عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Nov-2020

حظر ما بعد الانتخابات يضع الكرة بملعب المواطن.. فهل يتجنب “بؤر” الأسواق؟

 الغد-منى أبو حمور

منحت الحكومة الأردنية خلال إعلانها الحظر الشامل لمدة ثلاث أيام، والذي سيبدأ عقب إعلان نتائج الانتخابات النيابية 2020 الفرصة للمواطن الأردني بتأمين احتياجاته ومستلزمات عائلته دون الاضطرار للتهافت على الأسواق والمخابز.
خبراء ومختصون أكدوا لـ “الغد” إيجابية هذه الخطوة التي قامت بها الحكومة، لتلافي الأخطاء السابقة التي كانت ترافق إعلان الحظر الشامل الذي كان يسبق ساعات الحظر بيوم أو يومين، ما يؤدي إلى كارثة صحية حقيقية بسبب التدافع والتجمهر.
وأكد الخبراء أن الحكومة بإعلانها للحظر قبل عشرة أيام على الأقل، فإنها تضع الكرة بملعب المواطن الأردني باعتباره خط الدفاع الأول في هذه المرحلة الوبائية، من خلال التزامه بالإجراءات الاحترازية، والتباعد الجسدي وارتداء الكمامة والتعامل بجدية مع الوضع الوبائي.
مناشدات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر من قبل مواطنين والكوادر الطبية، وخبراء تهيب بالمواطنين بعدم التهافت على الأسواق، وتأمين احتياجات عائلاتهم قبل وقت من الحظر، ليتسنى للجميع شراء متطلبات أسرهم، حتى لا يكون المواطن طرفا في سوء الوضع الوبائي والمساهمة في زيادة أعداد الإصابات.
خالد مقداد علق عبر صفحته الشخصية على الفيسبوك قائلا، “يحسب للحكومة إعلانها عن الحظر الشامل باكرا”، مضيفا، نتمنى أن لا نعود لمشاهدة مسلسل التهافت مرة أخرى.
في حين علقت هناء الحديدي عبر صفحتها الشخصية، “حان الوقت ليثبت المواطن الأردني أنه على درجة كبيرة من الوعي في الماضي، كنا نبرر التهافت بالإعلان المفاجىء عن الحظر، واليوم مافي حجة”.
في حين شارك الدكتور خالد محيي قائلا، “بغض النظر إن كنت مقتنعا بالحظر و نجاعته ام لا، يجب التعامل معه بعقلانية ووعي كبيرين، رجاء لا تتهافتوا واتركوا لنا أملا بأن نعدي المرحلة على خير”.
ويرى المختص بعلم الاجتماع الدكتور محمد جريبيع، أن اعلان الحكومة عن الحظر الشامل المزمع البدء به بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات النيابية خطوة ايجابية، ما يعني عدم التسبب بحالة الإرباك التي كانت تحدث سابقا.
ويشير الجريبيع الى أنه لم يعد للمواطن حجة للتهافت على الأسواق والتجمهر على أبواب المخابز، لافتا إلى أن هذه الخطوة التي قامت بها الحكومة تكشف حقيقة وعي المواطن الأردني، ومدى تحمله للمسؤولية في هذه المرحلة الوبائية الصعبة، متخلية بذلك عن الهفوات السابقة في القرارات المتسرعة والفجائية في الإعلان عن الحظر.
ويقول جريبيع، الكرة الآن بملعب المواطن الأردني، لافتا إلى أن ما يخيف في هذه المرحلة هي عقلية المواطن بالتأجيل، فمن عادة المواطن الأردني التأجيل لآخر لحظة، ما يؤدي إلى كارثة حقيقية متمثلة بالتهافت والتجمع في بؤر الأسواق.
ويفترض بالمواطن، بحسب جريبيع تحمل المسؤولية والتيقن بأن الوضع الوبائي يذهب للأصعب، خصوصا بالتزامن مع فصل الشتاء الذي يمتلئ بالرشوحات والانفلونزا والأمراض الفيروسية التي تتعارض أعراضها مع كورونا.
ويرى أن هذه فرصة ملائمة للمواطن الأردني للتعامل مع الحالة الوبائية بوعي في كل المناطق ،لافتا إلى أن عادة الالتزام دائما بالمدن الكبيرة، في الوقت الذي يضرب بعض المواطنين في القرى والمحافظات عرض الحائط الإدراءات الاحترازية ولا يبدون أي شكل من أشكال الالتزام.
المواطن من وجهة نظر جريبيع خط الدفاع الاول في هذه المرحلة الوبائية، والمسؤولية تقع بالكامل عليه في حين تتحمل الكوادر الطبية والأمنية أخطاء المواطنين، آملا أن يكون المواطن الأردني على وعي والتزام، فمن المحتمل أن يحدث فارق كبير في الوضع الوبائي في الأردن، وخصوصا أن الحظر يأتي بعد يوم الانتخابات.
من جهته يقول طبيب مجتمع وصحة عامة وبيئة ووبائيات الدكتور عبد الرحمن المعاني، ان الحكومة منحت وقتا كافيا للمواطنين للتحضير لأيام الحظر الذي أعلنت عنه لمدة ثلاثة أيام بعد إجراء الانتخابات النيابية، ما يعني تمكن الجميع من شراء احتياجات ومستلزمات المنزل قبل وقت وخلال فترة كافية.
ويعد المعاني هذا الإعلان الذي جاء في وقت مبكر ضروريا، حتى لا يحدث حالات تجمهر كما في السابق أو تدافع على الأسواق وشراء الخبز والمواد التموينية، مناشدا المواطنين شراء كل ما يلزمهم ويحتاجونه بعيدا عن التجمعات والتجمهر.
ويشدد المعاني على أخذ الحيطة والحذر في كل مرحلة عند الخروج من المنزل، وفي مراحل الشفاء والالتزام التام بالكمامة والقفازات، وعدم المصافحة والتباعد الجسدي وتعقيم عربات الشراء.
ويؤكد المعاني الدور الكبير لصاحب المحل والمول بتوفير وتنظيم إجراءات السلامة العامة، والحرص على تطبيق الإجراءات الاحترازية، وتطبيق أوامر الدفاع والالتزام بها التي تفرض الالتزام بالتباعد الجسدي وارتداء الكمامة عند الشراء.
ويؤكد المعاني مرارا وتكرارا الالتزام بالكمامة التي باتت ضرورة ملحة في المرحلة الوبائية التي يمر بها الأردن في وقتنا الحالي، والحرص على تعقيم جميع المواد الغذائية التي يتم شراؤها سواء الخضار أو الفواكه والمعلبات والمواد التموينية الأخرى، كالخل والماء والملح بشكل جيد، ووضع أكياس المشتريات في سلة المهملات، وعدم لمسها بشكل مطلق.
ويستدرك المعاني ضرورة تطبيق وسائل العناية الشخصية في المنزل والالتزام في المنزل باستعمال المواد الشخصية لكل شخص، إضافة إلى الغسيل بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 30 ثانية، وفي جميع مراحل الحياة. ويحذر المعاني من التهاون والتساهل في التعامل مع الفيروس والوضع الوبائي الذي تمر به الأردن، وأخذ ما ورد ذكره ببالغ الأهمية والحرص.