عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    04-Oct-2019

مخدرة وتتنفس بصورة اصطناعیة - جدعون لیفي
ھآرتس
 
ھذا ما قالھ المراسل البرلماني في ”أخبار 13 ،″عكیفا نوفیك، في تطرقھ للنبأ الذي نشر في ”ھآرتس“ بأن رئیس الخلیة المتھم بقتل رینا شنراف یتم علاجھ في وضع حرج بعد التحقیق معھ في الشاباك. ”أنتم تقولون ذلك وكأنھ شيء سیئ“. ھذا ما قالھ بن تسیون غوفشتاین، مؤسس جمعیة لاھافاه. ”كل مھاجم یجب التحقیق معھ من اجل انتزاع كل المعلومات. وبعد ذلك الحكم علیھ بالاعدام. لا یھم اذا كان نجح أو حاول فقط“. العبریة الركیكة لیست فقط ھي المشتركة. فبین المراسل السیاسي الذي یجب أن یكون عقلانیا والناشط النذل، لا یوجد أي اختلاف فكري. ما قالھ غوفشتاین بشكل فظ قالھ نوفیك بشكل لطیف حول احداث كھذه. ولكن السم الذي یخرج منھ مضر أكثر. ولكن غوفشتاین یعتبر شخص متطرف وغیر شرعي من بین الاثنین.
الشباك یقوم تقریبا بتعذیب شخص متھم بالقتل حتى الموت. واسرائیل مخدرة وتتنفس اصطناعیا.
قضیة خط 300 ھي قضیة صغیرة، التي في العام 1984 أثارت ضجة كبیرة، لا تدعو حتى الى التثاؤب في اسرائیل 2019 .وھاكم ملخص لتاریخ التدھور الاخلاقي. شخص یحتضر بسبب ضرب المحققین مثلما یمكن أن یحدث فقط في غوانتنامو وفي دول ظلامیة ومرفوضة بشكل خاص، ھنا اتباع غوفشتاین یحتفلون. وامثال نوفیك یحرضون. واغلبیة وسائل الاعلام بصعوبة تكتب عن ذلك. في نشرة عشیة العید في ”اسرائیل الیوم“ لا یوجد أي ذكر للمعتقل الذي یحتضر بسبب الضرب. ما لم یكتب عنھ وكأنھ لم یحدث. تحت ذلك توجد قصة مثیرة عن ”الاسرائیلیون الذین یصنعون للآخرین سنة جمیلة“. في ”یدیعوت احرونوت“ ھناك عنوان صغیر جاء فیھ ”رئیس الخلیة مخدر ویتم اعطاءه التنفس الاصطناعي بعد التحقیق معھ في الشباك“. كان من المستحیل لف ذلك بقطن أحلى، لقد تم تخذیر ھذا الشاب واعطاءه تنفسا اصطناعیا. لقد تعبت الدمیة الذھبیة. بالصدفة حدث ھذا بعد التحقیق. ربما تأثر أكثر من اللزوم. وربما اعطوه تفاحة مغموسة بالعسل بمناسبة السنة الجدیدة رغم أن لدیھ حساسیة من ذلك.
ولكن في غرف تحقیق الشباك حدثت حادثة صادمة. عملیة قتل نفذت باسم الدولة، باذن منھا وبصلاحیة منھا. على قتل شنراف سیتم تقدیم المنفذین والمخططین للمحاكمة. وعلى القتل الثاني لا أحد سیعاقب. ومشكوك فیھ اذا كان سیتم التحقیق معھ بجدیة، على صوت ھتافات وسائل الاعلام أو ازاء جھود الاخفاء التي تبذلھا.
لم یكن لدى أي مراسل من المراسلین الذین ابلغوا بحماسة عن اعتقال سامر العربید، أي فكرة حتى لو ضئیلة عن دوره في عملیة القتل. ھم فقط یمكنھم تردید بمظھر من یعرف، ما تم املاؤه علیھم من الشاباك، سواء كان ذلك صحیح أم لا. المتھم بالطبع ھو القاتل، حیث لا أحد منھم یذكر مكان القتل، وقصة السرقة العنیفة للنبع مثل عشرات الینابیع الاخرى من قبل المستوطنین وبدعم من الدولة.
حسب مركز ”الضمیر“، العربید اشتكى امام القاضي العسكري من ألم في صدره، وصعوبة في البلع والتقیؤ. ولم یتم نقلھ للعلاج. في الیوم التالي نقل الى المستشفى وھو فاقد للوعي ویعاني من فشل كلوي وكسور وجروح نتیجة الضرب. لیس من الصعب تخیل ما الذي حدث في غرفة التحقیق، وربما ایضا یصعب تحملھ. سایمون، الشخص الحساس في مسلسل ”الشباب“ قام بالتنكیل بمعتقل مكبل وعاجز حتى الموت تقریبا. ”حادثة عمل“، یفسرون الآن أن ھذا خطأ تنفیذي. اخطاء العمل تحدث، لا سیما عندما یكون العمل حقیر واجرامي ومتوحش، كما اعتقدنا أنھ ربما انتھى في منشأة التحقیق في بیتح تكفا وامثالھا.
بعد ذلك ذھب المحققون مع العربید الى الاحتفال بعید رأس السنة. بالتأكید تحدثوا قلیلا فیما بینھم عن الخلل وعما سیشرحوه للمحققین المجتھدین في ”وحدة فحص شكاوى المحقق معھم“. ایضا على قادتھم الذین سمحوا وعلى القاضي الذي منع تقدیم العلاج وعلى الطبیب الذي صادق على عملیة التحقیق، مر عید رأس سنة جمیل جدا.
في الواقع، معظم الاسرائیلیون یعتقدون أن العربید یستحق الموت، في دولة تتفاخر بأنھ لا توجد فیھا عقوبة الاعدام. ھي فقط تقوم احیانا بالاعدام بدون محاكمة وبدون مصلحة.