مختلفة يمكنهم فيها السكن. عائلة فرحات مليحات (30 سنة)، انتقلت بشكل مؤقت إلى قرية العوجا هي وعائلات أشقاء سليمان علي وإبراهيم. "المستوطنون سرقوا من شقيقي مليحات 60 رأسا من الأغنام، عندما أقيمت البؤرة في القرية. الأخوة وعائلاتهم انتقلوا إلى أرض خاصة لأحد سكان العوجا الذي وافق على تأجيرهم إياها لمدة سنة. 
في زيارة المكان الذي انتقلوا إليه، تمت مشاهدة نساء وأولاد يجلسون تحت أشعة الشمس الحارة. حسب أقوالهم الخيمة التي أقاموها للنوم طارت بسبب الرياح. في المكان لا توجد مياه أو كهرباء. "لا يوجد هنا أي شيء، والمكان غال جدا"، قال فرحات. "الأخ الآخر محمد أقام خيمة في مكان آخر في القرية من قطع القماش وهو يجلس تحتها مع أولاده الصغار. "المستوطنون طرقوا أبواب البيوت كي لا ننام، والأولاد لا ينامون منذ أيام. نحن تركنا خلافا لإرادتنا"، قال محمد. وحسب قوله فإنه في الخيمة ينام 13 شخصا. "هذا ليس مكاننا، نحن هنا بشكل مؤقت. نحن لا نعرف إلى اين سنذهب"، قال.