عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Jun-2020

الأمير زيد بن شاكر.. فاصلة هامة في تاريخ الوطن والعسكرية الأردنية من دفاتر الجيش العظيم

 

عمان -الدستور-  محمود كريشان - في التاريخ الوطني الأردني ثمة رموز وقامات مجبولة بالإنجاز والتضحيات، ومن ضمنهم الأمير زيد بن شاكر، الذي شكل فاصلة هامة في تاريخ الأردن الحديث وفي العسكرية الاردنية، وهو المنحدر من سلالة عريقة من بيت آل هاشم الأغرار، فكان خير سند، وأقوى عضد، وصدق سريرة وفعل، للقيادة الهاشمية، وللدولة الأردنية البازغة بثقة وسط محيط متقلب، وملبد بالمصاعب والمؤامرات.
إن الأمير زيد بن شاكر، مثل بحق صفات والده الهاشمي شاكر بن زيد، وأكمل نهجه، ولم يتخل عن دوره في مناصرة القيادة الهاشمية التي حمل رايتها المغفور له الملك الحسين بن طلال، الذي تسلم الأمانة في ظروف صعبة، والأخطار تطل برأسها من كل جانب، لكنه بشبابه الواعي وحكمته التي استقاها من أجداده، قاد البلاد إلى بر الأمان، فكان الباني للأردن الحديث، فكان دور الشريف زيد بن شاكر الذي منح لقب «أمير» فيما بعد، كدور أبيه، معاضدا وأمينا على قيادته وبلده، وقريبا من قائد البلاد المغفور له الملك الحسين بن طلال، وقد ربطت بينهما صداقة، وعمل اقتضاه الواجب، وقد كانا في سن متقاربة؛ ما جعل التوافق واقتراب الرؤى السمة الأبرز التي جمعت بين الملك الحسين والشريف زيد «رحمهما الله».
لقد حقق الأمير زيد حلمه بالانتساب إلى صفوف الجيش العربي والأردني، منذ عام 1953م، حيث دخله برتبة مرشح، وقد تدرج في سلم الرتب العسكرية، حتى وصل إلى رتبة مشير ركن عام 1987م، وقد خدم خلال وجوده في المؤسسة العسكرية، في مناصب عديدة، ففي العام 1955م كان مرافقا للملك الحسين بن طلال، وعمل بعد ذلك مساعد ملحق عسكري في السفارة الأردنية في لندن، وقد أصبح في العام 1964 قائد لواء مدرع ومن ثم فرقة مدرعة، وقد استمرت مسيرته في الجيش من نجاح إلى آخر، حيث قدم صورة الجندي المثابر والقائد صاحب رؤية عسكرية إستراتيجية، قد كسب محبة وتقدير كل من عرفه أو خدم معه، من القادة والضباط والجنود، فقد تم ترفيعه إلى رتبة عقيد وأصبح قائد السلاح الملكي المدرع، وعندما وصل إلى رتبة عميد تولى مهام قائد فرقة مدرعة.
في العام 1970م أصبح الأمير زيد بن شاكر مساعد رئيس هيئة الأركان لشؤون العمليات، وقد وصل إلى منصب رئيس هيئة الأركان عام 1974، بعد ذلك عين قائدا عاما للقوات المسلحة الأردنية في العام 1976م، وقد شرف برئاسة الديوان الملكي الهاشمي العامر لثلاث مرات خلال الأعوام 1993/1989/1988م، وعين مستشارا للمغفور له الحسين بن طلال لشؤون الجيش العربي الأردني، وقد كان للأمير زيد الذي أنعم عليه الملك الحسين بلقب أمير عام 1996م، تقديرا لدوره وجهوده الكبيرة، دور في الحياة السياسية الأردنية، إضافة لخدمته العسكرية الفاعلة، حيث كلف بتشكيل الحكومة ثلاث مرات في الأعوام 1989/1991/1996م، وقد جرت في عهد حكومته أول انتخابات برلمانية في البلاد عام 1989م، عندما أعاد المغفور له الملك الحسين الديمقراطية للبلاد بعد غيابه لثلاثة عقود، نتيجة وقوع الضفة الغربية تحت الاحتلال، قبل فك الارتباط.
قد كان للأمير زيد بن شاكر شرف المشاركة في جميع المعارك، التي خاضها الجيش الأردني ضد إسرائيل، منذ شبابه المبكر، حيث كان جنديا في صفوف القوات المسلحة، وقد خدم الأمير زيد البلاد قيادة وشعبا بالوتيرة نفسها، ولم تأخذ السنين من عزيمته، ولم تفتر همته في أي مرحلة من المراحل، وقد وقف مع المغفور له الحسين بن طلال في أحلك الظروف، الداخلية والخارجية.
عاش الأمير زيد بن شاكر راضيا مرضيا، وتوفي بذكر طيب، وعمل يشهد له في الثلاثين من آب عام 2002م، تاركا فراغا في النفوس التي أسفت على رحيله، وقد شكل فقده خسارة كبيرة، للأمير صاحب الخبرة والمقدرة اللافتتين على العمل والعطاء، رحمه الله وجعل مأواه سدرة المنتهى، في جنات الخلد، مع الشهداء والصديقين.. اللهم آمين.