عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Sep-2025

"هجوم الدوحة".. ضمان استمرار الإبادة بغزة

 النهج العدواني للكيان المحتل يجعله تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار الإقليمي

الغد-نادية سعد الدين
 تعكس محاولة اغتيال قادة حركة حماس الفاشلة في الدوحة رؤية صهيونية لإحباط المفاوضات ورفض أي توجه لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، خلافا لإعلانها المُراوغ بقبول المقترح الأميركي الجديد، مثلما تُعبر عن نهج عدواني يجعل من الكيان المُحتل تهديدا مباشرا للأمن والاستقرار الإقليمي.
 
 
ويبدو أن رئيس الحكومة المتطرفة بنيامين نتنياهو أراد من محاولة اغتيال وفد حماس المفاوض أثناء اجتماعه لبحث المقترح الأميركي الجديد؛ ضرب المفاوضات لضمان استمرار حرب الإبادة ضد قطاع غزة، وتسجيل انتصارٍ واهمٍ بزعم القضاء على الحركة، والذي فشل في تحقيقه منذ زهاء العامين حتى الآن. 
ولأن نتنياهو لا يرغب بإنهاء حرب غزة؛ سبيلا لتحقيق مكاسب شخصية سياسية وضمان بقاء ائتلافه الحكومي اليميني، فقد اعتمد نهجه المتطرف بارتكاب جريمة اغتيال وفد حماس التي جُوبهت بتنديد دولي واسع لانتهاكها الصارخ لسيادة الدول ولكل الأعراف والقوانين الدولية؛ وذلك كبديل منه عن المسار التفاوضي لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في القطاع.
وللتغطية على فشل الهجوم العدواني في الدوحة والذي وضع نتنياهو في إرباك وحرج شديدين؛ فقد لجأ كالعادة لتصدير أزماته الداخلية العميقة بتصعيد جرائمه الدموية ضد قطاع غزة، وذلك عبر القصف الجوي العدواني لبرج سكني آخر قرب ميناء غزة غربي المدينة، وتدميره كليا مما أدى لارتقاء العديد من الشهداء والجرحى الفلسطينيين في آلاف خيام النازحين المحيطة به.
ويأتي هذا الاستهداف في إطار سياسة الاحتلال المتواصلة منذ أيام لتدمير المباني السكنية المرتفعة في مدينة غزة، في محاولة منه لدفع الفلسطينيين إلى النزوح القسري وتهجيرهم من المدينة نحو منطقة مواصي، بخان يونس جنوبي القطاع، في إطار مخطط صهيوني أميركي أوسع لتهجير سكان القطاع.
وأعلن جيش الاحتلال عن بدء حملة لاستهداف الأبنية السكنية بمدينة غزة بعد مطالبة سكانها بالإخلاء والنزوح منها، في أسلوب اعتاد عليه بهدف تدمير مقومات الحياة وترويع الفلسطينيين وترهيبهم وزيادة معاناتهم وجعلهم بلا مأوى.
ويشكل ذلك جزءا من قرار جيش الاحتلال توسيع عملياته العسكرية العدوانية في مدينة غزة ضمن ما أسماه عربات جدعون 2، مترافقا مع دعواته للسكان الفلسطينيين بالتوجه جنوبا نحو خان يونس.
وقد سبق لوزير الحرب في حكومة الاحتلال المتطرف يسرائيل كاتس، التوعد بمواصلة قصف المباني السكنية المرتفعة في غزة وتدمير القطاع وحركة حماس ما لم يتم إطلاق سراح الأسرى وتسليم السلاح، بينما تباهى نتنياهو بتدمير 50 مبنى سكنيا في غزة خلال يومين، مهددا بهدم المزيد من الأبراج السكنية ودفع الفلسطينيين إلى النزوح.
من جانبها، أكدت حركة حماس أن الهجوم العدواني في الدوحة جريمة وعدوان سافر على سيادة دولة قطر، التي تضطلع مع مصر بدورٍ مهم ومسؤول في رعاية الوساطة والجهود الرامية إلى وقف العدوان والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، ما يكشف مجددا الطبيعة الإجرامية للاحتلال ورغبته في تقويض أي فرص للتوصل إلى اتفاق.
وشددت حماس على أن استهداف الوفد المفاوض، في لحظة يناقش فيها مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأخير، يؤكد أن نتنياهو وحكومته لا يريدون التوصل إلى أي اتفاق، وأنهم يسعون بشكل متعمد لإجهاض كل الفرص وإفشال المساعي الدولية، غير آبهين بحياة أسراهم لدى المقاومة، ولا بسيادة الدول، ولا بأمن المنطقة واستقرارها. 
وحملت الحركة الإدارة الأميركية المسؤولية المشتركة مع الاحتلال عن هذه الجريمة، بسبب دعمها الدائم للعدوان وجرائم الاحتلال على الشعب الفلسطيني. 
وأشارت إلى أن هذه الجريمة برهنت أن الاحتلال الصهيوني خطر داهم على المنطقة والعالم، وأن نتنياهو يحاول شطب القضية الوطنية وحقوق الشعب الفلسطيني، ودفعه نحو التهجير القسري، مستمرا في مخططاته الإجرامية للإبادة والتطهير العرقي والتجويع والتهجير. 
وجددت الحركة تأكيدها على أن محاولة الاغتيال الفاشلة لن تغير مواقف الحركة ومطالبها الواضحة، والمتمثلة في؛ الوقف الفوري للعدوان على الشعب الفلسطيني، والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة، وتبادل أسرى حقيقي، وإغاثة الشعب الفلسطيني والإعمار. 
وأكدت أن جرائم الاحتلال الإرهابية لن تنال من عزيمة الحركة وقيادتها، ولن تحيد بها عن التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة طريق المقاومة حتى زوال الاحتلال عن أرض فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
بدورها، قالت فصائل المقاومة الفلسطينية أن سياسة الاغتيالات الصهيونية بحق قيادات الشعب الفلسطيني، لاسيما قادة حركة حماس، تعبير واضح عن حالة العجز والفشل التي وصل إليها العدو أمام صمود وثبات قيادة حماس والوفد الفلسطيني، ومقاومة الشعب الفلسطيني، خاصة بعد العملية الموجعة في القدس المحتلة والضربات المتوالية للمقاومة في غزة.
وأكدت الفصائل أن استهداف الكيان الصهيوني لقيادة حماس والوفد المفاوض يظهر سعيه لإطالة أمد الحرب، ومواصلة جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، والتهجير القسري لأهلها الفلسطينيين، وتدمير كل مقومات الحياة فيها، داعية الدول العربية والإسلامية وكل أحرار العالم إلى اليقظة والانتفاض في وجه الكيان الصهيوني. 
وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، الممتدة منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، والتي أدت لارتقاء أكثر من 227 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين معظمهم أطفال، فضلا عن الدمار الشامل ومحو معظم مدن القطاع ومناطقه من على الخريطة.