قد تكون هذه قاعدة، يستخدمها اللغويون، لتقليل احتمالات الأخطاء اللغوية في الكلام، أي أن يميل المتحدث لتسكين نهايات الكلمات، اي عدم تحريكها لا بفتح ولا كسر ولا ضم.. علما أنني أعتبر «الضم» هو تسكين وسيطرة، لكنه في اللغة غير ذلك، فهو علامة رفع.

وقال الحكماء ان الصمت من ذهب، حين يسود اللغط والفوضى والصخب والنفاق، ويستطير الشر في قلوب وعيون الظالمين، والأفاقين، عندئذ يلوذ الأذكياء بالصمت، حتى لا تقتادهم ألسنتهم إلى جدال وشبهات.. وكذلك حتى لا يقعوا في زلل وعلل الكلام والقول.

القاعدتان مطلوبتان اليوم في أكثر من مجال في يومياتنا، فإن كنت تعتبر نفسك عارفا بكل أو أغلب ما يتجادل حوله القوم، وإذا كنت متأكدا بأن القوم لا يسمعون وإن سمعوا فلن يعقلوا، وإن سمعوا وعقلوا لن يتعظوا، فالصمت أفضل من الكلام عندئذ، وهي نصيحة لكل الذين مسّتهم لوثة تطبيقات التواصل الاجتماعي وصورها وأصواتها، فقد حان الوقت لتعتبروا صمتكم حكمة وليس كما يقال بأنكم مجرد مرضى غوغاء ملوثين، ترسلون ولا تستقبلون فكرة ولا حكمة ولا نصيحة.. يا أيها العباقرة الخارقون، أنتم أسياد العلم والمعرفة والحكمة والخبرة والنضال والشجاعة والعبقرية.. وافترضوا ان لا أحد يفهمكم ولا يقدّركم، بل ويريدون منكم التحدث لتجري معاقبتكم بعقوبات الجرائم الإلكترونية، فاجعلوها «معونة» وليست «سخرة»، واصمتوا بدعوى أننا لا نفهم حكمتكم وعبقريتكم.

وهكذا نقول عن القاعدة «عنوان المقالة»؛ لكن تسكين حركة السيارات، لمن لا ضرورة ولا أهمية لحركته بسيارته، يجوب بها الشوارع ليلا ونهارا، ويسوم الناس سوء تصرفاته، ويخالف كل قواعد السير والأخلاق، فيقود سيارته او سيارة «أمه وأخته»، بطريقة استعراضية، أو بسرعة زائدة .. الخ مظاهر العربدة على البشر والقانون.. هذا النوع من الناس «السواقين»، يفعل خيرا بنفسه وبالآخرين، حين يرحمها ويرحمهم، ويبقي على السيارة آمنة في موقفها «كراجها»، ولا يحركها سوى لعمل او حاجة ضرورية، ويتبع قواعد «اللغة والسير» إن حركها..

القاعدتان السابقتان، من فعلهما والتزم بهما، سيسلم من شر كثير وعواقب وخيمة، لن يفهمها أو يقدرها إلا بعد أن يقع بجريرتها وعقوباتها.