عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jun-2020

نتنياهو والضمّ يوقِعان رجال ترامب في «فخ القرن» ! - يوسي شاين

 

 
خطة القرن، التي بنتها إدارة ترامب بكثافة، والمثيرة للانطباع، والتي رحب بها نتنياهو وغانتس، دحرت إلى الهوامش في زمن أزمة «كورونا». والآن، تعود إلى الخطاب الإسرائيلي، والأميركي، والشرق الأوسطي، ولكن يحتمل أن تكون تحولت من وعد عظيم إلى فخ.
 
قال نتنياهو، هذا الأسبوع، في جلسة كتلة «الليكود»: إن الضم، وفقاً للخطة، سيكون في تموز. وقال وزير الخارجية الجديد، أشكنازي، بنفسه عند تسلمه مهام منصبه: إن الخطة ذات أهمية تاريخية، ولكن في اليوم نفسه تماماً رفض مجلس «يشع» للمستوطنين الخطة لاعتبارها خطيرة. في الولايات المتحدة، في هذه الأثناء، تنزف واشنطن بعد نحو مئة ألف ضحيّة وحجْر قومي متواصل، وترامب هش قبل خمسة أشهر ونصف الشهر من الانتخابات بسبب عشرات ملايين العاطلين عن العمل الجدد، وفي البيت الأبيض يسألون منذ الآن: هل ضم نتنياهو خير أم شر للرئيس. جو بايدن، المرشح الديمقراطي الشاحب نسبياً، يعارض الضم بشدة، ويدعو إسرائيل «إلى التوقف عن التهديد».
 
الانتخابات في تشرين الثاني هي على إرث ترامب، وبقدر أقل على بايدن، وفي الولايات المتحدة الوضع الاقتصادي هو الحاسم دوماً. صحيح أن للرئيس القائم تفوقاً بنيوياً في الطريق إلى الانتخابات الثانية، ولكن رئيساً فشل اقتصادياً سيكون من الصعب أن ينتخب مرة أخرى. نتنياهو، الذي يكافح ضد المحكمة، يخشى من عودة الديمقراطيين إلى البيت الأبيض، وربما أيضاً إلى الأغلبية في مجلس الشيوخ. وقد جعل نفسه عدو الديمقراطيين، ويراه الكثيرون منهم ناشراً للكراهية ضد أوباما وحليفاً سياسياً لترامب واليمين الأميركي. أما غانتس وأشكنازي فيخشيان أقل، ويحتمل أنه يمكنهما أن يبنيا أنفسهما سياسياً بمعونة إدارة ديمقراطية جديدة معادية لنتنياهو.
 
في بلفور وفي «يشع» بنوا على صيغة الولاء لترامب كأساس لتعريف الحلف الإسرائيلي مع الولايات المتحدة، وها هو اليمين الديني القومي – الذي معظم ممثليه في المعارضة – يتذكر الآن أيضاً أن نتنياهو، وحتى ترامب، خطيران على رؤيا الضم. وبالتوازي، فإن سفير إسرائيل في واشنطن ديرمر – الذي سيحل محله أردان قريباً – يحاول خلق لوبي يميني من أجل الضم.
 
إلى جانب التطلعات توجد أيضاً مخاوف كبرى. رجال الرئيس الأميركي يوجدون في معضلة حول نتنياهو والضم، وحتى كاتب الرأي المحافظ، دانييل بايدس، المتعاطف مع نتنياهو وترامب، كتب في «نيويورك تايمز» أن ضرر الضم أكبر من نفعه. في اليمين الإسرائيلي بالتوازي يبدؤون بتذكر ما فضلوا كبته: تتحدث خطة القرن عن إقامة دولة فلسطينية على نحو 70 في المئة من مناطق الضفة، بينما نحو 30 في المئة من الأرض فقط تبقى تحت السيادة الإسرائيلية. 
 
هذا الخليط من المصالح والتطلعات يؤدي إلى أن مَن مِن شأنه أن يضر بترامب هو بالذات صديقه، نتنياهو. يتحدث رئيس الوزراء عن بسط السيادة كرد على ما وصفه بمحاولة من اليسار لتصفيته من ناحية قضائية من جهة، وعلى ما يصفه كرفض فلسطيني من الجهة الأخرى. غير أنه بالتوازي، ينقلب العالم رأساً على عقب – وخطوة إسرائيل هذه من شأنها في نهاية المطاف أن تساهم في الهزيمة لأكبر أصدقائها في البيت الأبيض، والساعة تدق.
 
«يديعوت أحرونوت»