عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Nov-2024

عندما تعمق إسرائيل خسارة الإنسانية معركتها*د.محمد الرصاعي

 الراي 

التعليم حق من حقوق الانسان قد يوازي الحق في الحياة، وقد تكفلت الأمم المتحدة بصيانة حق التعليم للفلسطينيين منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي، عدا عن توفير المساعدات الإنسانية المختلفة، من خلال وكالة غوث وتشغيل الاجئين الفلسطينيين الأونروا..
 
ولأن إسرائيل تسعى إلى القضاء على الفلسطينيين، وتهجيرهم، وطمس هويتهم فقد حاولت مراراً تعطيل عمل وكالة الأونروا والحد من دورها داخل الأراضي الفلسطينية، ووضع قيود عديدة تحد من الدور الإنساني لها، ومؤخرا استغلت السلطات الإسرائيلية الحرب التي تنفذها بلا هوادة على قطاع غزة، في ظل صمت عالمي فاضح إزاء كارثة إنسانية غير مسبوقة، بادرت إلى إقرار تشريع يحظر عمل الأونروا في إسرائيل، الشيء الذي سيتسبب بحرمان الفلسطينيين في مناطق عديدة داخل الأراضي المحتلة من حقهم في التعليم، وخاصة في قطاع غزة المدمر بالكامل والذي يفتقد حالياً لأي إدارة قادرة على تحمل مسؤولية عملية التعليم هناك.
 
لقد اعتمدت إسرائيل على نشر ادعاءات كاذبة بخصوص دور الأونروا وتشويه سمعتها الإنسانية والتشكيك في دورها الكبير في تقديم المساعدات الإغاثية للاجئين الفلسطينيين، تمهيداً لمنعها من القيام بدورها الإنساني في الأراضي الفلسطينية، وقد بررت إسرائيل منع الأونروا من القيام بدورها حيال اللاجئين بأكاذيب وحجج انتماء بعض العاملين في الوكالة لحركة حماس، وتغافلت عن قيامها بقتل المئات من العاملين في الوكالة مثلما قتلت المئات أيضاً من الصحفيين ورجال الإسعاف.
 
ما زالت إسرائيل تواصل تعميق خسارة الإنسانية معركتها في بناء مجتمعات يسودها قيم إنسانية نبيلة، وتمارس القيادات الصهيونية أعمالاً تتسبب في تقويض سعي عالمي لتكريس حقوق الإنسان ورفاه البشرية، فقد لاحظ العالم أجمع الانتهاكات الإسرائيلية لمبادئ وقوانين مؤسسات دولية عديدة منها اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، ومحكمة العدل العليا، وأخيرا تعطيل عمل إحدى أذرع الأمم المتحدة وهي وكالة الاونروا.
 
إن تعمد إسرائيل انتهاك دور المؤسسات الإنسانية التابعة لمنظمة الأمم التحدة، والسعي لتفكيكها يأتي لغايات تحقيق أهداف القيادات الإسرائيلية في تصفية الشعب الفلسطيني، ومحاولة منع تنامي صوت عالمي يجرم الأفعال الإسرائيلية في هذا الصدد، بعدما نجحت بدعم من الولايات المتحدة الأميركية في تكميم أفواه قيادات دول العالم من استنكار ما تمارسه بحق الفلسطينيين من قتل وتشريد وسلب لحقهم في التعليم.
 
الأردن وانطلاقاَ من مسؤوليته إزاء الشعب الفلسطيني الشقيق حث مؤخراً المندوبين في اللجنة الرابعة في الأمم المتحدة على رفض التعليقات المتطرفة والمغالطات التي لا أساس لها من الصحة الصادرة عن إسرائيل ضد وكالة الأونروا. ويقود الأردن حملة لمنع التشكيك في دور الاونروا والتأكيد على دورها الإنساني في مساعدة اللاجئين الفلسطينين وتأمين سبل حياة كريمة لهم.