الدستور- يتوق المجتمع وبشكل متواصل الى السماع عن مشاريع تنموية وبرامج تطويرية ترفد الافكار والاحلام حول النهضة الشاملة التي تراود المواطن . فالفكرة جاذبة وافاقها ملهمة. وهنا لا بد من البدء بابجديات النهضة من تجارب العالم الناجحة. مشروع النهضة يبدأ بطرح الاسئلة الكبرى وبالحاح، ما هي فلسفتنا كشعب ، وكوطن ؟ ما هي معالم الاردن الذي نحلم به للاجيال القادمة ؟ وما هي رسالتنا في هذا العالم ؟
و من الاسئلة الهامة ايضا هي ما شكل اقتصاد المستقبل ، الادارة الحكومية ، التعليم ؟ الرعاية الصحية ؟ معنى المواطنة وسعادة المجتمع بشكل عام ؟ لا بد من تعريف الاطر العامة لمشروع النهضة والغايات العليا قبل ان نشغل انفسنا بتفاصيل مهمة ولكنها ستحيد بنا عن المسار الصحيح في بناء مشروع النهضة على قواعد سليمة وفاعلة ومستدامة.
ان العمل اليومي للحكومة ومؤسساتها مهم وحيوي وكذلك الحسابات المالية ، ولكنها ليست الاساس . لا يمكن اختصار اعمال الحكومة على مهمة تقريب الايرادات من النفقات ، ففي ذلك نجاح في العمليات وخسارة في الاستراتيجية ، ولهذا ثمن باهظ في الحاضر والمستقبل .
من غير فكر حقيقي جديد وفاعل سنبقى ندور في الحلقة المفرغة التي نحن فيها منذ زمن ، وستكون النتائج كما هو متوقع ، متواضعة . لا يمكن صناعة المستقبل بادوات الماضي والمجرب لا يجرب. علينا ان نغادر ساحة المجرب وبجرأة، نحن في امس الحاجة الى فكر جديد ونهج مبتكر حتى نضع اقدامنا على الدرب الصحيح للنهضة المأمولة .
حفظ الله الاردن قيادة وشعبا.