عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Nov-2020

بايدن، والسياسة المتوقعة*د.حازم قشوع

 الدستور

يدخل الرئيس جو بايدن الى البيت الابيض شاغلا المنطقة والعالم عن ماهية الاجندة السياسية التي يحملها، فالرئيس جو بايدن معروف لدى الجميع منذ ان دخل مجلس الشيوخ سنة 1973وهو يعمل في لجنة الشؤون الخارجية إما عضوا او رئيسا، كما عمل نائبا للرئيس اوباما ثماني سنوات، وحتى نستطيع ان نفهم ما يدور في اجندة بايدن علينا ان نقرا ما الذي يقف عليه وهذا يتطلب منا الوقوف عند مواقفه المعلنة وآرائه، وزاوية نظره للامور والاعتبارات التي يمكن ان تغير من هذه الاعتبارات.
 
لذا، يعتبر الرئيس المنتخب جو بايدن من الرؤساء القلائل المهتمين في الشأن الخارجي بعد نيكسون وجورج بوش الاب، حيث يعتبر الرئيس بايدن احد رجالات الدولة في العالم المهتمين بالشان الخارجي وفي العمل وبضرورة الحفاظ على حلفاء الولايات المتحدة وضرورة الحفاظ على المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد والبنك الدولي والعودة الى الاتفاقات البينية التي خرج منها الرئيس السابق دونالت ترامب والتي اسستها وصاغتها مؤسسة بيت القرار في الولايات المتحدة على ان ياتي ذلك في اطار منظومة العولمة العالمية.
 
وهذا يعني ان الرئيس بايدن سيعمل عند صناعة القرار للعمل وفق برنامج دائري يقوم على التشارك والمشاركة مع القوى الاقليمية، حيث ينتظر ان يحمل برنامج الرئيس بايدن في الحكم على ترميم العلاقات الاوروبية الامريكية واعادة دفء بالعلاقات الامريكية الصينية هذا اضافة الى عودة العلاقة وتعزيز قنوات التواصل بين واشنطن وطهران على قاعة الاتفاقات السابقة لمشروع الطاقة النووية الايرانية، على قاعدة الالتزام مقابل الالتزام.
 
اما في منطقة الشرق الاوسط فان العمل ينتظر ان ينصب على تجذير النهج الديموقراطي وتعزيز قيم المواطنة، والعمل على حل النزاع الاسرائيلي الفلسطيني على قاعدة تحفظ الحقوق المشروعة وتعمل على وقف عملية الضم والقضم التي تمارس في اراضي الضفة الغربية وعودة المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية وفتح قنصلية امريكية للسلطة الفلسطينية في القدس الشرقية وعودة الممثلية الفلسطينية في الولايات المتحدة وهو ما بينته كاميلا هاريس في تصريحاتها الاخيرة.
 
لكن هل ستكون تصريحات او انتقادات الرئيس بايدن لبعض دول الشرق الاوسط والمنطقة مدار تنفيذ!! وهو سؤال يبقى برسم الاجابة، ويعتمد على كيفية استجابة هذه الدول للبرنامج الذي يزعم الرئيس المنتخب تنفيذه في المنطقة، فان الادوات التي استخدمها الرئيس اوباما في عهده كما سياساته ليس بالضرورة ان تكون هي ذاتها في عهد الرئيس بايدن وبرنامجه القادم حيال المنطقة، لان الظروف اختلفت كما ان الادوات التي تم استخدامها لم تحقق الامال التي كان يعتقد بامكانية تحقيقها او الوصول اليها. 
 
فالتقديرات مازالت تشير ان الرئيس بايدن لن يطلب الكثير من دول المنطقة في الاصلاح وتصحيح المسار كما فعل اوباما كما لن يفرط كثيرا في ذلك كما فعل ترامب، وهذا يعني ان اسس العمل السياسي القادمة ستكون غير واضحة للعيان لكنها مرنة وهي مازلت قيد التشكيل وليست قيد التنفيذ وإن كانت تبين عمليات الترسيم الجارية مضامينها وما يمكن استدراكه في مفاصلها اللازمة في عمليات الاصلاح ومراكز الترميم للاستجابة للسياسية الامريكية القادمة التي يتوقع ان تحمل برنامجا مرنا وليس ثابتا.
 
بحيث يقوم على رسم احداثيات جديدة في العمل لتحقيق الروافع المطلوبة على الصعيد المحلي وعلى مستوى المنطقة والتي اخذت تتباين اولويات انظمتها بشكل بات يصعب معه تشكيل ارضية عمل جامعة، وهذا ما يجعل فرص تشكيل قوى متعاضدة مسالة صعبة ان لم تكن غير واردة نتيجة حركة الاستقطابات الاقليمية الجاذبة والطاردة، وهذا ما يجعل انظمة المنطقة تعيش حالة من القلق من المستقبل القادم نتيجة مواقف غير محسوبة او سياسات اتخذت غير مدروسة وقدمت من خلالها صورة بحاجة الى توضيح او موقف بحاجة الى بيان وهذا يمكن ان نعزوه لحالة الصغط الناشىء من السياسات الضاغطة التي فرضتها سياسات ترامب على المنطقة وانظمتها، فهل ان زوال الضغط ستعاد ترتيب الامور ويتم اعادة تصحيح بعض المواقف من زاوية جديدة واليات عمل منسجمة مع بيت القرار الجديد، وهو الامر الذي يجعل اهل الراي بالمنطقة متفائلين بواقعية.