عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-Feb-2020

نتنياهو مستعد لإحراق الدولة كلها - يوسي فيرتر

 

هآرتس
 
الأيام الثلاثة القادمة هي الثقب الأسود للحملة الانتخابية. اليوم ستنشر الاستطلاعات الاخيرة، وبعد ذلك فقط ستكون شائعات ووابل من الاخبار الكاذبة. معدة من صمد حتى الآن ولم يتقيأ، سيكون عليها زيادة قدرتها كي لا تنهار تحت اكوام القمامة التي ستتطاير هنا. السؤال الكبير الذي سيحسم في هذا الوقت هو العنصر الافتتاحي الذي يتم التحدث عنه منذ بداية المعركة الانتخابية: ما هي نسبة التصويت.
قصة هذا الفصل من الانتخابات في بداية العام 2020 (داخل الكتاب الطويل جدا الذي يسمى “بيبي نعم، بيبي لا) هي كلمة واحدة: المسودة. ومثلما في حملة الجنرال شيرمان المشهورة الى البحر في الحرب الاهلية الامريكية التي فيها اشعل النار في كل ما وجده في طريقه – منشآت، مبان، ابقار ومدينة اتلانتا بأكملها – هكذا ايضا يتصرف نتنياهو بعقيدة “الأرض المحروقة”. فمن اجل مقعد أو مقعدين إضافيين هو مستعد لاحراق كل الدولة.
عقيدة فنكلشتاين التي ترافقه منذ ثلاثة عقود تقريبا، والتي تقول بأنه في الانتخابات يتم الانتصار فقط بحملة سلبية. هذه العقيدة سيطرت على الخطاب السياسي عندنا. نقطة الانطلاق كانت إيجابية، وفي الوقت الحقيقي لم نشاهد نتائجها. خطة ترامب المنسية: ذاك الظهور في واشنطن، حيث امامه يستطيع غانتس التلعثم (هذه المرة مجازيا)، كان الموعد الذي بدأ فيه نتنياهو بفتح فجوة بينه وبين خصمه حول سؤال المستطلعين عن الشخص الأكثر ملاءمة لمنصب رئيس الحكومة. هذه الفجوة اتسعت وساعدت بعد ذلك في قمع مصوتي أزرق أبيض. الغارة المدهشة التي شنها الليكود لاحقا أدت الى تراجع في الاستطلاعات. ما لم تفعله هدايا العم الأميركي والدب الروسي، فعلتها الثمار المسممة لحملة التشويه لغانتس. لقد قام ببث روح اليأس واشعل الاحباط. وقد ضرب بشدة حزب بائس وقاعدة متحمسة تمتعت برؤية ملكها وهو يبحث عن النقاط المؤلمة أكثر تحت الحزام من اجل ضربها.
على سبيل المثال، ظاهرة رائعة لا يمكن تخيلها وهي تحويل طهارة المعايير الى سلاح في أيدي نتنياهو والليكود ضد غانتس وازرق ابيض. في عالم سليم، حتى حزب يترأسه متهم بمخالفات تلقي الرشوة والتحايل، ووزير سابق في حزبه (حاييم كاتس) تهرب الآن من المحاكمة بواسطة الحصانة، وعضو كبير في الحزب (دافيد بيتان) تنتظره لائحة اتهام بسبب تلقي الرشوة، كان يجب عليه الهرب من الساحة القضائية ومن كل اشارة لها مثل الهرب من النار. هذا المنطق الاساسي لا يعمل عندنا. نتنياهو يقف وهو يحمل خزان من الزبدة على رأسه، ثلاثة ملفات ثقيلة وينظر مباشرة نحو العدسات ويطلب من غانتس تقديم تفسيرات حول قضية شركة “البعد الخامس” التي هو غير متهم فيها أبدا.
بعده جاء ميكي زوهر وصرخ بأن “ازرق ابيض هو الحزب الأكثر فسادا في إسرائيل”. وفي الأصل، كل امثال زوهر والذين كل وجودهم هو نفاق داخلي لنتنياهو، ومدفعية اكاذيب موجهة نحو معارضيهم، ايضا اشخاص مثل آفي ديختر تم جرهم الى هذا الحفل، الرئيس السابق للشباك الذي رأى نفسه مرشحا لرئاسة الحكومة، تحول من حارس للعتبة الى مهرج في البلاط. ديختر اقتبس موقع اخبار مهمل، مهنته هي التشويه، وينسب لغانتس اخفاء محتويات (حقيقية ومحرجة) من هاتفه المحمول الذي تم اختراقه من قبل ايران.
هكذا أعيدت الى حياتنا حملة الهواتف من نيسان 2019 التي لم تكن فعالة في حينه. هكذا اضافوا على هذه الكعكة طبقات من القذارة والتلميحات الجنسية. ماكينة حرب الليكود تقوم بتسريع ذلك من اجلهم. قبل بضعة اسابيع بدأ هذا بتغريد اشخاص مجهولين، أو خادمين في بلفور يتخفون بقناع رجال اعلام لانفسهم. بعد ذلك، انتقل هذا الى الاستخدام من قبل يئير نتنياهو واصدقاءه، وبعدها الى منتخبي الليكود، وفي النهاية رئيس حكومة اسرائيل بنفسه وقف على المنصة ووجه نظرة وأظهر القلق من أنه يمكن في إسرائيل أن يكون رئيس حكومة يمكن أن يتم ابتزازه من قبل ايران.
في كل مرة نحن نقول لانفسنا إن الأمر وصل الى نهايته. كفى، نتنياهو لن ينجح في الهبوط أكثر والى وضع بائس اكثر. عندها يضغط على زر مخفي في مصعد الحملة ويدفع الخطاب ويدفعنا الى تحت الارض، الى طبقات غير معروفة توجد فيها رائحة المجاري الكريهة التي تزكم الانف وتشوش الحواس. ليس أنفه، بل العكس، هذه بالنسبة له رائحة مرغوب فيها. أنف هذا الرجل يستمتع من القذارة وكأنها توجد على صحن من ماء الورد.