أثارت تصرفات البعض خلال الانتخابات النيابية امس مخاوف المختصين بالأوبئة والعديد من الناس من تضاعف اعداد الاصابات بالكورونا ما قد يعني ان هناك حظرا طويلا قد يلوح في الافق.

 

المراقب لوسائل التواصل الاجتماعي يلحظ انتشار العديد من الفيديوهات التي تسجل العديد من المخالفات لشروط السلامة، ما يثير القلق، حتى برزت مطالبات منها "إلغاء المجلس قبل ان يبدأ".

 

بسبب تلك الممارسات والتي وصفت بـ"غير المسؤولة" سواء من التجمعات الكبيرة امام مقار الانتخاب او منازل الفائزين، يرى مراقبون أن الحظر الطويل رغم كل مساوئه النفسية والاقتصادية فإن مبرراته تجعل منه احتمالا يلوح في الافق.

 

وتوقعت لجنة الاوبئة ارتفاع اعداد المصابين بالكورونا في الفترة المقبلة، وكان عضو لجنة الاوبئة الدكتور بسام الحجاوي صرح قائلا إنه "بالنظر للاحداث التي رافقت الانتخابات نتوقع زيادة في عدد الاصابات في الايام المقبلة".

 

وقال الحجاوي: إن الاحداث كانت مخجلة ، في ظل انتشارها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، واننا في لجنة الأوبئة "عجزنا ولا نعرف كيف نتصرف امام هذه المشاهد.

 

وأضاف أن الموجة الثانية من الانتشار زادت مدتها، مطالبا بضرورة تفعيل قوانين الدفاع والصحة العامة والتأكيد على التزام الجميع دون استثناء، وعلى الأجهزة الأمنية القيام بدورها.

 

الخبيرة النفسية الدكتورة أمينة التميمي رأت ان المشكلة الحقيقية لا تكمن بالحظر لمنع انتشار العدوى، المفروض ان نتفق جميعا ان هذا نمط حياة، فالعدوى والمرض موجود، وان لم يكن هناك وعي داخلي لمدى خطورة عدم أخذ الحيطة والحذر في تعاملاتنا اليومية وتأثيره علينا كأفراد ومحيطنا العام فلا فائدة من إجبار الاشخاص على الجلوس بالبيت.

 

وقالت التميمي ان الحظر يخفف من الاختلاط وبالتالي العدوى لكن لا يخفي المرض فالمشكلة لا تزال قائمة، الحل بمبادرات توعية تظهر نماذج تأذت فعلا، بإخافة هذا الانسان من خطر حقيقي يؤذيه شخصيا ليعدل مداركه ويعيد النظر بعاداته السلوكية.

 

وقالت التميمي نحن بالاخر بشر نفرح ونعبر عن هذا الفرح ونحزن ونعبر عن ذلك الحزن، وطريقة التعبير نابعة من مخزون سلوكي تكون لدينا نتيجة لمعارف مسبقة. وحضت على ضرورة تطبيق القانون.

 

استاذ علم الاجتماع النفسي الدكتور مروان الزعبي لا يتوقع ان يتم حظر طويل في الوقت الراهن وانما بعد فترة في حال ظهر إصابات عالية.

 

وقال الزعبي ان الحظر الطويل يدخل الناس في دائرة نفسية صعبة، واظهرت دراسات حديثة عن وجود اثار نفسية يسببها الحظر منها التوتر والقلق وقد ينعكس ذلك على الافراد سلبيا بسبب ضبابية المشهد الوبائي.

 

وأضاف الزعبي ان الحظر الطويل وفقا للدراسة يؤدي الى عدم الاكتراث ويصبح الافراد لديهم عدم مبالاة سواء اصيبوا ام لا بالكورونا وهذا سيشكل عبئا على الجميع ، كما يؤثر على الصحة النفسية والعقلية، كما يؤدي الى كسل واضاعة الهدف في الحياة.