معاريف
باعث على التثاؤب؟ اعتمدوا على الرفاق في كل الاحزاب المتنافسة، في أنه في سياق الانتخابات الاكثر توقعا في اذار(مارس) 2020 سيجدون في كل مرة مشادة جديدة، حزبية داخلية وبين الاحزاب، كي يشعلوا الاعلام.
فمثلا هجوم جدعون ساعر على بنيامين نتنياهو. عمليا، هذا تحد، على السطح هذا سلسلة من الضرر بات محسوب ومتوقع تماما حيال ردود فعل متوقعة تماما، بما في ذلك الهستيريا البنيوية في كل اعمال نتنياهو في الفترة الاخيرة. يقول المراسلون ان ساعر سيجتاز خط الـ 30 %. يا ليت. ليس هناك مثل الحروب الثنائية وبين المعسكرات تكون سامة كي تفكك حزبا حاكما. انظروا الى مباي، المعراخ، العمل – غيشر (نسيت شيئا ما؟) وبالفتات التي يقاتلون عليها مع ميرتس، اسرائيل ديمقراطية، الحركة الخضراء (نسيت شيئا ما؟)، كي نفهم كم هو هام ساعر للمصلحة القومية عند مجيئه لتنظيم معسكر آخر حيال معسكرات بيبي التي ما تزال تؤدي مهامها، ولكن مع عين واحدة نحو النهاية المحتومة.
في هذه الاثناء يبنى في الليكود احتمال لانفجار الانتخابات التمهيدية (يا ليت) بسبب تلك الهستيريا البنيوية من جانب نتنياهو. فقد بدأ جهازه يشطب اسماء منتسبين من مؤيدي ساعر، بمن فيهم الليكوديون الجدد، اولئك المنحرفين او الشاذين الذين يعتقدون بان دخولهم سيؤثر على عملية اتخاذ القرار في الليكود وبالتالي في الدولة وفي العالم. محكمة العدل العليا، المحكمة الداخلية، شيء ما؟
من ناحية ساعر فان الخطوة نفسها تنبع من انعدام البديل في ضوء استهدافه كعدو الشعب اليهودي. فقد كان الاول الذي شخص بانه بعد الانتخابات سيعود الى المقاعد الخلفية في كل الاحوال، انتصارا كان ام هزيلا. فترة زمنية اخرى ستجعله نكتة. فالتعلق بقاعدة نتنياهو اجبرته ليس فقط على ان يكون نباتيا بل وان يبالغ في مديح نتنياهو (“نتنياهو ثبت في قلب الشعب روح المكابيين”). لا حاجة لان يكون المرء فاحص كلى وقلب كي يرى كيف تتقلب اعضاؤه حين يهذر ببطولات نتنياهو.
ومن حيث الموضوع نفسه، فإن ساعر أسوأ من نتنياهو. كما أسفلنا: حملته هي مساهمة للمصلحة القومية في أنه توجد فيها امكانية كامنة لتفكيك الليكود. انتصار ساعر هو كارثة وطنية. فمن بدأ حملته الانتخابية في ام الريحان وفي الدعوات للضم والبناء، سيواصل طريقه في اذرع اليمين الاكثر تطرفا. تفوقه على نتنياهو هو مظهر موظف نباتي ومصداق، بخلاف نتنياهو الذي لم يعد احد يصدقه، بما في ذلك نتنياهو نفسه الذي لا يصدق نفسه.
من ناحية تجمع اليمين، يوجد لساعر حظوة ولطفا كي يواصل مخادعة الجميع، وخمنوا من الاول الذي سيتبناه الى قلبه؟ صحيح. رئيس مجلس السامرة، يوسي داغان. لا اعرف اذا كان ساعر يؤمن بالجملة الوطنية – القومية الدينية المتطرفة التي يتلفظ بها. اعرف بوضوح بأن من يعول على عناق الدب من تجمع اليمين، مثل نتنياهو، يصبح محكوما للتجمع وليس لأجهزة القانون والقضاء.