عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Nov-2021

المؤثرون.. ضرر يتجاوز دائرة المساءلة*تالا ايوب

 الراي 

تحاصر المخاطر أبناءنا من اتجاهات مختلفة حتى داخل بيوتهم، في ظل التطور التكنولوجي السريع واتساع عالم الفضاء الإلكتروني، اذ تتسلل الأفكار والعادات غير المحببة من خلال شاشات الأجهزة الإلكترونية التي تحملها أياديهم الصغيرة.
 
بعض العادات التي يستمدونها من متابعة مؤثرين بمن فيهم «يوتيوبرز» مفضلون لهم، لا تقتصر على أنها غير سليمة فقط، وإنما تؤذي صحتهم أيضا، كتحفيزهم على التدخين مثلا، اذ بعضهم يشجع متابعيه دون وعي منه على ممارسة هذه العادة من خلال وصفه أدق تفاصيلها، كتحريك علبة السجائر وشم سيجارة منه قبل إشعالها، ووصف الإحساس الذي يشعر به بعد أول نفثة، ليصل الأمر عند بعضهم إلى المطالبة بحقوقه كمدخن، واعتراضه على تكبيله ببعض البروتوكولات الصحية.
 
قد يكون بعضهم عن حسن نية، ولكن من المؤكد أن هناك عدداً لا بأس فيه من المؤثرين مستقطبون من قبل مصنعي التبغ؛ لترويج الدخان بطرق مختلفة كأن يضعونها جانبهم وهم يتحدثون، أو أنهم يستخدمونها كأسلوب حياة صحي وذلك كله مقابل أجر مادي، بالإضافة إلى قيامهم بعمل تحديات تتعلق بالتبغ المسخّن والسجائر الالكترونية ليشارك المتابعون بها ومنهم الأطفال أيضا.
 
ما سبق يثبت بأن مروجي التبغ يسبقون الجهات التي تكافحه عالميا بعدة خطوات اذ ينوّعون بأساليب استقطاب عدد أكبر من المدخنين بطرق مبتكرة.
 
أما على الصعيد المحلي فإنه بعد الاطلاع على قوانين الجرائم الالكترونية وهيئة الإعلام المرئي والمسموع وقانون الصحة العامة تبين بأنها تخلو من نصوص تنظم وتراقب وتردع هذه الفئة وسلوكياتهم المتعلقة بالترويج للتدخين، وأنها اقتصرت على الإعلانات التقليدية عبر الفضائيات والمواقع الإلكترونية والصحف. وفي هذا، فإنها لا تسائل الأشخاص الذين يعملون بشكل فردي بمن فيهم المؤثرون و"اليوتيوبرز» بالرغم من أنهم الأكثر تأثيرا على الأطفال والشباب وما يثبت ذلك أعداد متابعاتهم التي تصل إلى ملايين.
 
ومن هنا، يجب سن قانون محدد يذكر الجهة التي تضبط هذه المخالفات، ويبين آلية التعامل معها، وإيجاد عقوبات تردع كل من يفكر العبث بصحة أبنائنا، اذ يؤكد خبراء نفسيون واجتماعيون أن متابعة الأطفال والشباب للمؤثرين و"اليوتيوبرز»، والاطلاع على عادات يقومون بها، يولّد لديهم التقليد وحب الشهرة، ويجعلهم ينجرّون إلى القيام ببعض التجارب الخاطئة.
 
كما وقد أثبتت الدراسات أن 90% من المدخنين بدأوا التدخين في عمر أقل من 18 سنة، وأنه إذا لم يدخن الشخص إلى عمر الـ26 فإنه لن يقدم على هذه العادة. وذلك يرتبط باكتمال نمو دماغ الشخص.
 
من جانب آخر، تثبت الإحصائيات بأن الأردن يحتل المرتبة الأولى عالميا بعدد المدخنين، وفي الوقت ذاته تخلو من أعداد الأطفال والشباب المدخنين، ولكن بحسب الأرقام الرسمية لدائرة الإحصاءات العامة الأردني أن انتشار التدخين منذ 2007 وحتى 2016 قد ارتفع من 29% الى 40% وبالتالي ستنعكس على عدد الأطفال ومنهم المراهقين المدخنين والشباب بشكل مؤكد.
 
جملة القول، لا يختلف اثنان على التأثير الكبير لليوتيوبرز وهم بالطبع أبناؤنا -سواء بالسلب أو بالايجاب-، ما يتطلب ضرورة ثنيهم عن القيام بهكذا نشاطات وإعلانات، ارتداداتها السلبية مضرّة بالجميع، يتوازى مع ذلك ضبط محتواهم فيما يتعلق بالتدخين خصوصا لمنع تشجيع أبنائنا على الإقبال عليه.