عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Dec-2021

دولتنا الأردنية*شحاده أبو بقر

 الراي 

تدخل الدولة الأردنية الحديثة مئويتها الثانية، بعد رحلة طويلة شاقة بنيت فيها أركان الدولة وسلطاتها ومنجزاتها على أيدي الغر الميامين حقا لا ادعاءً، والذين واجهوا برجولة نادرة أصعب المصاعب والمؤامرات وكسروا حدّتها كلها على صخرة التضحية والوفاء الصادق والإلتفاف الرجولي حول الوطن والعرش الهاشمي.
 
اليوم تواجه دولتنا ذات الظروف والمصاعب والتطلعات والمطامح والمطامع في عالم لا مكان فيه إلا للاقوياء، وهي ظروف باتت تستدعي الحذر والتأمل في غاياتها ومراميها ومقاصدها الشريرة والخطيرة أيضا.
 
كل شعوب الأرض تحرص حد الاستماتة على بقاء وقوة دولها وتفتديها بالارواح، من منطلق قيمة عظمى هي الوطنية الحقة التي ترى الأوطان بيوتا لمواطنيها يدافعون عنها بكل ما امتلكوا من قوة.
 
وكذا فعل الأردنيون كابرا عن كابر، وما تخلفوا يوما عن التشبث بالوطن وبالدولة وبهويتها الوطنية الأردنية، وقدموا في هذا السبيل اعظم التضحيات وقوفا مع الوطن والعرش الهاشمي وجاهدوا يقينا في بناء سلطات الدولة ومؤسساتها ومنجزاتها.
 
نعم، تبدلت الظروف وتطورت وتحَورت وضاقت سبل العيش وتكاثرت المصاعب والتحديات، لكن ذلك لا يجوز أن يكون مبررا ونحن نرى ونقرأ حجم المؤامرت والمطامع الإقليمية والعالمية، لأن يسهم بعضنا، ومن دون وعي في إضعاف دولتنا وتقزيم سلطاتها ومؤسساتها، لنبدوا كمن -لا قدر الله- يهدمون أركان دولتهم بأيديهم.
 
دعونا نفكر ونتأمل جيدا ما يريد بنا اعداؤنا وأعوانهم، إنهم يسعون وباساليب ماكرة مارقة إلى توظيف شكاوانا وعتبنا وتذَمرنا، من اجل تأجيج غضبنا ضد الدولة، والهدف الابعد لهؤلاء، هو هدم الدولة، ولكن بأيدينا نحن أهلها واشد البشر حرصا على بقائها قوية راسخة.
 
نعم، نحن فقراء وظروفنا صعبة ولنا ملاحظاتنا وآراؤنا، لكن ذلك لن يكون سببا لان نحقق لهم غاياتهم، وخدمة مخططاتهم الاستخبارية الظالمة التي ترمي إلى كسر رابط الثقة بيننا وبين دولتنا ابتداء، وصولا لهدف ماكر مارق خسيس هو هدم الدولة رد الله كيدهم إلى نحورهم.
 
الظرف الإقليمي والدولي الراهن جد خطير، وهذا يقتضي منا نحن الأردنيين جميعا ومن كل مشرب، الحذر والانتباه لما يجري وما يخطط، وأن نكون صفا واحدا صلبا قويا في الدفاع عن بلدنا ودولتنا وسلطاتنا التي يقزمها بعضنا كل يوم دونما إدراك للحقيقة المرة التي يعمل عليها اعداؤنا.
 
الدولة الأردنية الهاشمية وبهويتها الوطنية الأردنية وتاريخها وسلطاتها كافة، أمانة عظمى في اعناقنا جميعا، والمملكة الأردنية الهاشمية أمانة في اعناقنا جميعا، ونحن في هذا الزمن المر المنفلت من عقاله، أمام امتحان فاصل، فإما ان نكون واعين جيدا لنصون دولتنا من كل عبث ايا كان مصدره، وإما لا قدر الله، نتركها نهباً لمخططات الظلمة الطامعين الساعين بخبث ودهاء وخسة إلى هدمها لا سمح الله.
 
نحتج ونتذمر ونتحاور ونعبر، لا بأس، ولكن شرط ألا نكون معاول بأيدي أعدائنا المتربصين بنا والعاملين على إدخالنا دائرة الفوضى، والهدف النذل هو إنهاء الدولة.
 
فشروا وساء مسعاهم بعون الله، وهو سبحانه من أمام قصدي.