عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Jul-2020

نهى أبو يوسف تحصد المركز الثاني في برنامج “نجوم العلوم”

 طبيبة أردنية تفوز عربيا عن مشروع يعالج "جفن العين المغموشة"

 
منى أبو حمور
 
عمان – الغد-  تمكنت الطبيبة الأردنية نهى عوني أبو يوسف من حصد جائزة المركز الثاني للموسم الحادي عشر ضمن برنامج “نجوم العلوم” التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لدعم المبتكرين العرب؛ وذلك عن مشروع “لاصق مفعّل لجفن العين المغموشة”، وهو الأول من نوعه في الشرق الأوسط.
البداية كانت مع إحدى المراجعات؛ إذ كانت تعاني من حالة نفسية صعبة عندما قابلتها لأول مرة، وذلك بسبب وضعها الصحي الذي استدعى تخييط جفنيها على بعضهما، بسبب إصابتها بشلل العصب السابع المسؤول عن التحكم بتعابير الوجه، وبالنسبة لها كان البحث عن حل علاجي للمريضة بتغذية العضلة القابضة للجفن المسؤولة عن إغلاقه وليس فتحه.
تقول “لم تكن المريضة قادرة على إغلاق جفنها بسبب ورم بالدماغ، وكان هذا الإجراء العلاجي للحفاظ على قرنية العين ورطوبتها”.
غير أن تغييرا لو بسيطا في حياة شخص يعاني هو ما تطمح له أبو يوسف ويشعرها بالسعادة، واصفة حجم المعاناة النفسية التي يشعر بها هؤلاء المرضى التي تفوق الجسدية لعدم قدرتهم على إغماض عيونهم، ساعية من خلال المشروع إلى المحافظة على القرنية وتقليل فترة العلاج وجعل نفسيتهم أفضل.
الحالة النفسية الصعبة للمريضة تركت أثرا كبيرا في نفس أبو يوسف التي استعانت بموهبتها بالرسم فور عودتها للبيت لرسم نموذج للحالة المرضية التي كانت تعاني منها تلك المريضة والبحث عن حل لمشكلة العين بدون الخياطة.
 
 
مشروع الطبيبة أبو يوسف – (من المصدر)
 
وتضيف “فكرت بلاصق يحفز العضلة وسرعة استجابة العصب السابع ليعود طبيعيا وتنقبض العين وتغلق بطريقة سليمة من دون أن يلاحظها أحد”.
تتسبب هذه الحالة بارتخاء أو تصلب جهة واحدة من الوجه، بحيث يبدو شكله غير متناسق، كما تتسبب في جفاف العين، أو حتى فقدان القرنية على المدى الطويل.
وعبر تصميم جهاز قابل للارتداء يتوافق مع شكل الشخص ولون بشرته وشكل عينيه، يوظف مشروع أبو يوسف شريحتين صغيرتي الحجم وأجهزة استشعار كهرومغناطيسية لتقليد حركة الجفن ومساعدته على استعادة وظيفته من دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.
وسرعان ما أثبتت نهى مهارتها كطبيبة عامة ناجحة بعد الانتهاء من دراستها الجامعية في كلية الطب بجامعة أوفيديوس في كونستانتا، وبعد فترة قصيرة، واصلت تعليمها ما بعد الجامعي كطبيب مقيم متخصص بطب العيون في الجامعة نفسها، وعلى الرغم من مهارتها في الجراحة التجميلية، فإن شغفها الحقيقي هو دراسة وعلاج أمراض العين.
تقول “لا شيء مستحيلا في الحياة” هو الشعار الذي تؤمن به، مضيفة “فالمستحيل كلمة غير مرحب بها في قاموس حياتي”، مؤمنة أن الجد والاجتهاد وبذل كل ما بوسع الإنسان توصله إلى غايته
دفع حب أبو يوسف لعائلتها إلى تعلم الطب في رومانيا، البلد الذي قضت فيه طفولتها، حيث استمتعت بسنواتها الأولى مع عائلة والدتها الرومانية التي ساعدتها بلا شك على أن تصبح المخترعة التي هي عليها اليوم.
ترعرعت نهى في أسرة تعمل في المجال الطبي، وأنجبت طفلها الثاني خلال مشاركتها ببرنامج “نجوم العلوم”، إنها تتمتع بواحدة من تلك الشخصيات المستقلة التي تغذي الابتكارات الثورية في المجتمع العلمي.
تجسد نهى الشخصية النسائية القيادية في مجال العلوم، وخلال نشأتها، رافقت والدها إلى مكان عمله في المستشفى، وهي ذكريات جميلة كان لها أثر كبير في اختيارها مهنة الطب.
يطمح أفضل الممارسين الطبيين إلى حصول المرضى على نتيجة سليمة من الناحيتين الوظيفية والجمالية. وتأخذ نهى هذا الالتزام إلى أبعد من ذلك، فهي تعمل على تطوير تقنية جديدة تتيح لمرضى شلل العصب السابع استعادة السيطرة على الجفنين العلوي والسفلي بعد ارتخائهما.
انطلاقًا من إيمانها بأن العين ضرورية لصحتنا مثل القلب تمامًا، يقدم اختراع نهى بديلاً للجراحة للمرضى المصابين بشلل العصب السابع وقد يكون هذا الاختراع مفيدًا للمرضى الصغار على وجه الخصوص؛ حيث يجنبهم جراحة العين الحساسة ويمنحهم تجربة أفضل.
المنافسة من بداية المشروع كانت قوية، وتم اختيارها من 3000 متقدم ومن ثم أصبح العدد 30 مشاركا، وبعد التصفية بقي 8 مشتركين في الدوحة، لتحصد هي المركز الثاني؛ إذ أقامت أبو يوسف ما يقارب ثمانية أشهر في الدوحة وأنجبت ابنها قبل الحلقة النهائية.
وفي كل مشروع، هنالك فنيون ومهندسون يساعدون على تنفيذ الاختراع ويكون الجهاز قابلا للتشغيل، ويطبق على أشخاص عاديين ومن ثم على مرضى، بعدها قامت بتشغيل تطبيق يساعد المريض على التحكم بالإنقباض مع رمش غير طبيعي على اطار نظارة، وتعمل الآن على تطوير وتحديث الاختراع حتى يصبح غير مرئي وطبيعيا.
تجاوزت أبو يوسف كل التحديات الكبيرة، وكان أهمها ولادة طفلها الثاني، لكن ذلك لم يمنعها من متابعة عملها، وتتطلع إلى إيجاد دعم من قبل مستثمرين وداعمين من الشركات الطبية لتطوير وتحسين هذا المشروع بحيث تتمكن من استخدامه لكل مشاكل الأعصاب وتحفيز العضلات. وتطمح إلى فتح شركتها الخاصة، ومن هنا يبدأ مشوارها في تطوير وتحديث مشروعها.
وبرنامج “نجوم العلوم” فكرة ومبادرة مبتكرة أطلقتها مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع لدعم الجيل الجديد من المبتكرين العرب، ويعرض على قناة “أم بي سي”، وهو برنامج علمي يهدف إلى تبني مجموعة من الشباب العرب -من حوالي 16 بلداً عربياً- للمشاركة بأفكارهم وتقديمها في برنامج” نجوم العلوم”، بحيث تمر فكرة كل شاب بعدة مراحل، تبدأ من المرحلة الأساسية وهي مرحلة التصميم والرسومات، والمرحلة الأخيرة وهي مرحلة التنفيذ العلمي للاختراع. ويجمع برنامج “نجوم العلوم” بين النمط الوثائقي وتلفزيون الواقع والمخصص لدعم الابتكارات المتميزة.