عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Jan-2020

عملية صرف انتباه

 

هآرتس
 
بقلم: أسرة التحرير 
 
بعد أن كذب بنيامين نتنياهو بالبث الحي والمباشر، حين قال أنه لا ينوي طلب الحصانة ومع ذلك طلبها، فانه يعمل بكل القوة كي يعرقل مداولات لجنة الكنيست في طلبه. كل ذلك بسبب بسيط، يتمثل في أنه في التشكيلة الحالية من غير المتوقع له أغلبية في صالح الحصانة.
الهدف الجديد الذي وضعه رئيس الوزراء ومحاموه لانفسهم هو تأجيل المداولات. إذا نجحوا في مهمتهم – فانه كلما اقترب موعد الانتخابات، ازدادت الاحتمالات في أن يدخلوا الى “منطقة الصمت”، حيث لا يجوز، وفقا لفتوى المستشار القانوني للكنيست، ايال يانون، البحث والتصويت في موضوع الحصانة بسبب اقترابه من موعد الانتخابات. وعندها سيؤجل الحسم في موضوع الحصانة إلى ما بعد الانتخابات، وفي اعقاب ذلك – كما يأمل نتنياهو، ستتغير موازين القوى في الكنيست لصالحه.
لهذا السبب بالذات خيرا فعل رئيس أزرق أبيض بيني غانتس، الذي إلى جانب استجابته لدعوة الرئيس ترامب لزيارة واشنطن تعهد بالعودة إلى إسرائيل في الوقت المناسب، للبحث في الحصانة.
هذا ويفترض بالكنيست بكامل هيئتها ان تنعقد اليوم الثلاثاء كي تصوت على تشكيل لجنة الكنيست، التي ستبحث في طلب نتنياهو للحصانة. وتحقرت أحزاب تجمع اليمين منذ أمس حين أكدت مقاطعتها للمداولات. إذا نجحت الكنيست في مهمتها بتشكيل لجنة الكنيست، فان المداولات الست للجنة في طلب الحصانة ستبدأ يوم الخميس وستنتهي بعد أسبوع من ذلك.
الدعوة إلى واشنطن والالحاح السياسي المزعوم للبحث هذا الاسبوع بالذات في السلاح في الشرق الأوسط، بعد عشر سنوات من التأجيل السياسي، ستوفر ذريعة كاملة الأوصاف، من ناحية نتنياهو، لتأجيل المداولات في اللجنة والمخطط لها ليوم الخميس المقبل. لا حدود للازدواجية، للمزايدة وللتهكم لدى نتنياهو.
محظور السقوط في فخ نتنياهو. هذه محاولة فظة لخداع الجمهور، مثل عملية صرف الانتباه التي يقوم بها مجرم فار من القانون. الحل السياسي لم يكن ابدا يهم نتنياهو، وفي عشر سنوات حكمه لم يحرك ساكنا لدفع مسيرة المصالحة مع الفلسطينيين وتحريرهم من عبء السيطرة العسكرية. وهذا الأسبوع ايضا يهم النزاع نتنياهو كما تهمه قشرة الثوم. المستقبل الوحيد الذي يهمه هو مستقبله، والهدف الوحيد أمام ناظريه هو التهرب من حكم القانون. على غانتس ورفاقه في أزرق أبيض أن يوضحوا للجمهور بان هذا هو ما يحرك نتنياهو. بعد 52 سنة الخطوة السياسية الخلاصية يمكنها أن تتأجل خمسة اسابيع. لا يوجد أي سبب يدعو الى تأجيل المداولات في الحصانة.