عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Feb-2019

في عصر الشائعات: هكذا تؤهّل المدارس طلبتها للتعامل مع الظاهرة
أكيد - ترجمة بتصرّف: رشا سلامة -
 
 في العام 2015، سُئِلَ 170 طالباً أميركياً عن وجهة نظرهم في مدى مصداقية التعليق، المرفق بصورة لثلاث زهرات أقحوان مشوّهة، حول أن التفجير النووي في فوكوشيما قد تسبّب في هذا التشوّه.
 
تمّت مشاركة الصورة من قِبل مستخدم مغمور لم يُشر للمصوّر ولا للناشر الأصلي أو الموقع. وعلى الرغم من هذا، حين سُئِل الطلبة عن وجهة نظرهم في مدى مصداقية المعلومة المرفقة، أفاد 40 % منهم أن هذا صحيح، من وجهة نظرهم. (تجدر الإشارة أن الصورة حقيقية، لكن العلماء يُشكّكون في أن سبب التشوّه هو الإشعاع).
 
التجربة كانت ضمن دراسة أجراها باحثون من جامعة ستانفورد، اشتملت على 56 تقييماً مختلفاً لطلبة في المدارس المتوسطة والثانوية والكليّات في 12 ولاية، والتي قالوا أنهم جمعوا خلالها 7804 ردّ من الطلبة.
 
تعكف المدارس الأميركية حالياً على تعليم الطلبة، في عمر مبكر، كيفية تقييم ما يصلهم من معلومات عبر الإنترنت، وكيفية تربية حس نقدي يؤهلهم للتعامل مع هذه المعلومات.
 
يقول الخبراء إنه لا بد من تعليم الأطفال المهارات الأولية في التفكير النقدي، والمهارات الأولية في التحقّق من الأخبار والمعلومات، كما يجدر تنبيه الطلبة لكون هذه المعلومات المغلوطة قد تطال حقول المعرفة كلها وليس حقلاً واحداً دون غيره. قد تطال الرياضيات والعلوم والتاريخ وغيرها. في الرياضيات مثلاً، ينبغي أن يفهم الطلبة ما وراء الأرقام والإحصاءات والجداول، وفي التاريخ ينبغي لهم فهم الـ "بروباغاندا" التي رافقت حرباً ما.
 
وبعيداً عن هذه المهارات التي تركّز على طرق التعامل مع المعلومات من خلال التحقّق والحس النقدي، فإنه لا بد من تعليم الطلبة كيفية التعامل مع التكنولوجيا في هذا الصدد، وكيف تعمل محرّكات البحث والخوارزميات على تصدير محتوى بعينه دوناً عن غيره. 

 

ويخلص خبراء إلى بعض النتائج المرتبطة بالمشكلة الآنفة، منها:

  • يجنح الناس نحو تصديق الأخبار المفبركة والشائعات بشكل أكبر؛ ذلك أن هذه النوعية من الأخبار مكتوبة بحسّ سردي وبكثير من الشحن العاطفي.

 

  • لم يتمّ تطوير مهارات التعامل مع المعلومات الواردة عبر شبكة الإنترنت، من حيث تصنيفها والتحقق منها وإخضاعها لعامل المنطق، بالشكل الكافي، حتى في دول متقدمة مثل أميركا.

 

  • كثر يظنون أن طلاقة الطلبة في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي تعني أنهم قادرون على تمييز الصحيح من المفبرك، لكن الدراسات تظهر العكس وتُعزّز ما يذهب إليه كثير من المعلمين حول عدم أهلية الطلبة للتعامل مع دفق المعلومات الآتية عبر الوسائل الرقمية.

 

  • قامت مواقع متخصصة عدة عبر شبكة الإنترنت بتطوير قوائم للتحقّق يمكن الإفادة منها في نشر التربية الإعلامية لدى الطلبة، يتم فيها سؤالهم عن المصدر واللغة المستخدمة والصور المرفقة وما إلى ذلك من طرق تدقيق للخبر.

 

  • تنمية تعامل الطلبة مع المعلومات المغلوطة والشائعات والأخبار المفبركة يحتاج لأعوام من العمل المتواصل، كما سيستنزف الكثير من المال والجهد والخبراء، في دول العالم كافة، حتى تلك المتقدمة.

 

نص المادة الأصلية