عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2020

عندما تداس كرامة اليهودي في الحرم - نداف شرغاي

 

إسرائيل هيوم
 
لحظة واحدة بائسة، خلدت فيها امس الكاميرات يهودا جليك وهو مكبل في يديه وملقى على ارضية الحرم، أوقعت بالكثيرين خجلا وألما حقيقيا. كان يمكن لشرطة اسرائيل أن تعفينا جميعا منها. هناك امور ببساطة لا يمكن للدولة أن تسمح بها لنفسها. احدها هو المس برموزها. وجليك، هو منذ نحو خمس سنوات رمز.
الدولة اليهودية التي تحترم نفسها لا تعتقل في المكان الاكثر يهودية في تاريخها نائبا سابقا، كاد يدفع الثمن بحياته على كفاحه من اجل حقوق اليهود في الحرم، بعد خمس سنوات فقط من شبه نجاح لمغتال من الجهاد الاسلامي في قتله لهذا السبب. من يعتقل جليك اليوم، امام ناظري المسلمين في داخل الحرم، فوت على ما يبدو درسا حيويا في “الشرف اليهودي”. نعم، يوجد اصطلاح كهذا.
وبالذات وزير الامن الداخلي جلعاد اردان وقائدا اللواء الاخيران في القدس، يورام هليفي ودورون يديد، يفهمان هذا جيدا. فقد أحدثوا في الحرم ثورة حقيقية، حين سمحوا بالرفع بمعدل 700 في المائة في عدد الزوار اليهود الى الحرم في السنوات الاخيرة، وحسنوا جدا شروط الزيارة والمعاملة للزوار اليهود هناك.
لقد حاول جليك في الاسابيع الاخيرة ان يحسن هذه الشروط اكثر فأكثر. فهو يثور ضد قيود كثيرة ما تزال تفرض على اليهود في الحرم وعمليا “يتمرد” في سلوكه على القواعد التي تفرضها الشرطة هناك. غير أنه من هنا وحتى اعتقاله في الحرم، الطريق طويلة. فاذا كان الاستيضاح مع اعداء مثل الشيخ عكرمة صبري، المفتي السابق، وغيره من الشخصيات المهمة، يمكن اجراؤه خارج الحرم – فلا بد ان الاستيضاح مع جليك، محب اسرائيل الواضح، يمكن أن يجرى خارجه. فجليك ليس خطيرا على الجمهور، لا يروج لتفجير المساجد، بل للتعاون الديني في الحرم. فالرجل الذي احدث التغيير الاكبر في الحرم باكبر قدر في السنوات الاخيرة يستحق معاملة اخرى.
ان اعتقال الرجل، الذي حسب رواية الشرطة “سار ببطء شديد”، بعد لحظة من ادخال الولايات المتحدة في “خطة القرن” لبند ربما يسمح في المستقبل بصلاة اليهود في الحرم، هو ايضا هدف ذاتي يسجل في ملعبنا. فهل يحتاج الاميركيون لأن يقوموا بالعمل نيابة عنا في الوقت الذي نحن أنفسنا نمس بحقوقنا هناك؟
ان الوضع الراهن الحالي في الحرم يمنع اليهود من الصلاة في الحرم ويسمح لهم بالزيارة هناك. هذا وضع راهن مشوه، ولكن مشكوك أن يكون ممكنا تغييره في هذه اللحظة. ثمة مجال لتسهيلات اخرى في شروط زيارة اليهود الى الحرم ولكن بالحوار مع الشرطة، مثلما تتصرف الكثير من الجماعات من محبي الحرم من اليهود. الصيغة بسيطة: كلما زاد عدد الزوار اليهودي الى الحرم، هكذا يقترب اليوم الذي يسمح فيه هناك، بهذه الشروط أو تلك، بصلاة اليهود ايضا. فالشرطة وجليك على حد سواء يفهمان هذا. وهما يحسنان صنعا لو أنهما ارتبطا الواحد بالاخر بدلا من ان يصطدما الواحد بالآخر.