عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2023

دكتور جوجل" رأفة بمتابعيك الباحثين عن تشخيص لأوجاعهم
 سوشيال  ميديا
 
طروب العارف
 
يُعرف عصرنا بعصر المعلومات الفورية ،ولذلك لن يكون صعبًا محاولة البحث عن إجابات .فالإنترنت يوفر القدرة على البحث عمليًا عن أي شيء في أي وقت إما للأفضل أو للأسوأ. 
ولا يُعقل أن يكون هناك من لم يحاول ولو لمرات قليلة، حتى كتجربة، البحث في جوجل عن أعراض مرض مُعين أو ألم وانتهز هذه الفرصة للبحث .وهنا، دعونا نستكشف مزالق البحث عن المعلومات الطبية عبر الانترنت والتي اُطلق عليها المعالج النفسي والأخصائي الاجتماعي "فيل لين" مصطلح “ Cyberchondria  " وهو مصطلح يُطلق على شخص يُصاب بقلق شديد وغير مُبرر عند استخدام الانترنت للبحث عن معلومات طبية وأهم موقع  للبحث هو موقع "الدكتور جوجل". 

إجابات "دكتور جوجل" عن بعض الآلام
 
عندما نبحث ان الأعراض الجسدية عبر الانترنت، فالإجابة بالتأكيد لا تكون شخصية، بل نتلقى معلومات مفرطة في التعميم قد تنطبق أو لا تنطبق. فعلى سبيل المثال، إن سأل سائلٌ، عن "آلام الذراع اليسرى" فسيرى ثلاث نتائج فورية احداها على أنها علامة "نوبة قلبية" أو “إصابة العظام أو المفاصل" و" العصب المقروص" وهي الحالة عندما تضغط الأنسجة المحيطة على العصب وفي بعض الحالات، قد يكون هذا النسيج عظمة أو غضروفًا. 
وعندما يقرأ السائل هذه الإجابات يتجه تفكيره، وبشكل طبيعي، نحو الخيار الأكثر كارثية وتكون في هذه الحالة على النوبة القلبية وهذا المثال يبين كيف يمكن لـ "دكتور جوجل" عبر الانترنت أن يساهم في القلق الصحي.
مع زيادة إمكانيات البحث، يزيد الارتباك ويجد المتلقي نفسه غارقا في الكم الهائل من المعلومات المتاحة وتلقائيًا يزيد الألم والخوف وتؤدي الى الهرولة لالتماس رعاية طبية فورية. 

نماذج عن المزالق الشائعة للمعلومات الطبية عبر الانترنت
 
على الرغم من سمعة موقع الويب أو المصدر المعلوماتي، فإنه  يتوجب فحص المعلومات الطبية والتحقق من المصدر بتدقيق أكبر. فهو ليس بديلا عن الرعاية الطبية الشخصية ويجب عدم الخلط بين إمكانية الحصول على المعلومات والوثوق بها .فقد تكون المصادر غير موثقه كما تكون الاستنتاجات المُعَممة للأعراض مُعَقدة .
علاوة على أن من يبعث المعلومات قد يكون هم المؤثرون وليس من الأطباء وفي كثير من الأحيان، تكون المعلومات قصصية بدلا من معلومات سريرية.
 

التحقق وإنشاء حدود للمعلومات
 
يقول فيل لين أن الحدود مع المعلومات عبر الانترنت مهمة .وبمعنى مُبسط معرفة مدى صحة المعلومات .وعلى سبيل المثال، قد يكون طرح الاستفسار أو المشكلة في المنتديات او المجموعات مفيدا نوعا ما لكن الغوص العميق جدا قد يؤدي إلى المزيد من القلق والإرهاق. وذكر أحدهم ممن كان مشتركا في مجموعة أنه كان يشعر بالارتياح في البداية عند قراءة ما لدى الأعضاء من مشاركات حول مرض أعراض حالته، ولكن بعد فترة، أصبح الأمر مُقلقًا وخلق الفرصة لاستخلاص استنتاجات كارثية كادت أن تؤدي إلى بالشعور باليأس من الحالة الصحية. 

"دكتور جوجل" لا تجعلنا نشعر باليأس
 
بالتأكيد ان جاذبية البحث عن الأعراض الجسدية هي فوريتها في تقديم الإجابات على الرغم من ان هذه الإجابات قد تكون غير دقيقة وكبشر، فنحن نود أن نعرف الإجابات حتى ولو كانت ستمثل لنا القلق والخوف وحتمًا نريد أن نعرف أي تفاصيل وكيفية العلاج ومدى الخطورة.
هذه الرغبة البشرية يمكن أن تقودنا إلى التعمق في البحث على الانترنت مما يؤدي الى قراءة تشخيصات قد تكون بالفعل طبية لكنها غير صحيحة وتسبب في قلق لا داعي له .
والآن، وعندما استعرض فيل لين مخاطر استخدام الانترنت كمرجع للبحث والعثور على نصائح طبية سليمة فهو، في الوقت نفسه، ينصح بالتريث والتفكير مليًا قبل الاعتماد على "الدكتور جوجل" طلبًا للشعور بالراحة بينما ما نفعله في الحقيقة هو الاستسلام للقلق والخوف من انها قد تكون النهاية.