عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-May-2020

في ظل “كورونا” إسرائيل تزيد هجماتها ضد إيران في سورية - عاموس هرئيل

 

هآرتس
 
الهجوم الذي نسب لسلاح الجو الإسرائيلي في يوم الاثنين في منطقة حلب في شمال سورية، يبدو أنه هام – بسبب حجمه، ومكانه البعيد والهدف المهاجم. حسب تقارير في وسائل الاعلام العربية، الموقع الذي تم قصفه يعود الى مجموعة “سارس”، وهو المعهد العلمي السوري. فعليا، هذا هو جسم الصناعة الأمنية الرائد في الدولة والمسؤول عن تطوير الوسائل القتالية ومنها السلاح الكيميائي والبيولوجي.
في الماضي سبق الابلاغ عن هجمات إسرائيلية لمنشآت “سارس”. مصادر استخبارية غربية وصفت هذه المؤسسة كجزء رئيسي في الجهود الإيرانية لتسليح حزب الله، والتي ركزت على تحسين دقة الصواريخ الموجودة لدى حزب الله.
ووفق التقارير الإعلامية السورية فإن سلاح الجو الإسرائيلي، يهاجم باستمرار أهدافا عسكرية متنوعة في مناطق واسعة في الدولة: مخازن سلاح، مواقع انتاج وسائل قتالية، بطاريات صواريخ أرض – جو ومواقع مراقبة على طول الحدود مع إسرائيل. في مرمى الهدف يوجد الآن جميع الشركاء في المحور الشيعي الذي تقوده ايران: حرس الثورة الايراني، مليشيات شيعية اجنبية، حزب الله ووحدات تابعة للجيش السوري.
خلافا لعادتها في السنوات الاخيرة، يبدو أن إسرائيل خفضت قليلا الضجة الإعلامية للهجوم المنسوب لها. مهاجمة سلاح الجو في سورية بدأت في العام 2012، في مرحلة مبكرة للحرب الأهلية هناك، وازدادت في النصف الثاني من العقد السابق. في البداية وجهت الهجمات في الاساس ضد قوافل قامت بتهريب السلاح الإيراني عبر الأراضي السورية لحزب الله في لبنان. وبعد ذلك، في نهاية 2017 فما بعد تحول الجيش الى التركيز على مهاجمة قواعد لحرس الثورة والمليشيات الشيعية كجزء من عملية احباط التمركز العسكري الإيراني في سورية.
في البداية جرت الهجمات تحت ضباب متعمد، في اطار ما وصف كسياسة التعتيم، في محاولة لردع النظام السوري عن تعزيز التحالف مع ايران وحزب الله. ولكن في نفس الوقت عدم التورط في الحرب الاهلية. بالتدريج، في السنتين الاخيرتين بدأت إسرائيل في اطلاق اشارات ثقيلة عن خطواتها.
فيروس الكورونا أملى كما يبدو تغييرا معينا في الاستراتيجية. خلال شهر آذار (مارس) لم يبلغ تقريبا عن هجمات. ولكن طوال شهر نيسان (أبريل) مرة أو مرتين في الأسبوع نشر في وسائل الاعلام السورية اخبار عن هجمات اخرى في شرق الدولة وفي الوسط وفي الجنوب. هذه المرة إسرائيل تقلل من التطرق الى التقارير. في الاصل الاهتمام بما يحدث في سورية وفي إسرائيل وما ينشر في وسائل الإعلام العالمية منخفض تماما. وباء الكورونا سيطر تقريبا بصورة كاملة على جدول الأعمال.
ولكن يبدو أنه من وجهة نظر إسرائيل ربما أنه يوجد في هذا افضلية. الهجمات تجد المحور الايراني ضعيف نسبيا. التمركز في سورية ومساعدة حزب الله كانت “الطفل المدلل” – المشروع الرئيسي – للجنرال قاسم سليمان، قائد قوة القدس في حرس الثورة. في السنوات الاخيرة وكلما ازداد نفوذ سليماني في ارجاء الشرق الاوسط ازدادت جهود تهريب السلاح الى لبنان وانشاء القواعد في سورية. يبدو أن سليماني أصر على مواصلة ذلك رغم الهجمات الإسرائيلية.
في بداية شهر كانون الثاني (يناير) الماضي تم اغتيال سليماني بعد وقت قصير من هبوط طائرته في بغداد، ومن استبدله، الجنرال اسماعيل قاءاني، اكتشف أن الحذاء الذي ورثه أكبر من مقاسه. قاءاني لا يحظى بنفس المكانة الرفيعة التي راكمها سليماني لنفسه في السنوات الاخيرة. فهو يجد صعوبة في بث روح قتالية في الفرق، وكذلك الأخذ في الاعتبار الضغوط الاخيرة المستخدمة على ايران.
الظروف معروفة. إيران لم تستيقظ بعد من اغتيال سليماني وما حدث قبله وبعده: زيادة العقوبات الأميركية، تآكل ثقة الجمهور بالنظام بعد أن تبين بأنه حاول اخفاء قضية اسقاط طائرة الركاب في سماء طهران بالخطأ والضربة الشديدة بشكل خاص لفيروس الكورونا وانخفاض اسعار النفط في اعقاب الازمة الدولية التي أحدثها الفيروس.
المساعدة الاقتصادية الإيرانية لحزب الله بدأت تتقلص ازاء هذه الصعوبات. في نفس الوقت، لبنان موجود في ازمة اقتصادية حدتها آخذة في التزايد، والتي تضع ايضا حزب الله في موقف ضعف. في الخلفية هناك ايضا العلاقات المتوترة بين الرئيس السوري بشار الاسد وضيوفه الايرانيين. يبدو أنه بالنسبة للاسد، وصية ادخال الضيوف ربما استنفدت. ايران حقا ساهمت بشكل كبير في بقاء النظام رغم الحرب الاهلية الدموية. ولكن الآن النظام في سورية يتعرض للضربات بسبب اصرار إيران على البقاء. الكثير من الهجمات، تم الابلاغ، يرافقها قصف لبطاريات مضادة للطائرات سورية.
سير على الحد
لقد تولد الانطباع بأنه في ظل الكورونا منحت حكومة نتنياهو شيكا مفتوحا لرئيس الاركان افيف كوخافي لمواصلة الهجمات، وكما يبدو حتى زيادتها. حسب التوزيع الجغرافي للتقارير عن الهجمات، هذه حرب تجري على كل الملعب – في الجبهة وعلى طول الحدود في هضبة الجولان حيث تقصف هناك مواقع نشرها حزب الله بواسطة شركائه المحليين وكذلك قواعد في عمق الاراضي السورية بعيدة عن حدود إسرائيل.
إسرائيل تسير على الحد وتنتظر أن ترى كيف سيرد المعسكر المعادي. هل الاسد سيعطي إشارات للنظام في طهران بأنه حان الوقت للتراجع أو أن الإيرانيين انفسهم سيبحثون عن مخرج مشرف ويقلصون تواجدهم في سورية بسبب زيادة الضغط العسكري. في المقابل، تطرح امكانية القيام برد عقابي ضد إسرائيل. عملية موضعية كهذه حدثت في منتصف نيسان.
بعد يومين على الهجوم المنسوب لإسرائيل ضد سيارة لحزب الله قرب الحدود السورية اللبنانية في الطرف السوري، تم قطع الجدار الحدودي بين إسرائيل ولبنان في ثلاث نقاط. الجدار لم يتم اجتيازه ولكن هذا يبدو كاشارة واضحة من حزب الله لإسرائيل، التي بحسبها يوجد لحزب الله ايضا خطوط حمراء.