بناء الفكر العربي الحديث - د. عطا الله الزيون
الدستور- منتدى الفكر العربي يصدر كتابًا جديدًا بعنوان «الفكر العربيّ في عالمْ سريع التّغيُّر»
تصدر عن منتدى الفكر العربي * «الفكر العربي في عالم سريع متغير» * في جديد مجلة« المنتدى »
يحلل اوضاع الفكر العربي وحال المفكرين * خالد عبيدات في كتابه «الفكر العربي : وصف ونقد وانطلاق» * عمر أبو الهيجاء
صدر حديثاً لأحمد ماضي: كتاب »نماذج من العلمانية في الفكر العربي الحديث والمعاصر« فرادة البحث والاستقصاء
فيلادلفيا تطلق مؤتمرها الدولي «التاريخ العربي ومناهج الفكر الحديث» في نيسان المقبل
فيلادلفيا تطلق مؤتمرها الدولي «التاريخ العربي ومناهج الفكر الحديث» في نيسان المقبل
مؤتمرون يعاينون «التاريخ العربي ومناهج الفكر الحديث»
مؤتمرون يعاينون «التاريخ العربي ومناهج الفكر الحديث»
FacebookTwitter
د. عطا الله الزبون
يتسم الفكر عند الفرد العربي بمجموعة من السمات جردته من خاصية التميز فأصبح المفكر العربي نسخة مكررة بالرغم من الكم الهائل من المعرفة المستهلكة وانعدمت الثقة في الفكر العربي وبقيت إنجازات العرب القدماء الشهادة الوحيدة والأخيرة والمفقودة للانجاز٠
لعل اختصار العلم او المعلومة لدى المتعلم العربي جعلت فكره يقتصر على العناوين وابعدته عن الإحاطة بالمضمون الكامل لحقيقة العلم كيف لا ونحن في زمن الكراريس والملخصات والاختصار الى زمن غير بعيد كان الطالب في المرحلة الإعدادية يدرس الرياضيات مكونة من حساب وهندسة وجبر واللغة العربية نحو وصرف ومطالعة ونقد وأدب حتى أصبح الكتاب درس والدرس فقرة كل ذلك بسبب المنهجية المدروسة الهادفة إلى التجهيل فالتجهيل علم قائم على،أسس علمية تستند إلى قصقصة الفكر ونزع الروح الأصيلة من المحتوى الفكري لدى الفرد علم جعل من التبسيط والبساطة والبسطة أساليب في التعليم وهو أساليب،محببة للخلاص من الفشل عند المتعلم وأهله لا بل حورب العلم والمنهاج الصعب والتقييم الصعب وقبل المكرر البسيط بالترحاب.
ان تحول هدف العلم من الإنتاج إلى النتيجة جعل منه سلعة لا اكثر تنتهي بمجرد الحصول عليها فتحول العلم من مهنة إلى حرفة يزيد بالأولى ولا يتجدد بالثانية فالمعلم صاحب مهنة أن زاد علما وجدد والطبيب حرفيا ان اكتفى بإعطاء العلاج ولم يحسن ٠
عندما يصبح العلم تجارة وبضاعة ينالها من يملك المال لا العقل يفرغ الفكر من مضمونة الذي وجد من أجله وهذه آفة الفكر العربي فلم يتنافس المفكر العربي في الماضي على ورقة معلقة على الحائط بل تنافس الآخرون على إنتاجه
فأصبح العقل العربي نسخة مكررة غير مزيدة تبدأ بغلاف وتنتهي بغلاف فهو فكر مغلف بقالب سقفه رقم أو نتيجة ٠
ان التميز بالتخصص الدقيق تحجيم للعقل وتضييق للفكر لا تعمق في المعرفة كما نفهم خطا فاستاذ الكيمياء الحيوية قد يعتذر عن تدريس فيزياء الحالة الصلبة لعدم تخصصه فيها وكلا المادتين علوم ٠
لقد قتل التخصص حرية الفكر وانطلاق العقل تجد في الجامعة مئات التخصصات العلمية التي حولت العلوم إلى حرف لا اكثر٠
لقد ساعد التطور التكنولوجي في سهولة الوصول إلى المعرفة المستهلكة الأمر الذي ذوب شخصية العقل،وقتل التميز ورخص الفكر بزيادة العرض واضمحل البحث العلمي حتى خرج الفكر العربي من دائرة المنافسة مبكرا ٠
لقد كانت انطلاقة الفكر العربي المميز من الإسلام وعلومه والسؤال المطروح هنا هل يستطيع العقل العربي العودة إلى مصدر التميز لينهض من جديد؟؟
ان مشكلة الفكر الإسلامي، الحديث ان البعض مقلدون غير مجددين،حفاظ لا وعاظ قتلتهم الفرقة في النهج فاضاعوا المنهج المتبع ان التقليد الجامد يوقف الإبداع ويطيح بالفكر يتمترسون خلف النص ويقفون عنده فلا جديد لديهم ٠
لذا يحتاج العقل العربي إلى بناء جديد،لا صناعة من خلال منهجية تستند الى هدف التجديد غير التجاري الحرفي بعيد عن التجهيل والتقليد والتكرار والخرافة والاستسلام ٠
*أكاديمي وباحث وروائي