عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    26-Nov-2024

اعتداء الرابية.. ما المطلوب..؟؟*بلال حسن التل

 الراي 

لا يكفي ان نجمع على ان الاعتداء على رجال الامن العام كالذي حدث في منطقة الرابية فجر الاحد الماضي مدان ومرفوض بشكل قاطع، ويجب ألا يتكرر.
 
ومنع تكرار هذا الاعتداء او غيره، لا ولن يكون باصدار البيانات والمهرجانات وزيارات التعاطف على اهمية ذلك كله، لكنه لا يكفي، فالمطلوب اكثر واكبر من ذلك بكثير، وأوله هو ان علينا ان نعترف باننا نواجه حربا حقيقية، لا تخوضها ضدنا جيوش تقليدية تستخدم الدبابات والرشاشات والدروع، فهذه كلها تستخدم للتغطية على الحرب الحقيقية التي تشن على بلدنا، وتحاول انهاءه من الداخل باضعاف مناعته، وصولا الى قتلها، تماما مثلما يفعل مرض السرطان الخبيث في جسد الانسان. هكذا يحاربنا اعداؤنا وبعضهم من ابناء قوميتنا، وبعضهم الآخر من ابناء ديننا ظاهرا، ومع ذلك يستخدمون ضدنا المخدرات التي تستلب شبابنا وتحولهم الى ادوات تساهم في تدمير بلدهم، وابسط صور ذلك الاعتداء على دوريات الامن العام، بالتزامن مع الاشتباك مع القوات المسلحة على الحدود الشرقية، مع مهربين للمخدرات والأسلحة.
 
كل ذلك بهدف هز هيبة الدولة وانهاك جيشها واجهزتها الامنية، في حوادث صغيرة لكنها متكررة منهكة.
 
ومثلما تستخدم الجهات التي تستهدف بلدنا بالمخدرات، فانها تستخدم في هذا الاستهداف الإشاعات التي تستغل حالة الاحباط التي تعيشها شرائح كبيرة من الاردنيين، فيتبنون هذه الإشاعات التي تلعب دورها في هز الثقة بدولتنا ومؤسساتها. وصولا الى الأسلحة المهربة، التي يجب ان نعمل على اساس ان بعضها يصل الى خلايا نائمة في ربوع بلدنا، وبعضها بيد ذئاب منفردة تتربص بنا بانتظار اللحظة المناسبة للانقضاض على هدفها، كما فعل مطلق الرصاص على دورية الامن العام في الرابية فجر الاحد الماضي، فهو لم يفعل ذلك صدفة، ولم يكن الاعتداء وليد لحظته، بل عن سابق اصرار وتصميم، بدليل ان المعتدي جاء يحمل سلاحا اتوماتيكيا، وعبوات حارقة، اي انه اخذ وقته في التفكير والتدبير وتحديد الهدف، هو او من يقف خلفه، لذلك لا يجوز ان نتعامل مع ما حدث على انه عمل فردي عابر، حتى لا يتكرر ويصير ظاهرة في بلدنا، فالعصى من العصية، ومستعظم النار من مستصغر الشرر. وهو ما كنا وما زلنا منذ سنوات ونحن نحذر منه، عبر تحذيرنا من حرب الجيلين الرابع والخامس من الحروب التي تشن علينا، وهي حروب تنهي الدول والمجتمعات دون اراقة دماء كثيرة، ودون مواجهات بين جيوش تقليدية، فسلاحها المخدرات والاشاعات، واضعاف المناعة وقتل الثقة، والرد على ذلك كله يحتاج الى تحصين المجتمع فكريا واخلاقيا وبناء وعيه، حتى يكون اعتداء الرابية حادثاً منفرداً وفردياً. لا ولن يتكرر.