عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-May-2019

البسمة مفتاح العلاج - رمزي الغزوي
 
الدستور - نضحك مجدداً مع كاريكاتير الفنان عماد حجاج الذي يظهر فيه طبيب يرفض أن يعالج مريضاً، قبل أن يأخذ مرافقوه حقنة تهدئة أعصاب تحملها ممرضة في صينية. وهو ضحك يوازي ضحكنا من اقتراح تثبيت نقطة أمنية في المستشفيات الحكومية تحسباً لأي اعتداء قد يقع على الأطباء. فهل يعني هذا السعي نحو مبدأ: (شرطي مع كل طبيب)؟!.
أعتقد أن قراراً كهذا يوازي تلك الفكرة قبل بضع سنوات بايجاد نقطة حراسة دائمة، على مدخل عمارة قرب دوار جمال عبد الناصر(الداخلية)، والتي كانت قد تزايدت من فوقها حالات التهديد الانتحار. وفي المجمل فإن هذين المقترحين يوازيان عملية تثبيت ورشة تصليح ميكانيكية بكامل روافعها ومفاتيحها ومفكاتها، عند حفرة عميقة في شارع عام.
لماذا نعالج العرض ولا نلامس أو نعالج المرض؟!، لماذا نسعى إلى فتح ورشة تصليح بدل أن نطمر الحفرة ونريح ونستريح؟!، لماذا نثبت نقطة حراسة تظهرنا عند عمارة فارغة، بدل أن ندرس الأسباب التي تجعل شبابنا يهددون بالانتحار بطريقة إعلانية غرضها لفت الأنظار من فوقها؟!، ولماذا نجعل شرطياً في ظل كل طبيب بدل أن نبحث عن جرثومة هذا المرض المجتمعي؟!.
مع إدانتي لكل حالة اعتداء على الأطباء، إلا أنني سأطرح هذا السؤال البسيط البديهي الواخز: لماذا أطباء المستشفيات الحكومية (تحديداً) هم من يقع عليهم اعتداءات المراجعين؟!، لماذا لم نسمع عن اعتداء على أطباء في عياداتهم، أو في أقسام طوارئ المستشفايات الخاصة؟!.
أنا مع تغليظ العقوبة على كل من يعتدي على طبيب، لكن سيبقى في وجداننا الشعبي والإنساني أمر كبير نغفله أو نتغافل عنه، وهو حالة (لاقيني ولا تداويني)، في إشارة أكثر من واضحة لضرورة أن يتمثل فينا وفي أطبائنا الأعزاء، هذا البلسم الشافي المعافي، فالمريض وذووه يكونون في حالة مربكة ومزاج منفعل، وهم يرون مريضهم يتلوى ألماً. فماذا لو استقبلناهم بأهم أسباب العلاج وأولها، ماذا لو تلقيناهم بابتسامة وكلمة لطيفة وعبارة مطمئنة؟!.
طبعاً هناك أسباب أخرى لهذا المرض المستشري. ولكن سيتذكر كثيرون منا، كيف عادوا في بعض حالات مرضهم من عند أطباء رائعين، وقد أحسوا بالشفاء قبل أخذهم الدواء. إنها الكلمة الطيبة والبسمة المبلسمة التي تطفئ الغضب، وتريح النفوس وتطمئنها.