عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Feb-2019

الرماة إلی القبة - صالح عبدالکریم عربیات
الغد- قبل بدء جلسات مجالس النواب في كل العالم یتم المناداة عبر السماعة الداخلیة: الرجاء من السادة النواب التوجھ الى القبة، الا في بلدنا فالمناداة یجب ان تكون: الرماة الى القبة.. وذلك بعد تكرار تراشق زجاجات الماء والمكتات وآخرھا العقال بینھم!
حقیقة لم نكن بحاجة الى تركیب شاشات ونظام الكتروني في قاعة المجلس لتسھیل عمل النواب،
بل كان یجب تركیب صفارات إنذار بحیث اذا ما انطلقت من ھنا او ھناك زجاجات ماء او مكتات انطلق صفیرھا معلنة عن غارة من أحد النواب.. فیقوم النواب واعضاء الحكومة بالنزول الى اسفل مقاعدھم او الھروب الى كراجات العبدلي حفاظا على سلامتھم.
قدیما وقبل بدء أي معركة كان یتقدم من كل طرف ثلاثة فرسان وكان یتم اختیارھم من أصحاب القوة والشدة للتبارز ولا تبدأ المعركة الا بعد ان یقضي طرف على الآخر ومن ثم یعلن الھجوم..
أقترح من ھنا وقبل بدء الجلسات النیابیة ان یتقدم فرسان المجلس للمبارزة ومتى قضى طرف على الآخر اعلن رئیس المجلس بدء الجلسة والھجوم.. وذلك حفاظا على وقت المجلس وحتى تسیر الجلسات دون أي منغصات في منتصفھا والاھم ان نضمن عدم وقوع اصابات.
لو كنت نائبا لما دخلت المجلس الا بخوذة حدیدیة ودرع واقي ورمح، وذلك بدل الملفات ومواعید الجلسات والأسئلة النیابیة التي لا تستطیع صد زجاجات الماء.. وحتى اضمن الخروج من الجلسة بلا فشخة في رأسي او عقال یعلم على جنبي سأضع خطة مسبقة مع مجموعة من
الزملاء بأن نقلب المیمنة میسرة والمیسرة میمنة عند بدء الھجوم.. وذلك حتى یرتبك النائب المھاجم فتسقط زجاجة الماء باتجاه سماعات المجلس لا باتجاه ذوات المجلس!
لا ادري ھل على النواب بعد الآن المشاركة في جلسات البرلمان الاوروبي او العربي، ام علیھم المشاركة في دورات نادي الرمایة الأردني او الاتحاد الأردني لرمي القلھ!
لأن جمیع المعارك التي اندلعت سابقا كان ضحایاھا (الحجیزة) او من یقفون على الحیاد..
واذكر جیدا معركة (الحذاء) قبل سنوات، ومع ان نمرتھ كانت 77 ویستطیع اعطاب بارجة حربیة الا انھ اخطأ الھدف، وكذلك معركة (المكتات) لم تلب الطموح آنذاك ولم تسفر عن وقوع أي اصابات، ومن ثم حین بدأ في المعارك الاخیرة استخدام زجاجات الماء المسموح استخدامھا دولیا لم تكن تسقط الا فوق رؤوس النواب النیام، كان الأردنیون یحدوھم الامل بأن یحقق المجلس ولو انجازا یتیما فجاءت معركة العقال الاخیرة لتضیف خیبة امل جدیدة حین طار العقال ضائعا مشتتا دون ھدف!
في الأردن عادة ما ینتھي الحوار بین الاب والابن باسخدام العقال غیر المنافي استخدامھ لحقوق
الانسان او الأعراف الدولیة.. وكانت ضربة الاب بالعقال لا تخیب أبدا. وحین یمعط جسمك بھ یصبح وجھك مثل فوھة البركان!
الاب یصیب الھدف بدقة متناھیة ربما لأنھ یملك الشرعیة، ومن ثم انھ لا یبحث عن الاضواء الزائفة فیضرب بھدوء اعصاب فیصیب ھدفھ بدقة متناھیة، والاھم ان الضرب یكون لھدف سام وھو تصحیح مسار الأبن، لذلك لا تخیب ضربتھ أبدا وجلودنا شاھدة على ذلك.
اما السادة النواب فأنني اعتقد انھم على عكس كل ذلك، لذلك لو شو ما ضرب او سدد او ھاجم غیر عدسة كامیرا التلفزیون في قاعة المجلس بعمرك لا تحلم یصیب!