عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    27-Jul-2020

(القيصر الثقافي) يعاين قصائد شعراء (هايكو الأردن)

 

 إربد-الراي - أحمد الخطيب في بحثه عن التحولات الإبداعية، ومدّ جسور اللقاء مع الطاقات الجديدة، وتنوع أساليبها وأغراضها، والوقوف على مفاهيم هذه التحولات، نظم اتحاد القيصر للآداب والفنون، مساء أول من أمس، عبر منصة الفيس بوك، وبالتعاون مع مديرية ثقافة إربد، حوارا حول قصيدة الهايكو في الأردن، بالإضافة إلى بعض القراءات، شارك فيها أعضاء نادي شعراء الطبيعة «هايكو الأردن».

في المحطة الأولى من البرنامج الأسبوعي «أربعاء القيصر الثقافي» والذي يقدمه الأديب رائد العمري رئيس الاتحاد، قالت د. فاتن أنور رئيس نادي شعراء الطبيعة بأن قصيدة الهايكو هي قصيدة تتحدث عن الطبيعة، وتنقل المشهد الحي باختزال في ثلاثة أسطر أو سطرين، مشيرة إلى أن هذا النمط يقوم على البساطة والعمق، الدهشة والمفارقة، الرؤية بالعين والروح معا، الرؤية التي تحملك إلى الرؤيا، وهي القصيدة التي تبدأ عندما تنتهي في ذهنية القارئ، مضيفة بأن الشاعر والقارئ معا في هذه القصيدة التي تحتاج للإنصات للطبيعة، فالكون كما ترى يريد أن يخبرنا شيئا لهذا علينا الإنصات جيدا.
وقالت عن بدايات الهايكو، بأنها ظهرت في القرن الخامس عشر في اليابان عندما ظهر شعر الرينغا وهو شعر يكتبه عدد من الشعراء شعر جماعي، بقيت الرينغا حتى بدايات القرن السادس عشر جنسا أدبيا رفيع المستوى، وكان الشعراء يقدّمون قصائدهم معتمدين على جمالية القرون الوسطى، إلى أن ظهرت قصيدة الهايكاي بطابعها الهزلي تزاحم قصيدة الرينغا وتتجاوزها، ثم تطور في القرن السابع عشر إلى قصيدة الهايكو على يد باشو، أما في الدول العربية فقد انتقل إليها عبر الترجمات، مشيرة إلى أن أول من كتب هذا النط هو الشاعر عز الدين مناصرة عام 1964 ،تلاه مجموعة من الشعراء، ولكن الانتشار الحقيقي لهذا الفن كما ترى جاء عبر المجموعات التي تشكلت في فضاء الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي، مضيفة بعد ذلك انتقل إلى أرض الواقع عبر تشكيل مجموعة من الأندية التي تعنى بهذا الفن.
إلى ذلك د. فاتن أنور عن أنواع الهايكو التي تتمثل بالأحادي المشهد والثاني المشهد، كما تحدث عن مدارس الهايكو، ومنها الكلاسيكي الذي يعنى بالموسمية وتكون فيه الطبيعة هي المحور الرئيس، والحديث الذي يعالج طبيعة حياة الإنسان.
كما تحدثت عن سمات وعناصر هذا الفن التي يجب أن تتوفر فيه حتى نستطيع أن نطلق عليها اسم شعر الهايكو، من مثل: الاختزال، التنحي، الإدهاش، المجاز القليل، العمق، والاستنارة، وغيرها من السمات والعناصر.
وحول تأسيس نادي شعراء الطبيعة، قالت د. فاتن أنور، تأسس عام 2019 عبر تكاتف وتعاضد مجموعة من الشعراء الذين يعشقون هذا الفن، وأعلن عن انطلاقته في مقر رابطة الكتاب الأردنيين، إلى ذلك عرضت لتطلعات النادي والتي تتضمن نشر هذا الفن وتعريف الأجيال الجديدة بهذا النوع، والسعي لتطويره على المستوى المحلي والعربي، مؤملة أن يأخذ فن الهايكو مساحة مستحقة ومكانة في الساحة الثقافية المحلية والعربية.
فيما اشتملت المحطة الثانية من لقاء أربعاء القيصر على قراءات شعرية قدمها أعضاء نادي شعراء الطبيعة، استهلتها د. فاتن أنور بقراءة باقة من نصوصها من مثل: النافذة المغلقة، مخافة البرد، قطار المساء، آخر الليل، مالحة، حقول، قصف، فجرا. وجنازة، تقول في الأخيرة: «اليوم تشيّعني الرّيح، وذرّات غبار».
ومن جهته قرأ حسن أبو قطيش باقة من نصوصه من مثل: عن قرب، بلا استئذان، هذا المساء، في ليلة ماطرة، ذات طريق، ليته حجر، سأكتفي فقط، شاطئ المحيط، يقول في نصه الأخير: «تغازلين النوارس، أحسّ بك أيّتها الشمس»، تلاه د. ميسر أبو غزة فقرأت: «يا أمي، قمباز عربي، صوت وصورة، عربة الزمن، في المقهى، نقيق الغراب، طريق متعرج، بعد موتها، دندنة، وفي الأخيرة تقول: «على كرسيه المتحرك، يسافر جدي».
وقرأ توفيق أبو خميس باقة من النصوص، من مثل: طواف محبة، بخور المعبد، ترنح الريح، جرة ماء، شمس أيار، ونهار أخرس، يقول في نصه الأخير: «خارج أسوار المدينة، يختبئ الضّجيج»، تلاه عصام الحاج وزوز بقراءة باقة من النصوص من مثل: ربيع الأردن، عند الإشارة الحمراء، صوت الساقية، غبار كثيف، أمطار شديدة، وبداية الربيع، سيول أمطار، وفي نصه الأخير يقول: «تهدم أعشاش العصافير، انهيارات الصّخور».
واختتم الأمسية نضال حرب، حيث قرأ بهذا السياق باقة من نصوصه من مثل: صداع، مفترق طرق، يوم مشرق، السكون أكثر، معابد قديمة، حلم يصارع يقظة، حول الكعبة، رياح خريفية، قبيل رأس السنة، وفي الأخيرة يقول: «أخفي تآكل الجدار، بصورة موناليزا».