الدستور
تجسيداً حقيقيا لمجلس النواب، من النواب الذي نتمنى له التوفيق والاستفادة مما سبقهم من حياة برلمانية ساطعة يحمل دلائلها تاريخ الحياة السياسية الاردنية.
بعد ان شهدنا تجربة الاختيار اي الخطوة الاولى للحياة البرلمانية والسياسية الحزبية وشهدنا النشاط الغير مسبوق للأحزاب واستمعنا الى البرامج التي تصب في مصلحة الاردن ...اليوم هو الاول لنتائج اختيارنا والخطوة الثانية للحياة السياسية التي حرص جلالة الملك عبدالله الثاني ان يتم تحديث اجندتها وغاياتها قبل يوم الانتخاب بعدة اعوام فلا يوجد للعفوية مكان، حيث عمل جلالته على خلق الظروف المواتية لتخطي المرحلة التي كانت شبه مهمشة في الحياة السياسية ليضعها في اطار منظم لتكون النتائج بأحزاب خرجت من إطار التهميش وتنضج بالطريق الصحيح ويوم انتخاب شديد الحساسية ليس مربوطاً فقط بالوعي السياسي او الاجتماعي بل لعبت فيه التنمية دورا خفياً في عملية الاختيار من خلال البرامج التي طرحها المرشحون، يوم انتخاب مميز ومجلس نواب يتأمل منه الجميع منه الحلول او إعادة ترتيب لجميع المسائل والمشكلات الاجتماعية والايدولوجية والثقافية والسياسية او ان يكون له دور فاعل فيها.
اليوم هو الترجمة الحقيقية لمضامين الأوراق النقاشية، تشريعيا وسياسيا ومخرج رائع من مخرجات اللجنة الملكية للتحديث السياسي، التي بلورت الإرادة السياسية العليا للتغيير وتحمل تبعاته وفق الإرادة الشعبية، فاستقبلت القبة اليوم النواب رغم الظروف الشديدة الحساسية التي يعيشها وطننا منذ عام، بتوزيع القوى من الموالاة والمعارضة والأكثرية والأقلية، مما يجعل اختيار الوزراء منهم صعباً نوعاً ما إذا كان في البال حكومة برلمانية ام ستكون الحكومة البرلمانية في مرحلة لاحقة تكون فيها درجة النضوج السياسي اكبر ولا سيما ان بالاضافة لمهام مجلس النواب الدستورية فهناك دور هام له في تطبيق اهداف التنمية المستدامة باعتبارهم ممثلين للمواطنين.
القادم يحتاج الى الادارة البرلمانية بحكمة ومسئولية استثنائية لأن التحديات التى تفرض نفسها علينا فى الداخل والخارج أكثر مما يحتمل أى نظام سياسي، مما يجعل التحديات أمام المجلس الحالي ليست فقط شديدة الحساسية بل شديدة الصعوبة،وعلى الجوانب الموازية يظهر السؤال الكبير هل ستستمر الاحزاب بزخم عملها بعد ان ترجمت بحرفية مخرجات اللجنة الملكية للتحديث السياسي وهل سنشهد تغييراً داخلياً للاحزاب !!، ولا سيما انه من المنتظر أن يشهد العمل البرلماني نوعا من الحركية داخل البرلمان بمجلسيه، نظراً للمناخ السياسي الحالي يعيش متغيرات كثيرة.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن