عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2020

في ضرورة الانتباه للصحافة المجتمعية! - سامح المحاريق

الراي - ما زال يمكنك الحصول على جريدة ورقية مجانية في العديد من المدن الغربية، هي جريدة محليةفي الغالب، باستثناء مدن كبيرة مثل واشنطن حيث لا  يمكن أن يتغيب عنها الحدث العالمي، وتكاد هذه الظاهرة تشكل مفارقة في الزمن الذي تتراجع فيه الصحافة الورقية، وتفكر منابر إعلامية كبرى في الاقتصار على اصداراتها الالكترونية.

لماذا هذه الاستثمارات؟ وكيف يجري تمويل هذه النوعية من الصحف؟ بداية لا يمكن فهم ذلك دون التأمل في سبب ظهور هذه الصحف من الأساس والذي يكمن في أن الصحافة على المستوى الوطني لا يمكن أن تعالج القضايا المحلية لأهالي المدن الصغيرة والمناطق المختلفة داخل الدولة الواحدة، ولا تكاد أخبارهم تظهر إلا في حالات الكوارث والمصائب أو الانجازات والمناسبات، وبالتالي لا يمكن تفعيل دور الإعلام في التنمية وفي إحداث التشبيك المطلوب على مستوى الوحدة الإدارية سواء كانت مدينة أو محافظة أو إقليما.
تختلف موضوعات الصحف المجتمعية عن الموضوعات المطروحة في الصحف الكبرى، فهي صحف تسعى إلى تفعيل دور المواطنة وتوجيه المواطنين نحو المبادرة داخل مجتمعاتهم المحلية، ويمكن في هذه الصحف أن تجد العديد من الإعلانات التجارية لمنشآت صغيرة ومتوسطة لا تستطيع ولا تجد داعياً أصلاً للنشر من خلال المنابر على المستوى الوطني، وتستهدف أسواقها المحلية بكثير من التركيز.
يجادل البعض في المقابل أن الإنترنت يؤدي الدور نفسه، وأنه ليس ضرورياً الاستمرار في هذه النوعية من الصحافة، ولكن يتغيب أن مشكلة المصداقية في الانترنت تبقى حاضرة بشكل كبير، فالخبر على المستوى المحلي، وحيث هو هامشي، ولا يشكل دافعاً لمحاورته كما يحدث في الخبر على المستوى الوطني، يحتاج إلى الاستثمار في مصداقيته بصورة أكبر.
الرأي العام يمكن أن يتم تشكيله أيضاً من القاعدة إلى أعلى المستويات، وليس العكس بالضرورة، بل ولم يعد للتلفزيون والصحف الرسمية نفس الدور والتأثير في صياغة الرأي العام، والطريقة الأكثر تطلباً للوقت، ولكنها تشبه في ذلك القطرات التي تواصل الهبوط على الصخرة حتى تفتيتها تكمن في هذه النوعية من الصحافة المنسية في المنطقة العربية نتيجة التفكير بنفس الطريقة التي ترى العالم من أعلى السلم وتتناسى ما الذي يعتمل عند قاعدته.