عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    15-Oct-2025

هل يستطيع الكيان المحتل تبييض صفحته دوليا بعد توقيع اتفاق غزة؟

 الغد

عواصم- يواجه كيان الاحتلال على الساحة الدولية، عزلة متزايدة، بسبب عدوانه المتواصل على قطاع غزة، ما خلق حراكا عالميا مناهضا لسياساته، وحربه الهمجية ساهم في وضعه بحالة عزلة.
 
 
وكانت صورة وفيديوهات الأطفال تصل الى كل نقطة في العالم، وروت تلك المقاطع أن ما يفعله الاحتلال بالأطفال والنساء والشيوخ لا يمكن أن يكون على أيدي بشر عاديين، وتكررت تلك المشاهد وتصريحات المسؤولين في الكيان المحتل بالافتخار بالإجرام الممارس على مدى عامين، والذي أكد على لسان أكثر من مسؤول أن كل غزة حماس والمقاومة، كل ذلك كان يزيد من رصيد الاحتلال في العزلة الدولية حتى من قبل أكثر الدول حماسة للاحتلال.  
وتشكل محاولات الاحتلال لتبييض صورته الدولية عاملا مساهما في كبح أي مناورات لرئيسي الوزراء بنيامين نتنياهو في التملص من التزاماته بالاتفاق.
ويقول الباحث ساري عرابي إن إسرائيل تحتاج إلى فترة تعاف من تبعات الحرب التي استمرت سنتين وأرهقت الاقتصاد والمجتمع رغم الدعم الأميركي الضخم، الذي تشير تقديرات غير رسمية إلى أنه بلغ نحو 100 مليار دولار.
وتابع هذا الدعم ليس مضمون الاستمرار، كما أن قدرة الاحتلال على احتواء الأضرار الاقتصادية ليست مضمونة.
حالة الأمن
وفي الداخل الإسرائيلي، أعربت المؤسسة الأمنية "المنهكة" عن معارضتها لمواصلة الحرب في غزة، إضافة إلى وجود تحفظات في صفوف الجيش ناتجة عن الإنهاك الكبير الذي أصاب قواته وانعدام الرؤية السياسية لمستقبل غزة.
ويرى العديد من الخبراء في الشأن الإسرائيلي في الولايات المتحدة أن بقاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو في الحكم قد يُعرّض إسرائيل لمخاطر داخلية وخارجية متزايدة. فمن ناحية، تؤدي سياساته إلى تعميق الانقسامات الداخلية، مما يهدد التماسك الاجتماعي والسياسي للدولة. ومن ناحية أخرى، يرى بعض المحللين أن أسلوبه في إدارة الأزمات والتعامل مع التحديات الإقليمية قد يفاقم عزلة الكيان المحتل الدولية ويجعلها أكثر عرضةً لمخاطر إستراتيجية طويلة الأمد.
وعلى المستوى الإقليمي، عزلت قيادة نتنياهو دولة الاحتلال دبلوماسياً. وما زاد تعقيد الأمور إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت ما يحد من قدرتهما على التنقل دوليًا ويزيد من عزلة الكيان على الساحة الدولية.
كما أدى التوسع العدواني لحكومته في المستوطنات وموقفها المتشدد ضد الدولة الفلسطينية إلى توتر العلاقات مع الدول العربية الرئيسة، وأحبط مساعيه في توسيع الاتفاقات الإبراهيمية، لم ينجح نتنياهو حتى الآن في وقف الفوضى الإقليمية التي بدأها في أكتوبر 2023. فلا وضوح حتى الآن إلى أين ستذهب الأمور في غزة ولبنان. ومن غير المعلوم ما هو اتجاه الأمور ضد إيران. وحتى سورية.
وأثبتت مرحلة الحرب على غزة أن تل أبيب باتت مكشوفة إستراتيجيًا أمام الولايات المتحدة وشرط أي نجاح للاحتلال مرهون بالاعتماد المُطلق على واشنطن.
ويشير الانكشاف الإستراتيجي في العلاقات الدولية إلى الدرجة التي تكون بها الدولة عُرضة للتهديدات والضغوط والمخاطر الخارجية بسبب موقعها الجيوسياسي أو وضعها العسكري أو تبعياتها أو تحالفاتها السياسية. ويشمل ذلك مدى تعرض أمن الدولة واستقرارها ومصالحها الإستراتيجية للخطر بسبب عوامل خارجية، مثل الإجراءات العدائية أو التحالفات المتغيرة أو التحدّيات الاقتصادية أو الصراعات الإقليمية.
في هذا السياق يقول ستيفن سايمون، المدير السابق لمجلس الأمن القومي الأميركي لشؤون غرب آسيا وشمال أفريقيا، إن الدعم الأميركي لإسرائيل لم يعد يخدم المصالح الإستراتيجية الأميركية. وسايمون، الذي أدار بشكل مباشر ملف إسرائيل وفلسطين في إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، حث الولايات المتحدة على إعادة النظر في علاقتها بإسرائيل في كتابه بعنوان "الوهم الكبير: صعود وسقوط الطموح الأميركي في الشرق الأوسط".
العديد من الكتاب والمسؤولين السابقين في الكيان المحتل أدركوا مع بواكير حرب الإبادة على غزة، الضرر الذي يمكن يضع دولتهم في صندوق من العزلة الدولية، فقد قالوا إن نتنياهو أقام دولة فلسطين بأخطائه، وأشاروا إلى أن العالم يشهد تسونامي سياسيا عمق عزلة تل أبيب جراء فشل سياسات الحكومة، وجاء ذلك غداة إعلان العديد من دول العالم، اعترافها بدولة فلسطين، ليرتفع عدد الدول التي اتخذت هذه الخطوة إلى 157 من أصل 193 دولة عضو بالأمم المتحدة.
وفي الكيان المحتل، يقول محلل الشؤون الحزبية في هآرتس يوسي فيرتر إن الرئيس الأميركي أنقذ إسرائيل من رئيس حكومتها نتنياهو، ومن انتحار سياسي، بعدما ضاق ذرعا بالمماطلات والتسويف، وقرر فرض اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.-(وكالات)