عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    29-May-2019

حريتك خيط موصول بحرية الآخر - أمينة عوض

 

 
الدستور - الحرية هي تلك الأربع أحرف الفطرية ، فلا انسان يولد مكبّلا بقيود، ولا مسجونا خلف زنازين، ولا مستعبدا ذليلا، فهي تلك النعمة التي لا يحصى لها ذهب لاستبدالها، ولا قصور  عوضا عن التمتع برحيقها الذي يعانق عنان السماء الرحبة.
فلو أطلقنا أفئدتنا نحو أولئك مسلوبي الحرية الذين يعيشون تحت رحمة من يطعمهم بعد اهانة، ومن يسقيهم بعدما يذيقهم الأمرين لعلمنا والله حجم القهر الذي يعتصر قلوبهم فذاك نوع غير محصور لسلب الارادة.
أمّا لو تطرقنا لنوع آخر ممن يعيشون حرمان نعيم الحرية كأولئك الذين.. سواء على مستوى عائلي، اجتماعي، محلي، دولي تراهم ما أن نطقوا، وعبّروا عن آرائهم، وانتقدوا حسب مناظيرهم، وتوجهاتهم بمختلف القضايا الجدلية، والمحاور ذات الاهتمام المشترك، والتي تؤثرسلبا أو ايجابا على عموم الناس يقمعون، وتكمم أفواههم  فمتى كانت الديمقراطية عدوا للحرية، ومعاكسة لحق مكفول بالدستور والقانون!. 
فوالله كل من يمارس تلك الأفعال الظالمة انما يعاني من مرض نفسي مستعص ، وانطفاء لنور قلبه ببعده عن نهج خالقه  مما يدفعه لايذاء الآخرين، والتعدي على حرياتهم المشروعة دون وجه حق.
وسيبقى  قول الخليفة  عمر بن الخطّاب نبراسا وعنوانا لنهج الحريات عبر الازمان حين قال قولته الشهيرة  « متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا»! ..قولا صادقا غير ذي عوج ممتثلا لنداء ربه في محكم آياته، وأحاديثة الشريفة.
فالحرية المنضبطة غير الجائرة على غيرها، التي تعرف متى يحق لها أن تمارس ما لها، ومتى ترفع البطاقة الحمراء لتوقف نفسها عن سلب غير عادل لحرية غيرها هي حقا حرية مجبولة بروح الاسلام السمحة، وقوانين الانسانية الرفيعة عن كل سفاهة ابتدعها جاهل ليرضي غرور حريته. لذا حتما تنتهي حريتك دون نقاش عندما تبدأ بالنيل من حرية الغير.