عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Aug-2019

المدرج والأوديون وسبيل الحوريات ...أهم ثلاثة معالم رومانية في عمّان القديمة

 

عمّان - الدستور -ازدهرت عمان في العصر الروماني ( قبل ألفي عام) لدرجة ادخال الرومان لها ضمن تحالف المدن العشر ( الديكابوليس) وهو اتحاد بين عشر مدن يونانية- رومانية، ومعظمها يقع حاليا في الأردن، وقد بنيت الكثير من المعالم الحضارية الشاهدة على ماوصلت اليه المدينة من نمو وازدهار، الا أنه ونتيجة لعوامل الزمن وللحروب التي شهدتها المنطقة على مر التاريخ والكوارث الطبيعية من فيضانات وزلازل فقد تهدم جزء من تلك المعالم،وبقي ماثلا أمامنا ثلاتة مواقع مهمة للغاية جرى ترميمها وهي المدرج الروماني الكبير ومسرح الأوديون وسبيل الحوريات.
مسرح جماهيري 
يعتبر المدرج الروماني إلى يومنا هذا أكبر مسرح في الأردن وأحد أكبر المسارح الرومانية المنتشرة في العالم، أمام منصة المسرح التي يعلوها الفنانون، هناك مكان معين في وسط المسرح يستطيع المتفرجون سماع الصوت الصادر منه بطريقة واضحة في جميع مدرجات المسرح . المدرجات مقسمة إلى 44 صفا، في ثلاث مجموعات رئيسية. كانت مجموعة الصفوف الأولى تستعمل لعلية القوم وكبار الشخصيات، بينما كانت مجموعات الصفوف الثانية والثالثة مخصصة لباقي الشعب.
هناك غرف خلف منصة المسرح، يستعملها الفنانون لتغيير ثيابهم وللتحضير للظهور أمام الجمهور. كان يبلغ علو بناية منصة المسرح الأصلية حوالي ثلاثة طوابق، أي أعلى من الأعمدة في ساحة الفورم. كان هناك معبد صغير في أعلى المسرح، منحوت في الصخر، كان به تماثيل للآلهة الرومانية.
هناك متحفان صغيران اليوم على جانبي المسرح، متحف الحياة الشعبية ومتحف الأزياء الشعبية. الأول يحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث على مدى القرن السابق، وخاصة حياة الريف والبدو. المتحف الثاني يتناول مواضيع أزياء المدن الأردنية والفلسطينية التقليدية والحلي وأدوات التزيين التي تستعملها النساء.
الأوديون...مسرح نخبوي 
مسرح الأوديون أو المسرح الشتوي هو مدرج روماني صغير، يقع بالقرب من المدرج الروماني الكبير، وتحديدًا في الجانب الشمالي الشرقي من ساحة الندوة الرومانية تم تشييده في القرن الثاني للميلاد، قبل إنشاء المدرج الكبير، ليتسع لحوالي 500 متفرج.
كان الأوديون يُستخدم بشكل رئيسي للعروض الموسيقية. ويعتقد علماء الآثار أنه من المُحتمل أن يكون قد تم تسقيفه بسقف خشبي أو خيمة مؤقتة لحماية الحضور والمؤديين من الظروف الجوية.
 يُعتقد أن الزلزال الشديد الذي أصاب مدينة عمّان ومناطق شامية أخرى سنة 1927، كان السبب الرئيسي في هدم جزء كبير منه، وخصوصًا واجهته المرتفعة وقد تم ترميم المدرج قبل عشر سنوات تقريبا بالإضافة إلى المنطقة المُحيطة به في الساحة الهاشمية، حيث تُقام فيه اليوم الحفلات الموسيقية والندوات الشعرية.
سبيل الحوريات..عمّان مدينة المياه
بني سبيل الحوريات في وسط عمان التاريخية في القرن الثاني الميلادي ، بالقرب من مدرجها الكبير ومسرح الأوديون وجبل القلعة، أما حاليا فهو يقع في شارع قريش- وهو شارع سقف السيل، والذي أقيم فوق مجرى نهر عمان القديم، يحتوي سبيل الحوريات في مدينة عمان على ثلاث حنايا، وضعت طاقات صغيرة نصف دائرية أيضاً، والتي رتبت في صفين يعلو أحدهما الآخر.
كانت الواجهة الداخلية لسبيل الحوريات مغطاة بألواح الرخام، بينما حوض السباحة كان واسعاً ويمتد على طول البناء وبعمق 26 قدماً، وفوق حوض السباحة أقيمت الحمامات والنوافير، والأعمدة التي تبلغ ارتفاعها عشرة أمتار. بعد أن خبا نجم مدينة عمان قديماً، تحول سبيل الحوريات إلى خان ينزل فيه المسافرون وتأوي إليه دوابهم.
وبعد أن عادت الحياة إلى مدينة عمان، أخذ الناس يبنون المساكن بصورة عشوائية، حتى بدأت الأبنية تتداخل مع بعضها البعض في جوانب سبيل الحوريات.
لم يقتصر استخدام المبنى على الاستحمام بالمياة الساخنة، ففيه مصطبة كبيرة يعتقد أنها استخدمت كمسرح إضافة إلى هياكل ضخمه وتماثيل وغيرها من المعالم التي مازالت مطمورة، ربما ان فخامة هذا المبنى وضخامته يؤشران على أهمية عمان في الفترة الرومانية،  وبحسب مختصين فإن مبنى سبيل الحوريات الواقع بين عدد كبير من الأبنية العائدة إلى منتصف القرن الماضي تضرر كثيرا نتيجة للبناء العشوائي، ويعتقد أن بعض الأبنية المحيطة به والتي يصعب إزالتها حاليا يتكدس تحتها الكثير من معالم المبنى التي سقطت بفعل الزمن والزلازل وفيضان السيل.
وقد كشفت الحفريات عن أعمده كورنثية وأخرى بتيجان مزخرفة غاية في الجمال والأبهة جرى توزيع بعضها على الفسحة المبلطة الواقعة مباشرة على الشارع العام والتي جرى تبليطها بالكامل قبل سنوات.